شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد اللَّه الجفري
تلقيت من ((تحرير)) مجلة اليمامة المتألقة حقاً بطروحاتها الموضوعية: دعوة للمشاركة في (حوار) جعلوا عنوانه: ((الصالونات الأدبية المنزلية/شهادة لمثقفينا.. أم إدانة لنوادينا))؟!!
وبرغم الالتزامات التي تشغلني.. فلم أرغب أن أصدَّ دعوة (اليمامة) التي أُقدِّر قائد دفتها وكل الأخوة المساعدين له، فبادرت مستجيباً لهذه الدعوة، وكتبت مشاركتي في صفحتين كاملتين.. فلما ظهر هذا الحوار على صفحات المجلة: فوجئت ـ حقاً ـ بذلك الابتسار البشع، والقضم، والتشويه الذي عاملوا به مشاركتي، واكتفوا (بعدة سطور).. غير مقدِّرين الوقت المستقطع لهم من صميم مشاغلي وارتباطاتي لألبي دعوتهم.. ولم أكن أحتاج ـ بعد هذا العمر ـ إلى: تلميع وإضاءة تمنحني إياهما، بل صرت أهرب منهما!
ولكن.. يقول المثل: ((كل دقّة بْتِِعليمَهْ)) وليتنا نتعلم ولا تخوننا طيبتنا غالباً.. والأهم: احترام جهد وتجاوب الكاتب في كل الأحوال:
* * *
ـ ولعلّ البعض يطلق على ((الصالونات الثقافية الأدبية/المنزلية)): ظاهرة، وربما هي ((ظاهرة)) بالفعل/من الظهور الإعلامي المكثّف لها في صحفنا، لكنها في الواقع العصري: لم تكن ظاهرة، فمن قبل أكثر من خمسين عاماً، كانت (الصالونات) معروفة في مصر، وكان من أكثرها فائدة: ((صالون العقاد)) الذي ألَّف عنه أنيس منصور كتاباً تحدَّث في أكثر صفحاته عن نفسه وليس عن العقاد (!!) ومن أكثرها ذيوعاً وشهرة: ((صالون مي زيادة)) الذي شهد محاورات و (محاولات) عشق لتلك الأديبة!!
أما في وطننا.. فنحسب أن السبَّاق إلى تأسيس صالون أدبي، هو ((أبو الشيماء))/ محمد سعيد طيب بما سماه: (الثلوثية)، وبما عرَّبه شيخنا ((أبو ترابَ)) فسماه: (الثلوثائية) ـ والله أعلم ـ ثم أعقبه شيخ المال والوجاهة/عبد المقصود خوجه بصالونه في الهواء الطلق: (الاثنينية).
وفي الرياض: بدأ الأديب الكبير الراحل ((عبد العزيز الرفاعي)) افتتاح صالونه الذي استقطب فيه مشاهير الأدباء والكتّاب في الرياض.. وتبعه المربي القدير الشيخ ((عثمان الصالح)) بإقامة صالونه الأدبي (اثنينية عثمان الصالح).
وهكذا.. لم تعد ((الصالونات الأدبية)) ظاهرة، لكنَّ البعض سمَّاها: (فعاليات) تعكس أحقية هذا الوطن بأن تحظى عاصمته السياسية بميدالية عربية هي: (عاصمة الثقافة العربية لعام 2000).
ـ أما أن ((الصالونات الأدبية)) هي: الدليل على إفلاس ((النوادي)) الأدبية في بلادنا ـ حسب رأي فريق آخر من المثقفين ـ فأحسبني من هذا الفريق، أو من المؤيد لرؤيتهم.
إن ((النوادي الأدبية)): لم تستطع حتى الآن أن تضطلع بدورها الحقيقي الذي أنشئت من أجله، ومن أهم ركائز هذا الدور:
ـ تفعيل الأنشطة الثقافية في مدينة أو منطقة كل نادي.
ـ تشجيع حركة النشر والتوزيع، ومساعدة الكُتَّاب على طباعة كتبهم وإبداعاتهم، وذلك بعد تحوُّل بعض هذه النوادي إلى (الذاتية) أو الشللية استغراقاً في علاقات رئيس النادي ومَنْ حوله.
ـ إقامة جسور من الحوار مع المثقفين والأدباء وذلك بطرح موضوعات حيوية تتصل بهموم المثقف وذائقة الأديب.
ـ إقامة جسور أخرى مع دور النشر والتوزيع العربية والاستفادة من برامج النشر لديها.
ـ الالتفات إلى مخزون التراث الهام، أو على الأقل: نبش الإضبارات وأعداد الصحف القديمة: (صوت الحجاز/البلاد السعودية) وطباعة إنتاج أدبائنا الرواد لتعريف الجيل الجديد بهم، تماماً كما فعلت (تهامة) في إدارة محمد سعيد طيب لها ببعث وإعادة طباعة كتب بعض الروَّاد من الجيل الباني!
* * *
ـ أما ((الاتهام)) بأن هذه (الصالونات) الخاصة: مجرد لافتات للوجاهة وحب الظهور.. فإذا لم نُسقط الجانب (الأنوي) أو الذاتي من نوايا صاحب الصالون، فإنه ـ على الأقل ـ قد وجد من ينجذب إلى صالونه، بل و (يواظب) على ارتياده كل أسبوع: (آكل/شارب/متحدث صارخ).. بما يعني: أن الناس ـ حتى المثقفين! ـ من الممكن أن يُقبلوا على صالونات طُلاب الوجاهة وحب الظهور ليرغدوهم شعورياً ونفسياً!!
ولكننا نقول: إن في أكثر هذه (الصالونات) فوائد عديدة، إن لم يكن يوجد: ((أهمها)) فأقلُّها: التلاقي، والاجتماع، والتحاور، والنقاش في موضوع متفق على تداول الآراء فيه وعنه، وهذا ـ وحده ـ مكسب، إذا اقتنعنا أننا لن نقدر أن نلغي (طبيعة) الإنسان في تفصيل ثوب لنفسه، أو لقيمته أو موقعه الاجتماعي!
ـ أما إقامة تكامل بين النشاطين الرسمي والأهلي.. فأحسبه يأتي عن طريق: تعاون الأندية الأدبية وتواجدها مع الصالونات الأهلية.. لأن الأندية تعبِّر عن الجانب الرسمي، وهي تحتاج من الجهة المشرفة عليها إلى: دعم مالي، وإلى مؤازرتها في إقامة جسور التواصل.
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ من كلمات ((ابن رشد)):
ـ ما كان منها موافقاً للحق: قبلناه منهم، وسررنا به، وشكرناهم عليه.. وما كان غير موافق للحق: نبّهنا عليه، وحذَّرْنا منه، وعذرناهم!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :407  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج