شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصداء الطريق
وجوه لا تنسى (1)
بقلم: محمد عبد الواحد
ـ حرصت يوم أمس أن أحضر تكريم الأستاذ عبد الله الداري برغم أني كنت قد خلعت ضرسي قبل ساعات وما زلت أنزف ولم يتوقف نزيف الضرس ولا نزيف الأيام.. ولا حتى رغبتي في الكلام.. ولكني آثرت الصمت.. فالحديث مع الجراح أكثر مشقة.. وأكثر إيلاماً وتعباً..
ـ ومثل هذه الأمسيات أعرف تفاصيلها.. وطقوسها.. ورغبة أصحابها في أن تبدو هادئة وادعة.. يتبادل فيها الناس التحيات.. والمجاملات.. والابتسامات.. برغم تلك الوجوه الشاحبة والقلقة.. والمرتبطة بقضايا عيشها.. ولم يكن هناك ثمة مجال للانخداع.. برغم كل الكذب.. والأقنعة الزائفة.
ـ لقد بدا لي أن العديد من هذه الوجوه متعبة وهي تخفي حزنها قبل منتصف الليل.. لتعود إليه بعد الثانية عشرة وبعد أن ينقضي هذا الجمع ـ المرح..
ـ المهم أنني دخلت.. وخرجت.. دون أن أنبس بشفة، وقد احتج الصامت الأبدي الأستاذ عبد الله الداري على صمتي وهو لا يدري أن السبب أوجاع ضرسي.. وليس لأني قد زهدت في الكلام..
ـ وقد حاولت مع صديقي الأستاذ علي مدهش.. أن نستأذن صاحب الدار الأستاذ عبد المقصود خوجه في الانصراف.. ولكنه كان مشغولاً عنا بالحفاوة بضيوفه كالعادة فانصرفنا بهدوء وعلى طريقة الأستاذ الداري الذي لا يكثر الكلام..
المهم أن اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه المنتظمة هذه الأيام تقدم وجوهاً حميمة كدنا أن ننساها.. وما كان ينبغي أن تنسى ولكن من فرط انشغالنا بهموم هذه الدنيا يكاد الإنسان ينسى أقرب الناس إليه.
ـ والأستاذ الداري.. رجل بالغ التهذيب.. والأدب مسالم صبور ومهني بارع ولكنه بالغ الحذر.. وزملاؤنا الطيبون الذين كانوا أشد حرصاً في هذه المهنة.. وجدوا أنفسهم في النهاية خارج الصحافة.. بل خارج أسوار المهنة كلها.. ومن هؤلاء الأستاذ عبد الغني قستي.. والأستاذ عبد الله الداري.. والأستاذ يحيى باجنيد وقد زاملتهم وعملنا معاً..
والصحيفة أية صحيفة لا يمكن أن تعيش إلا بالمبادأة.. والابتكار.. واقتحام الأسوار ومناقشة هموم الناس.. وقضاياها..
والصحف التي اعتادت على التطبيل.. والدفوف والمزامير تجد نفسها في النهاية خارج الإطار وخارج اهتمامات الناس..
لقد كان زملاؤنا.. هؤلاء مخلصون في عملهم.. ومخلصون لتراب أرضهم.. ولكن كراسي الصحافة لا تدوم حتى لأكثر الناس حذراً.
ولا أزيد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج