شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إضاءة
والمرءُ سرُّ أبيه كلما ازدهرا (1)
بقلم: د. عمر الطيب الساسي
هذه مقولة سجَّلها في نصف بيت شعر، قبل أكثر من خمسين سنة، شاعر مكة الشهير في القرن الماضي، وشاعر الملوك من (آل سعود) منذ مؤسس دولتهم الحديثة (عبد العزيز) ثم أبنائه (سعود) و (فيصل) و (خالد) رحمهم الله أجمعين. وفي هذه المقولة التي صاغها شعراً (أحمد بن إبراهيم الغزاوي) وصف نقدي دقيق ينطبق على كل صانع مجد جديد على قاعدة مجد متوارث تليد.
وهذه المقولة الوصفية الدقيقة تنطبق على الوجيه عبد المقصود بن محمد سعيد خوجه، فهو يزدهر ارتفاعاً على قاعدة أسسها والده، وبدأ بها رحمه الله.. فهو لم يجعل من خارج هذا المجد الموروث نموذجاً يحتذى به، لا في (محمد سرور الصبان) ولا في غيره، كما توهم من أوهم القرّاء، في خيلاء ادعاء معرفة تاريخ روّاد حركة إنشاء الأدب الحديث وإحيائه في مكة والحجاز وفي المملكة بعامة. فجد عبد المقصود وهو باسمه نزح من الفيوم إلى جدة ومنها على مكة، وهاله ما كان عليه الوضع الثقافي العام في هاتين المدينتين قبل قرن ونصف قرن من الزمان، فعقد العزم مبكراً على تحريك الجامد، وإحياء الحركة الثقافية (انظر كتابي حسين الغريبي (الغربال) و (الأعمال الكاملة لمحمد سعيد عبد المقصود). أما والد الوجيه المعاصر عبد المقصود خوجه فهو بلا منازع أول من رعى الأدباء في مكة والمدينة وجدة، واجتهد في جمع وطبع ونشر نتاجهم المبكر، وساعده في النجاح منصبه الذي كان يشبه منصب (وزير الثقافة والإعلام) حيث كان يدير مطبعة (أم القرى) أو (مطبعة الحكومة) التي كانت ترفد الأدب والثقافة بالكتب والمطبوعات مثل (وحي الصحراء) من مكة، و (المنهل) من المدينة المنورة، وغيرهما من أوائل الإصدارات التي سبق بها محمد سرور الصبان. أما جريدة (أم القرى) فقد كانت برئاسته المصدر الإعلامي الأول والرسمي (الوحيد) للمملكة، إلا أن العمر لم يمهل محمد سعيد (الأب) ليكمل برنامجه الطموح في رعاية الأدب ونشره، فعاجله الموت وهو في ريعان شبابه (رحمه الله). وما إن ازدهر الابن (عبد المقصود) وازدهرت ثروته حتى سخَّرها في مواصلة بناء المجد الذي وضع قواعده والده، وزاد عليه باللقاء الأسبوعي فيما عرف بالاثنينية، ثم بطباعة وإصدار ما يدور فيها في مجلدات ضخمة بلغت حتى الآن في صفر 1425هـ ـ إبريل 2004م عشرين مجلداً مضيفاً إليها مجموعة منتقاة لأدباء من الداخل ومن الخارج يوزعها هدية وتوثيقاً لمرحلة من مراحل الثقافة المعاصرة، لا يبغى من ورائها كسباً شخصياً سوى خدمة الأدب التي أصبحت الاثنينية مركزاً من أهم مراكز إشعاعاته. وفي هذا كله يقف عبد المقصود بتواضع جم ويذكر والده بخير ولا يرى في طموحه أنه وصل إلى المطلوب إذ قال: (يا والدي.. عليك رحمة من الله ورضوان وشآبيب مغفرة، وموئل في أعلى الجنان، وكم يؤرقني أنني لم أفك حقك.. فقد تألقت سطراً نابضاً بالحياة والنور في سجل التاريخ. اللَّهم أشهد أنني قد عملت وجاهدت لأكون على الطريق الذي قصدت أن تخطه وتجعله نبراساً لأبنائك وللأجيال القادمة..). (انظر كتاب ((الغربال)) كلمة الناشر). فاللَّهم أشهد أن عبد المقصود خوجه (سر أبيه كلما ازدهرا) فهو وريث مجد تليد وصانع مجد جديد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.