شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
باسيلييف بين التاريخ ونقد الثقافة (1)
بقلم: محمد علي قدس
الذين ألمحوا لأسلوب أليكسي باسيلييف في كتابة التاريخ وما تميز به فكره كمستشرق مستعرب كانوا متفقين على أهمية كتابه ((تاريخ العربية السعودية)) بل أجمعوا على أنه أكثر أهمية من الكتب التي ألفها المستشرقون بدءاً من فيلبي ثم الريحاني وانتهاء بخير الدين الزركلي لأن باسيلييف كان دقيقاً وأميناً وصادقاً.. لا ينافق ولا يدلس.
التقى رواد الاثنينية الماضية بالبروفيسور المؤرخ المستشرق أليكسي باسيلييف وواجهوه بأسئلتهم ومداخلاتهم التي وصفها أو وصف بعضها بشكل أدق بأنها انتقادات، وقد وفق الأستاذ عبد المقصود خوجه في اختياره لهذه الشخصية لتكون ضيف الاثنينية المتميز وأحسن اختيار الأدباء الذين تحدَّثوا عن الضيف في هذا الوقت بالذات وكلنا يستعيد الماضي حين كان موطن البروفيسور باسيلييف القوة المضادة والقطب القوي الثاني في العالم. وكما قال الدكتور عبد الله مناع في كلمته للضيف صحيح أننا فرحنا بسقوط الاتحاد السوفيتي الشيوعي..
إلا أننا أكثر حزناً الآن لهيمنة القوة الصهيونية الوحيدة اليوم.
يعد كتاب ((تاريخ العربية السعودية)) الكتاب الأشهر والأهم لأليكسي باسيلييف والذي دار حوله جدل وحوار طويل استأثر بكلمات المتحدثين في تلك الليلة إلا أن كتابه الآخر ((السياسة الروسية في الشرق الأوسط من اليسوعية إلى البراغماتية)) لا يقل أهمية عن كتابه عن العربية السعودية وكان من ضمن ما سبق من ملاحظات حول هذا الكتاب ما أشار إليه الدكتور أنور عشقي في كلمته، فكتاب باسيلييف شمل النواحي السياسية والاجتماعية والتاريخية لمناطق نجد والشمال والجنوب، والغريب أنه استبعد في دراسته منطقة الحجاز وهي منطقة مهمة في جزيرة العرب من الناحية التاريخية والسياسية، فبالإضافة إلى أن بها مكة المكرمة والمدينة النبوية والأراضي المقدسة وهذا مهم جداً، فهي تعد منطقة حضارية وهي تختلف تماماً في جغرافيتها ونسقها الاجتماعي وتاريخها السياسي عن بقية المناطق التي شملتها الدراسة عن تاريخ العربية السعودية والغريب وهو الذي كان منتقداً من وجهة نظر المفكرين والمؤرخين أن باسيلييف عليه استكمال دراسته عن منطقة الحجاز لتزداد أهمية كتابه وقد وعد بذلك على أن يجد العون من الذين يساعدونه في تذليل صعاب مهمته.
البروفيسور ألكيسي باسيلييف اختار معهداً متخصصاً في الدراسات الإفريقية الذي يتبع إدارياً أكاديمية العلوم الروسية وقد نأى بدراساته وبحوثه بعيداً عن روسيا وكان المبرو لذلك الابتعاد عن هيمنة الثقافة الأمريكية التي غزت المؤسسات الروسية.
وفي كلمته المرتجلة باللغة العربية المتعثرة انتقد باسيلييف تدنّي مستوى الثقافة العربية، وفي اعتقاده أن مردَّ ذلك الهبوط أو التدهور هو الهجمة الإعلامية الشرسة إذ إن تأثير القنوات الفضائية المرئية والمسموعة والمبرمجة واضح وجلي وقد أسهم للأسف في تدنّي مستوى الثقافة العربية عطاءً وإبداعاً، كما انتقد تقصير المؤسسات الثقافية العربية والأليكسو متهمة ومنتقدة في الدرجة الأولى لتقصيرها في فتح مجالات للتعاون والحوار مع المؤسسات الثقافية الروسية بوجه خاص والثقافة الغربية عموماً وأستغرب كيف تدعو أمريكا لعقد ندوات وحوارات مناهضة للإسلام والمسلمين كان آخرها المؤتمر الذي شارك فيه باسيلييف عن التعصب الديني عند المسلمين وقد اتضح له كيف تستحوذ أمريكا على النسق الثقافي والإعلامي والتحكم في توجهاته بما يخدم أنظمتها الجديدة في العالم في الوقت الذي كان يجدر بالمؤسسات الثقافية ومكاتب دراساتها الاستراتيجية وضع استراتيجية تعلِّق على ما تخطط له أمريكا وتفتح أبواباً للحوار مع الآخرين وتبني دراسات ومؤتمرات تضع حداً لانتقادات الغرب وتعرُّضهم لثقافة المسلمين ومس مشاعرهم والتعدي على قيمهم وأصولهم الدينية؟
وهو نقد صادق لا يمكن إغفاله أو إهماله ولا بد أن نبحث عن حلول سريعة لتصحيحه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :339  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 176 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج