شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
(صَوت الشاعر) (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ صديقي الشاعر (يحيى السماوي) من البقية (النادرة) التي لا تتكلف نظم الشعر، وإنما تستسلم لعنفوانه حين يداهمها، فتسكنه الوجدان، ثم تطلقه ـ عند أوانه ـ بوحاً يتهجى لحظات الزمان، ويناجي أحداث المكان.. أو صرخة توقظ الإنسان من غفلة النسيان..
و (السماوي) ـ كما عرفته ـ كطائر (النورس) كُتب عليه الترحال، لكنه (الوفي) دائماً لوطنه وأهله ومحبيه..
ـ جاء ـ قبل أيام ـ من غربته (في أستراليا) ليغرِّد في (الجنادرية) بأحلى القصائد، وكانت أمسيته الأجمل والأعذب، ثم عرج على الساحل الغربي ليقضي في (العروس) سُويعات، يلتقي فيها أحبته، قبل عودته إلى الوكر الغريب.
ـ أنِستُ بطلعته حين فاجأني بزيارة في مكتب (اثنينية) صديقه بَل حبيبه أستاذنا الشيخ عبد المقصود خوجه، ومن حرارة اللقاء شعرت بما يعانيه هذا الشاعر الإنسان من لوعة الفراق وألم البعد عن الأهل والأوطان.
ـ وكعادته أهداني الجديد من شعره، ممثلاً في ديوان بديع أسماه (نقوش على جذع نخلة) ليصبح الديوان الثالث عشر بعد سلسلة من الإبداعات الشعرية التي تعكس نفثات الشاعر وهمومه.
ـ إنَّ جُلَّ شعر (السماوي) ـ إن لم يكن كله ـ يعبِّر عن مشاعر إنسانية ملتهبة، تخفق بحب الوطن، والحنين إلى الأهل، فالوطن، قضية شاعرنا الأولى، حمل عبئها مذ أجبر على المغادرة.. فكل صوره الشعرية لا تخلو من التغنِّي بالعراق وأهله، ونخله، وترابه الذي لا يخطئ القلب رائحته، وصباحاته التي يتمنى أن تشرق دوماً بالخير والأمان والرشاد على ناسه.
ـ عاش زمناً طويلاً يصارع الغربة، ويتطلع إلى العودة بعد زوال القهر والطغيان، وحين عاد فوجىء بالصور المقيتة التي بددت آماله:
لا تسأليه الصبر لو جزعا
ما دام فأس الذُل قد وقعا
زار الديار ضحى فأرعبه
أن الفرات ونخله افترعا
فركت أصابع صحوه مقلاً
سكرت بخمر الحلم ما انفجعا
ألفى الأحبة بعد عودته
رمماً ورفقة أمسه شيعا
عاش المواجع منذ فارقهم
وازداد بعد لقائهم وجعا
ـ لم يحتمل شاعرنا ما آل إليه العراق الآن من نكبات دمرت أرضه وفتكت بالأرواح البريئة التي كانت تتطلع إلى غد مشرق بالخير والأمان.. فأطلق صوته (صارخاً):
هذه الأرض التي نعشقُ
لا تُنبت ورد الياسمين
للغزاة الطامعين
والفرات الفحلُ
لا ينجب زيتوناً وتين
في ظلال المارقين
فاخرجوا من وطني المذبوح شعباً
وبساتين..
وأنهاراً.. وطين
فاتركونا بسلام آمنين
القصيدة طويلة، والقصائد الأخرى التي احتواها الديوان في منتهى الإبداع.. وإبداع شاعرنا (السماوي) لا ينتهي، طالما قلبه يخفق بهذا الحب الكبير نحو وطنه وأهله ومحبيه.
ما أروعه وهو يقول:
يا أكرم الكرماء في
صدٍّ يزيد البعد بُعدا
عدني ـ ولو كذباً ـ بما
أرجو.. كفاني الوصل وعدا
ـ تحية وسلاماً إليه في غربته، لا حرمنا الله من عودته ليعيش مطمئناً في وطنه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج