شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
فراشات ((الجفري)) تصل من ((بيروت)) (1) !!
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ أديبنا المبدع السيد ((عبد الله عبد الرحمن الجفري)) كان أروع المتحدثين في أمسية تكريم شاعرنا الغنائي الكبير ((إبراهيم خفاجي)). لم أذكر اسمه بين المتحدثين، حين كتبت عن تلك الأمسية الشائقة! فالدهشة أحياناً تسلب ((الألباب))..
ولم يكن سيدنا ((الجفري)) ـ ليلتها ـ بين الحضور.. فقد كان وقتها ـ في ((بيروت)).. وأرسل ((فراشاته)) الزاهية.. تحلِّق في فضاءات (الحب والوفاء) ثم تحط على راحة صاحب (الاثنينية) الأستاذ عبد المقصود خوجه، الذي رحب بفرح أن يكون (الناطق الرسمي) لمفرداتها العذبة!
ـ كلمة (الجفري) التي شارك بها في الاحتفاء بـ (الخفاجي) كانت (ولا أحلى).. سيمفونية رائعة، تعزفها مشاعره الوجدانية الواعية بكل تفاصيل العلاقة الحميمة التي تربطه بشاعرنا المبدع.
ـ وتلذَّذ الحاضرون بسماع تلك المقاطع الأدبية البديعة التي جاءت في رسالة الجفري.. وكأني بالقارئ الكريم يود معرفة شيء من ذلك الإبداع السردي:
ـ يقول أديبنا ((أبو وجدي)):
ـ هذا الشاعر الغنائي الكبير.. كتبت عنه قبل سنوات، وقلت عنه:
ـ يبدو أن هذا الإنسان يعاني من الإرهاق النفسي، ولذلك صار ((مزاجه)) مقفولاً!!
إنه ((إبراهيم خفاجي)).. الذي لم نعد ـ الآن ـ نسمع الجديد من شعره الغنائي إلا نادراً أو كفاكهة سنوية أو حولية.. حتى عاد إلينا بهذا ((الأوبريت))! ولعلّنا نطالبه اليوم بأن يجدد مفاتيح صدره، لتشرَّع أبواب ((مزاجه)) ويستعيد حيويته ونشاطه.. فهو فنان مرهف، يحترم الكلمة التي يصيغها!
ولعلّنا ـ أيضاً ـ نود أن نذكر ((الخفاجي)) بنفسه.. فهو الذي أعطى إحساسه في كل أغنية كتبها.. وتفوَّق بالمعنى، والتصوير إلى الإبداع، ودور الكلمة!)).
ـ (الجفري) ـ هنا ـ لا يود من ((أبي وجيه)) أن يغيب عن ساحة ((الإبداع))، ويطالبه بـ ((تجديد نشاطه)) ليمنحنا الجديد من كلماته المتفوقة ـ معنى وصورة ـ و (الفنان.. الفنان).. يظل دائماً (شباب على طول)!
ـ وبعد ((ومضة)) خاطفة عن: ((تطور الكلمة المغناة)).. يتحدث ((الجفري)) عن موقع ((الخفاجي)) في هذه المسيرة الفنية:
ـ كان ((إبراهيم خفاجي)) في الستينات هو: فارس الشعر الغنائي، كمن يشكل مدرسة جديدة في صياغة الشعر الشعبي المغنَّى.. وهو في طموحه وتألقه: كان يفتح درباً لمبدعين واعدين في صياغة الأغنية يومها، أرادوا أن يترسموا خطاه، حتى قال ((إبراهيم خفاجي)) في أيامه هذه:
((لقد تفوَّق الواعدون الذين كنت أمامهم، وكانوا ـ بكرم منهم ـ يعتبرونني أستاذهم!
وتشكّل جيل جديد: مبدع في الشعر الغنائي، ومجدد للصور الشعرية الغنائية.. وأضاء في المقدمة: شعر الأمير خالد الفيصل، والأمير بدر بن عبد المحسن، والأمير محمد عبد الله الفيصل.. فكان هؤلاء الفرسان هم انطلاقة كلمات وصور الأغنية الحديثة في الجزيرة العربية.
وبقي ((إبراهيم خفاجي)): رائداً في تقييم هؤلاء الفرسان لهم.
وبقي ((إبراهيم خفاجي)): رمزاً.. يتقدم جيلاً جديداً متجدداً أحدث هذا التطور الملحوظ في كلمات الأغنية الحديثة)).
ـ وفي ختام الرسالة ((المحلقة)) يبوح ((أبو وجدي)) بمشاعره الدافئة:
ـ (بكل الشجون التي سكبتها مشاعرنا تأثراً بكلمات هذا الشاعر وأغانيه. وبكل ما قدمه ((إبراهيم خفاجي)) لوطنه من عشق وهو يصور في شعره: ملامح كل منطقة ومميزاتها وتاريخها العريق.. حتى قلت عنه: إنه جمع ((الأمكنة)) التي وشمها التاريخ بالتراث، وبالإبداع، وبالشعور، وصوَّرها في تابلوهات غنائية رائعة.
بذلك كله.. قلوبنا مع شاعر بهجتنا وفرحنا/الكبير بإبداعه الشعري: ((إبراهيم خفاجي)).. تحوطه محبة أمة تغنت بكلماته، فكانت هذه الكلمات هي: أفراحها وتعبيرها عن عشق الوطن والانتماء للأرض.. شافاه الله).
وبعد: إن العاشقين لمفردات ((الجفري)) الأنيقة.. يعرفون: كم في روضه من أزاهير تعيش عليها ملايين الفراشات المحلقة بالفكر الإبداعي الجميل.. فتحية له.
من فراشاته:
ـ (في أيام الشوق الشديدة،
أتحول إلى فراشة ملونة
تطير إليك لتحط على كتفك وترتاح عليه،
وتنشر اللون والفرح في قلبك،
أتحول إلى نسمة تخترق الفضاء كله،
علها تصلك.. تلامس وجهك،
فتكون قبلتي)!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :393  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 169 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.