شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفلك يدور
الدكتور محمد علي البار (1)
بقلم: محمد صلاح الدين
لقد قضت سنّة الله في الأرض أن تكون القدوة الحسنة سبيلاً للإصلاح وتبياناً للهدى وإغراء بالاستقامة وشهادة يقيم بها المولى عز وجل الحجة على عباده، ومن ثم كان تكريم أهل العلم والحفاوة بذوي الفضل والإشادة بهم وبيان مناقبهم، دعوة طيبة للخير وإشاعة للبر وتوسيعاً لدائرة العمل الصالح وحثاً على المكرمات.
من أجل ذلك أسفت إذ حرمتني بعض الظروف القاهرة من أن أشهد حفل تكريم الأخ الجليل الطبيب العالم الدكتور محمد علي البار في ندوة الاثنينية بمنزل الأخ الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه، وقد كنت مشوقاً لحضورها حريصاً على المشاركة فيها، لكل ما سبقت الإشارة إليه من خير عام، ولما يربطني بالأخ الجليل الدكتور البار من صلة طويلة وتقدير عميق، ولما أحمله لشخصه الكريم من حب متجدد وأخوة حميمة وتجلة بلا حدود.
* * *
وليس يختلف أحد ممن يعرف الدكتور محمد البار أنه إذا ذكر الفضل فهو في الطليعة من أهله، وإذا كان العلم فهو من خيرة رجاله، وأن ما أثرى به المكتبة العربية من مؤلفات تجاوزت الثلاثة والخمسين كتاباً ومن إسهامات جليلة في المحافل العلمية والمجمعات الفقهية، تمثل مستوى متميزاً من البحث العلمي ونهجاً كريماً مشرقاً من الفقه والاجتهاد المعاصر، وإسهاماً جليلاً في خدمة العلوم الشرعية والطبية، غير أنه يبقى للدكتور البار ما يتميز به فوق ذلك كله في أكثر من مجال.
إن قلة محدودة للغاية تجمع في مجال تخصصها وعلى مستوى رفيع بين العلم الشرعي والمعارف العصرية، وأستاذنا الدكتور محمد علي البار يقف دون جدال في مقدمة هذه القلة، وليس من المبالغة القول بأن إلمامه الواسع بالعلوم الشرعية يدهش المتخصصين في هذه العلوم ويتفوق عن بعضهم بما أتاه الله من فقه وإدراك واسع لمقاصد الشريعة ونظر عميق في حكمة التشريع في حين أنه طبيب متمكّن واسع الخبرة متجدد المعارف.
وبقدر ما تتسع الهوة في حياة الناس بين النظرية والتطبيق، وتتباعد المسافات في حياة الشخصيات العامة بين الفكر والسلوك فيقولون ما لا يفعلون ويظهرون خلاف ما يبطنون، ويتبدل الكثيرون عند التعامل فإذا هم صورة مغايرة لما يدعون، فإن الطبيب العالم الدكتور محمد البار هو من هذه البقية التي تقدم في حياتها كما في فكرها مثلاً كريماً للاستقامة والجد، وتجمع في شخصها بين العلم العميق والخلق القويم، وتعيش دون تكلف أو ادعاء اعتدال النهج وطهارة السيرة ودماثة الخلق وتواضع العلماء.
تحية طيبة مباركة للطبيب العالم، ودعاء إلى الله أن يمد في عمره ويبارك في حياته وجهده وينفع بعلمه ويجزيه عن أمته خير الجزاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :324  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج