شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رؤية فكرية
العِشقي والخوقير.. ودَارَةُ الخوجه (1)
بقلم: د. عاصم حمدان
إذا كان الأدَبُ والفَضْل والإحسان يُورَّث فإنَّ أمثلة عديدة قد تبدَّى فيها آثار مِنْ ذلك، وكشَفَت مناقبها عن هذا التوجّه، وصاحِبُ الاثنينية الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه وَرِثَ عن والِدِه صاحب الأثرِ الكبير في تاريخنا الأدبي مع رفيق دربه شاعر العروبة والإسلام معالي الأستاذ عبد الله بلخير، هذا الأثر وهو (( وحي الصَّحراء )) الذي يُشكلُ مع ((أدب الحجاز))، وخواطر مصرَّحة، والتيارات الأدبية، الإرهاصات القوية لانبثاق فجر الحياة الفكرية والأدبية في أرض انبثق منها نور الإسلام وتنزلت بين وديانها، وجبالها، وشعابها آياتُ الوحي الخالد.
ولقد كرم الأستاذ الخوجه أعلام الأدب في البلاد العربية بعامة وجزيرة العرب بخاصة، وكنت أطمح لحضور حفل التكريم الذي خُصص للأديب الدكتور أنور عشقي، وهو سليل أسرة كريمة عُرفت بالعلم والأدب في بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم. فهو يحمل اسم جده السيد أنور مصطفى عِشقي (1264 ـ 1336هـ) الذي كان يجيد أدب اللغتين التركية والفارسية إلى جانب إبداعه الشعري الجميل بلغة القرآن، وكل ناشئة الأدب في طيبة الطيبة تحفظ وتنشد أبياته الرائعة التي يقول فيها:
وفي الكأسِ مِنْ مَاءِ الخدورِ عُصَارةٌ
هي الشَّمْسُ صَانُوا في الكُؤُوس لُعابها
كَأَنَّ الدَّراري رُصِّعَت في مَدَارِها
فَنُسِّق كالعِقْدِ الفَريدِ حبابها
ومِنْ عَجَبٍ ياقوتةٌ في زجاجة
تنفَّس فيها عاشِقٌ فَأَذَابَها
والألفاظ في لغة الشاعر تحمل معاني مجازية ولا ترتبط بأي نوع من أنواع اللهو والعبث أو الابتذال، فهو كان مثل معاصريه من شعراء المدينة كعبد الجليل برادة، وإبراهيم الأسكوبي، ومحمد العمري، فلقد كانوا علماء تعرفهم أساطين المسجد الطاهر، وهم أدباء لا تنكر أصواتهم منتديات الأبَّارية، والأنورية وأم الشجرة.
أما والد الكاتب والدكتور أنور الذي جمع بين فنَّي السياسة والأدب، وهو السيد ماجد عشقي، فلقد كان من رجال التعليم الأكفاء في العهود الثلاثة، وكان مديراً للمدرسة التحضيرية ثم النجاح النموذجية.
وإذا كان الذين عرفوا الدكتور أنور قد خَبِرُوا فيه تلك الرقة التي تغذت من هذا التاريخ الحافل بالعطاء في ميادين العلم والأدب، فإن الدكتور عصام محمد علي خوقير قد اتسمت شخصيته بالأدب والرقة، وهو اسم من الأسماء اللامعة التي جمعت بين معالجة الكلمة التي يخلد صداها في العقول والقلوب، وهو برواياته المعروفة ((في الليل لَمَّا خِلِي)) و ((زوجتي وأنا)) و ((سوف يأتي الحب))، وغيرها، هو بهذا الإنتاج القصصي والروائي يأتي في مقدمة الرواد الذين كتبوا هذا الفن بمعاييره الحديثة من أمثال: أحمد حُوحُو، محمد عالم أفغاني، عبد الله جفري، إبراهيم الناصر، حمزة بوقري، محمد زارع عقيل، خالد خليفة، فؤاد عنقاوي، وغيرهم.
لقد سألت الأديب الرقيق (الدكتور عصام) والذي أحفظ له ودي مع والدي ـ رحمه الله ـ سألته: لماذا اختفيت عن الساحة؟ لقد أخذ نفساً عميقاً ثم تنهد، وابتسم ولم يتحدث، فهل تراه أجاب عن السؤال في دارة أبي محمد سعيد، حيث يطيب للسامر أن يُنْشِدَ، وللطبيب الأديب أن يقول كلمته الوَادِعة المُطَرَّزة بذلك الوجدان الصافي والنظيف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج