شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
د. منير العجلاني.. ذكرى وتكريم (1)
بقلم: عصام بشير العوف
كان ملحق (الأربعاء) الذي أصدرته جريدة (المدينة المنورة) بتاريخ 11/6/1414 مضمخاً بأريج الليمون والياسمين والنارنج، فقد احتوى ليلة دمشقية عريقة وذلك حين تحدث الملحق عن المؤرخ والأديب السوري الكبير الدكتور منير العجلاني، حيث كان ضيفاً على (الاثنينية) التي يعقدها الأستاذ عبد المقصود خوجه.
أعادني الملحق إلى مدرستي الابتدائية في دمشق في الستينيات الميلادية حين كنت أقطع الطريق بين البيت والمدرسة في أجمل أحياء دمشق ـ أبو رمانة والمالكي ـ وفي أجمل عماراتها على الإطلاق.. وكنت أسابق أحد أصدقائي واسمه أمير ـ من منا يستطيع أن يدوس بأقدامه أوراق الشجر اليابسة لنسمع أصوات تكسرها.. كنا صديقين حميمين ملأنا طفولتنا لعباً ولهواً، وكان التاريخ يأخذنا بسحره وأشجانه.. صلاح الدين والقدس والصليبيون، كما كانت المنافسة جزءاً من صداقتنا، سألته مرة: هل تعرف من مؤلف النشيد الوطني السوري؟ قال نعم ولعلّك لا تعرفه، إنه جميل مردم بك، فقلت: لا بل هو والدك منير العجلاني فقال: لا أنت مخطئ ولكن لوالدي نشيد آخر وأكثر شهرة (موطني) وقد كان نشيد موطني رفيق دمشق في مراحل نضالها في التاريخ الحديث منذ الاحتلال الفرنسي حتى الاستقلال، ومازال حتى الآن ذكرى حماس ووطنية وإباء. كما يعتبر أحد معالم دمشق.. كنا (أمير وأنا) نذهب في رحلات طفولية على الأقدام إلى البساتين من حولنا إلى الربوة والشادروان حتى دمر ثم افترقنا حين ابتعدت المسافات وشق اللقاء، كنا نلتقي في المدرسة والبيت أما أبي وأبوه فكانا يملآن دمشق ثم بيروت بسعيهما المتواصل مع قضايا العروبة والإسلام، وما زالا حتى الآن، أما ـ أمير وأنا ـ فما زالت خطانا تزرع الطريق مع عطر الياسمين بين البيت والمدرسة!
(الاثنينية) كانت ناجحة جداً كعهدنا بها وبضيوفها، وجدير بالذكر أن الشيخ عبد المقصود خوجه بأمسياته العذبة وبتقديره للأدباء والمفكرين يحتل مركزاً مرموقاً يشار إليه بالبنان فقد ألف بين الأدباء وجمع المفكرين في ندوات رفيعة المستوى عالية المقام.. وقال في ندوة العجلاني بأن المحتفى به ليس من هواة الشهرة ولم يركض خلفها.. أما العلامة الشيخ مصطفى الزرقا فقد قال بأن الدكتور العجلاني قد أسس كلية الشريعة بجامعة دمشق حين كان وزيراً للمعارف في الخمسينيات.. وقال الأديب الفريق يحيى المعلمي أن للدكتور العجلاني دوراً بارزاً في الكتابة عن تاريخ الدولة السعودية كما قام بتأسيس (المجلة العربية).. أما الأستاذ أمين القرقوري مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والنشر فقد قال بأن الدكتور العجلاني ذو شخصية قوية حافظت على تماسكها وانتمائها الإسلامي أمام مغريات الحياة الأوروبية أثناء دراسته هناك، وقد حضر الأمسية الدكتور مصطفى البارودي والأديب محمد علي الصابوني.
الدكتور منير العجلاني مفكر كبير مازال يعطي ويتدفق في حقول كثيرة، الشعر الوطني والأدب والتاريخ والسياسة وقضايا الإسلام والمسلمين، وله آثاره العميقة في عدد من المدرجات الجامعية.. إنه اسم دمشقي عريق يستحق الإكبار والإعجاب، فشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه.. وشكراً لملحق (الأربعاء).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.