نقوش على جذع نخلة |
ـ 1 ـ |
الكونُ مرآةُ |
كلُّ النهاياتِ بداياتٌ .. |
إذَنْ؟ |
كلُّ البداياتِ نهاياتُ |
وتلكَ آياتْ |
* * * |
|
ـ 2 ـ |
أَتَسْتَحِقُّ هذه الحياةُ أَنْ يعيشَها الإنسانْ |
مِسْخاً .. ذليلاً .. خائفاً .. مُهانْ؟ |
في حُفْرَةٍ ضَيِّقَةٍ يَأْنَفُها الحيوانْ |
مُخْتَبِئاً كانَ .. وكان الموتُ والنيرانْ |
يَحْتَطِبانِ الناسَ والبستانْ |
ليس شجاعاً لِيَقُرَّ أَنَّهُ جَبانْ! |
* * * |
|
ـ 3 ـ |
ما قيمةُ التحريرِ |
إنْ كان الذي هَبَّ إلى نَجْدَتِنا |
حَرَّرَنا |
واعْتَقَلَ الوَطَنْ؟ |
ما شَرَفُ اليد التي تُبْعِدُ عن أعناقِنا القَيْدَ |
وعن عيونِنا الوَثَنْ |
حين يكونُ الوَطَنُ الثَمَنْ؟ |
* * * |
|
ـ 4 ـ |
لا ماءَ في النهرِ .. ولا أَمانْ |
في الدارِ |
والبستانْ |
مُكَبَّلُ الظِلالِ والأَفنانْ |
جريمةُ المُثْلَةِ بالأوطانْ |
ليسَتْ أَقَلَّ في كتابِ اللَّهِ |
من جريمةِ المُثْلَةِ بالإنسانْ |
* * * |
|
ـ 5 ـ |
لِثَمودَ أُخْتٌ |
أَشْرَكَتْ يوماً .. وبايَعَتِ الضَلالْ |
دِيْناً |
فأَوْحَلَ في الينابيعِ الزُلالْ |
فاشْهرْ حسامَكَ |
أَيها الشعبُ الموزَّعُ بين خوفِ المستريبِ |
وبينَ عارِ الاحتلالْ |
* * * |
|
ـ 6 ـ |
خَطيئَةٌ أَنْ يَستمرَّ الجرحُ |
في شكواهُ للسِكّينْ .. |
خطيئةٌ أَنْ يأْلَفَ القيدَ |
فلا يبذلُ ما في وسعِهِ لكسرِهِ |
مُضْطَهَدٌ سجينْ .. |
خطيئةٌ أَنْ يَقْنَعَ العاشقُ بالمنديلِ |
والشريدُ بالرصيفِ |
والقتيلُ بالفدْيَة |
والشعوبُ بالوعدِ الذي |
يَقْطَعُهُ الغُزاةُ في الرحيلِ بَعْدَ حينْ |
خطيئةٌ أَنْ تشتري النهرَ |
إذا ما كان عِطْرُ الروحِ ـ سِعْراً ـ |
وندى الجبينْ! |
* * * |
|
ـ 7 ـ |
آخرُ ما تَضَمَّنَتْهُ نشرةُ الأَخبارْ |
أنَّ إمامَ القصرِ أَفْتى |
بوجوبِ السيرِ في معركةِ الحِوارْ |
إذنْ؟ |
أَعِدُّوا لعدوِّكم ـ عدوِّ اللَّهِ ـ ما يُرْهِبُهُ |
من قُوَّةِ اللسانْ |
وما اسْتَطَعْتُم من خيول الخُطَبِ العصماءِ |
والبَيانْ |
ذودوا عن التُرابِ والمالِ |
وعن عِرْضِ المُحَصَّناتِ بالأَشعارْ |
حتى يَفِرَّ القاتلُ المحتلُّ من بستاننا |
وتُسْتعادَ الدارْ |
آخرُ ما تناقَلَتْهُ نشرةُ الأخبارْ |
أنَّ العَدُوَّ دكَّ بالمدافعِ ((الكوفةَ))
|
واسْتَدارَ ((للأنبارْ))
|
وحضرةُ ((الإمامِ)) ما زال على فَتْواهُ |
أَنْ نُطْفِئَ نارَ حِقْدِهم |
بِكَوْثَرِ الحوارْ! |
* * * |
|
ـ 8 ـ |
وراءَ كلِّ مُسْتَبِدٍ: |
نُخْبَةٌ تعملُ في صناعةِ الألقابْ |
وزمرةٌ من المُصَفِّفينَ لا تَتْعَبُ من نِفاقِها |
وَثُلَّةٌ من أدعياءِ الفكرِ تَسْتَرْزِقُ من أقلامِها |
تُجيدُ فَنَّ ((المدحِ والرَّدْحِ))
|
أو الرقصِ على وقعِ رنينِ التِبْرِ |
في الولائمِ ((المدفوعةِ الحسابْ))
|
وَجَحْفَلٌ من أَشْرَسِ الذئابْ |
وفيلقٌ من الذُبابِ البشريِّ |
ينشرُ الطنينَ في المدينةِ الخرابْ |
يُبَشِّرُ الخانعَ بالثوابْ |
ويُوْعِدُ الثائرَ بالعِقابْ |
* * * |
وراء كلِّ مُسْتَبِدٍ ظالمٍ |
يَدٌ خَفِيَّةٌ تُديرُ اللعبةَ اللغزَ .. |
يدٌ تقفلُ أو تَفْتَحُ قُفْلَ البابْ |
* * * |
|
ـ 9 ـ |
كلُّ الجَرادِ البشريِّ الآنَ في بغدادْ |
فَيا جياعَ الرافدينِ اتَّحدوا |
وَنَظِّفوا الحقلَ من الجَرادْ |
كي لا يجوعَ في الغدِ الأبناءُ والأَحْفادْ |
فإنَّ تأمينَ رغيفِ الخبزِ |
فَرْعٌ من فروعِ شِرْعَةِ الجهادْ |
* * * |
|
ـ 10 ـ |
يُصَدِّرُ العراقُ تَمْراً |
وَمُشَرَّدينَ ناجينَ من الإبادَهْ |
والحزنَ |
والنفطَ الذي أَشْبَعَنا جوعاً .. |
ويستوردُ كلَّ سِلْعَةٍ |
بِدْءًا من الأحذيةِ المطَاطِ |
حتى ((حَرَسِ)) القيادَهْ |
ولم يزلْ سَعادَةُ ((العُمْدةِ)) في مجلسِهِ |
يُطْنِبُ في الحديثِ عن كرامةِ الشعبِ |
وعن تكامُلِ السيادَهْ |
وهو الذي يعرفُ أَنَّ رأسَهُ |
باتَ رهينَ ((صاحبِ الوِسادَهْ))
|
فوق سريرِ سلطةٍ مُحْتَلَّةِ الإِرادَهْ |
* * * |
|
ـ 11 ـ |
يا كُلَّ مَنْ جاؤوا إلى ((وليمةِ)) العراقْ |
من ساسةٍ .. ومن مرابينَ .. |
وباحثينَ عن أسواقْ |
للسُلَعِ التي بها تُسْتَعْبَدُ الأَعناقْ |
لِتَتَّقوا اللَّهَ بها .. |
فليس من مكارمِ الأَخلاقْ |
أَكْلُ ((نَطيحةٍ)) على مائدةِ النِفاقْ
(1)
|
* * * |
|
ـ 12 ـ |
النَّبْضُ في أغصانِنا |
والموتُ في الجذورْ .. |
كأننا الناعورْ: |
نَدورُ حول نَفْسِنا .. |
وحولَنا يدورْ |
بسوطِهِ المحتلُّ .. والقاتلُ .. والمأْجورْ |
كأنَّنا التَنّورْ: |
نَقْنَعُ بالرمادِ من وِجاقِنا |
وخبزُنا يأكُلُهُ المحتلُّ .. والقاتلُ .. والمأجورْ |
* * * |
|
ـ 13 ـ |
خُرافَهْ .. |
كلُّ الذي أدلى به الناطقُ باسمِ القصرِ |
عن تسابقِ الجموعِ في ((الكرخِ)) وفي ((الرصافَهْ))
|
للرقصِ في مأْدُبَةِ اللئامِ |
تعبيراً عن الضيافَهْ |
خُرافَهْ! |
* * * |
خرافةُ أنْ تُصْبِحَ المسافَهْ |
بين العراقيِّ وبين القاتلِ المحتَلِّ |
بين الجرحِ والسكينِ دولارٌ من الفَضَّةِ |
أو كأسٌ من السُلافَهْ |
* * * |
خُرافَةٌ |
أَنْ يعرفَ الحريةَ العبدُ الذي |
يركعُ للمحتلِ كي يُدْخِلَهُ مُنْتَجَعَ الخلافَهْ |
* * * |
خرافةٌ |
أَنْ يؤمنَ اللبيبُ بالخرافَهْ |
* * * |
|
ـ 14 ـ |
كيف |
يقومُ بيننا ((مُعْتَصِمٌ))
|
يذودُ عن كرامة ((الحُرَّةِ))
|
حين يَسْتَبيحُ خِدْرَها المنبوذُ والآفِكُ والهَجينْ |
إن كانت ((الأُمَّةُ)) قد أوْكَلَتِ ((العصْمَةَ)) للغريبِ |
فهو الآمرُ الناهي .. وليُّ أمرِها .. |
وصاحبُ القرارِ ـ وقتَ الفَصْلِ ـ بين الظنِّ واليقينْ؟ |
* * * |
كيف يقومُ في جموعِنا ((صلاحُ الدينْ))
|
ونحن لا ((صَلاحَ)) في نفوسِنا |
مُسْتَبْدِلين لَذَّةً زائلةً بـ ((الدِّينْ))؟ |
* * * |
كيفَ يَضوعُ صُبْحُنا مَسَرَّةً |
وليلُنا وِدادا |
إنْ كان فينا نَفَرٌ |
يرى الخرابَ نعمةً .. |
وَذَبْحَ إنسانٍ نضالاً .. |
واختطافَ امرأةٍ شَهامةً .. |
وَنَسْفَ بَيْتٍ آمنٍ جِهادا؟ |
* * * |
|
ـ 15 ـ |
ما أَضْيَقَ الوطنْ؟ |
حين يكونُ واحةً |
يَمْرَعُ فيها الفاتحُ المُحْتَلُّ
(2)
|
أو سقيفةً |
يُبايِعُ الأجلافُ تحت ظِلِّها |
طاغيةً وَثَنْ |
* * * |
ما أرحبَ الوطنْ! |
حين يكون خيمةً أوتادُها الأمانُ والوِدُّ |
ولا يَقْرَبُ من رِواقِها الضَغَنْ |
* * * |
|
ـ 16 ـ |
كلما نَرْفَعُ صوتاً |
باسمِ طفلٍ شاخَ رُعْباً |
وأَبٍ قَيَّدَهُ القهرُ |
وباسمِ الأَرْمَلَهْ |
أَوْقِفوا سَفْكَ الدمِ المهدورِ في ((الكوفةِ))
|
في ((الأنبارِ)) و ((البصرةِ))
|
في ((الكوتِ)) وباقي المدنِ المُشْتَعِلَهْ |
فمتى تعطون للجائعِ خبزاً |
وأماناً للعصافيرِ التي غادَرَتِ الحقلَ؟ |
متى يَرْكِنُ للحكمةِ ((ربُّ القُنْبُلَهْ))
|
فَيُجيبُ القَتَلَهْ: |
صَبْرَكم .. |
لم يُكْمِلِ التحريرُ عامينِ |
علامَ العَجَلَهْ؟ |
* * * |
|
ـ 17 ـ |
خَجِلَ الجوابُ من السؤالْ: |
ـ خَلَتِ الحقولُ من الذئابِ .. |
فما لصوتِكَ لا يُشارِكُ باحتفالْ؟ |
ـ أجَلِ .. |
الحقولُ خَلَتْ من الذئبانِ |
لكنَّ الخنازيرَ اسْتَحَلَّتْ نخلَها |
وَتمَرَّغَتْ بالوردِ |
فانْتَحَرَ القُرُنْفُلُ |
واستجارَ من الوحولِ البرتقالْ |
فعلامَ هذا الاحتفالْ |
وبأيِّ ميلادٍ جديدٍ تحتفي بغدادُ؟ |
في النجفِ المآذنُ تشتكي خَرَساً |
وفي الفلوجةِ الموتُ المُبَرْمَجُ |
والوبالْ |
يمتدُّ من نخلِ الجنوبِ |
إلى البَنَفْسَجِ في الشمالْ؟! |
* * * |
|
ـ 18 ـ |
السُّرُفاتُ دَكَّتِ القبورَ
(3)
|
واسْتَباحَتِ الرُفاتْ |
أضاقتِ الأرضُ فلم تَجدِ لها مسارباً؟ |
أَمْ أنها |
تخافُ أَنْ يَنْتَفِضَ الأمواتْ |
تضامناً مع الجماهيرِ التي أرْخَصَتِ الحياةْ |
ذَوْداً عن الأرض التي |
دَنَّسها الغزاةْ؟ |
* * * |
|
ـ 19 ـ |
ذكيَّةٌ قنابلُ التحريرِ |
لا تُصيبُ إِلاَّ الهدفَ المرسومَ |
من قبلِ ابتداءِ نزهةِ القتالْ |
ذكيَّةٌ .. ذكيَّةٌ .. |
تُمَيِّزُ الوَحْلَ من الزُلالْ |
ونغمةَ القيثارِ من حَشْرَجَةِ السُعالْ |
ذكيةٌ .. ذكيةٌ |
لا تُخْطئُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ |
ولا بيوتَ الطينِ .. لا أماكنَ الصلاةِ |
أو مشاغِلَ العمالْ! |
* * * |
|
ـ 20 ـ |
أَخْطَرُ ما يُهَدِّدُ الأوطانْ |
القادَةُ الإِماءُ .. |
والحاشيةُ الغلمانْ |
وفاتحو الأبوابِ نصفَ الليلِ |
للدَّخيلِ والمنبوذِ والجبانْ |
* * * |
أخطرُ ما يُهَدِّدُ الإنسانْ |
عِمامَةٌ |
تكتبُ فَتْواها على طاولةِ السلطانْ |
تُجِيْزُ للرَعِيَّةِ الجوعَ |
وللخليفةِ التُخْمَةَ |
أو تُفَسِّرُ القرآنُ |
على مِزاجِ صاحبِ الإِيوانْ |
* * * |
|
ـ 21 ـ |
طفلٌ بلا ساقَينْ |
وطفلةٌ مشطورةٌ نَصْفَينْ |
وطاعِنٌ دونَ يدٍ |
وامرأةٌ مقطوعةُ النهدينْ |
وَكُوَّةٌ في قُبَّةِ ((الحسينْ))
|
جميعُها: |
حصادُ طلقتينِ من دَبَّابَةٍ |
مَرَّتْ بـ ((كربلاءْ))
|
تحيَّةً ليومِ ((عاشوراءْ))
|
* * * |
|
ـ 22 ـ |
يا زَمَنَ الخوذةِ والدفنِ الجماعيِّ |
وقانونِ وحوشِ الغابْ |
متى .. |
متى يخترعون طلقةً |
تَمَيِّزُ الطفلَ من الجنديِّ |
أو قذيفةً |
تُمَيِّزُ الحانةَ والمبغى من الحرابْ؟ |
وشنطةَ التلميذِ من حقيبةِ الإرهابْ؟ |
متى .. |
متى يُغادِرُ الأغرابْ |
بستانَنا |
فَيَسْتَعيدُ النخلُ كبرياءَهُ |
ويستعيدُ طُهْرَهُ الترابْ؟ |
* * * |
|
ـ 23 ـ |
البندقيةُ وحدُها الحَكَمُ المُنَزَّهُ |
بينَ مشكاةِ اليقينِ |
وبين ديجورِ الضَلالْ .. |
البندقيةُ ـ لا اليراعُ ـ الناطقُ الرسميُّ |
باسمِ الدارِ تَطْحَنُها خيولُ الإِحتلالْ |
باسمِ الغدِ المأمولِ |
باسمِ طفولةٍ سُفِحَتْ |
وباسمِ عُراةِ كهفِ الإعتقالْ |
باسم الفراتِ المستباحِ |
وباسمِ نخلٍ مُثْكَلٍ بالسَعْفِ والعرجونِ |
حتى باتَ مذبوحَ الظِلالْ |
فاكنسْ بمجرفةِ الجهادِ الوَحْلَ |
واسْتَأْصِلْ جذورَ ((أبي رُغالْ))
|
((لا يسلم الشرفُ الرفيعُ من الأذى))
|
حتى يُزالَ الإحتلالْ |
حانت صلاةُ الذَوْدِ .. |
حيَّ على النزالِ .. على النزالِ |
على النزالْ |
* * * |
|
ـ 24 ـ |
تَعَفَّرَتْ بِذُلِّها الجِباهْ |
فَطاعِنٌ يبحث عن دوائِهِ .. |
وجائعٌ يبحثُ عن طعامِهِ .. |
وخائفٌ يبحث عن مأْواهْ .. |
وعاشقٌ يبحثُ في مستودعاتِ القتلِ |
عن ((ليلاهْ))
|
في الوطنِ المحكومِ بالمأساهْ |
متى تزولُ الـ ((آهْ))
|
والدمُ في مدينتي يمتدُّ من بستانِها |
حتى بيوتِ اللَّهْ؟! |
* * * |
|
ـ 25 ـ |
كلَّما صاحَ بي اللائمونَ اتَّئِدْ |
حَثَثْتُ خطايَ |
إلى حيثُ لا نجمةٌ تَتَّقِدْ |
ولا من ظِلالٍ سوى خيمةٍ |
كلما أمطرتْ غيمةٌ تَرْتَعِدْ |
ألاَ أيها العشقُ .. يا آسري المستبدْ |
شَبِعْتُ من الصبرِ حتى تَقَيَّأْتُ خبزَ الأماني |
وَجَفَّتْ على شفتيَّ الأغاني |
فَمَنْ لي بطينِ الفراتِ |
عسى نخلتي تَبْتَرِدْ؟ |
* * * |
|
ـ 26 ـ |
كان يَشدُّ الليلَ بالنهارْ |
مُهاجراً من دونما أنصارْ |
مُنَقِّباً في مُدُنِ الريبةِ عن ياقوتَةِ الحكمةِ |
تسْتَفِزُّهُ الريحُ فَيَسْتَهْزئُ بالإِعصارْ |
وبالمماليكِ الذينَ بايعوا التتارْ |
يحملُ في فؤادِهِ اللَّهَ |
وفي مقلتِهِ السنبلَ والأزهارْ |
يُبَشِّرُ التنُّورَ بالدخانِ |
والصحراءَ بالعشبِ وبالأمطارْ |
والطفلَ بالدُمْيَةِ .. والظلمةَ بالأنوارْ |
لكنما ((الأغرابُ)) باغتوه في المحرابْ |
يقرأُ في الكتابْ: |
فضَّل اللَّهُ المجاهدينْ ..
(4)
|
وقبل أَنْ يُكْمِلَ |
كَرَّ البَشَر الذئابْ |
عليه بالرصاصِ والحِرابْ |
بتهمةِ الإرهابْ |
* * * |
|
ـ 27 ـ |
أَطْبِقْ على ليلي بِصُبْحِكَ يا حبيبي .. |
أَزِفَ الوداعُ |
وأذَنَتْ شمسُ ((ابن دجلةَ)) بالغروبِ |
كلُّ الزهورِ إلى ذبولٍ |
والنَّضيرِ إلى شحوبِ |
إلاَّ عناقيدُ المحبَّةِ |
في بساتينِ القلوبِ |
* * * |
|
ـ 28 ـ |
ما بالُ قومي؟ |
كرَّشَتْ خيولُهُمْ .. أَأَدْمَنوا السُباتْ؟ |
مَرَّتْ عقودٌ وسياطُ الذلِّ في ظهورهم .. |
يقودُهُمْ طاغيةٌ حيناً |
وحيناً دُمْيَةُ الغزاةْ |
إلاّ الذين أسرجوا القنديلَ في ديجورِنا |
وغادروا الحياةْ |
* * * |
|
ـ 29 ـ |
مُثْكَلَ القلبِ .. يتيمَ النَظَراتْ |
فَزِعاً فَرَّ ((عليُّ الدهمُ)) من زنبقةِ الروحِ |
إلى دَغْلِ الفَلاةْ |
راعَهُ أَنَّ الينابيعَ دماءٌ |
والبساتينَ مَواتْ |
لا المَها تدنو من الجسرِ |
ولا ((دجلةُ)) تُغْوي بالرياحين الفراشاتِ |
فكلُّ الشُّرُفاتْ |
أَغْمَضَتْ أجفانَها منذُ اجتياحِ السُّرُفاتْ
(5)
|
* * * |
|
ـ 30 ـ |
مَن الذي أَرْثيهِ؟ |
يومي؟ |
أمْ غدَ البلادْ؟ |
أَتُبْعَثُ العَنقاءُ من رمادِها |
وعصفُ ريحِ الحربِ يا بغدادْ |
لم تُبْقِ حتى حفنةَ الرمادْ
(6)
؟ |
* * * |
|
|