شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نقوش على جذع نخلة
ـ 1 ـ
الكونُ مرآةُ
كلُّ النهاياتِ بداياتٌ ..
إذَنْ؟
كلُّ البداياتِ نهاياتُ
وتلكَ آياتْ
* * *
ـ 2 ـ
أَتَسْتَحِقُّ هذه الحياةُ أَنْ يعيشَها الإنسانْ
مِسْخاً .. ذليلاً .. خائفاً .. مُهانْ؟
في حُفْرَةٍ ضَيِّقَةٍ يَأْنَفُها الحيوانْ
مُخْتَبِئاً كانَ .. وكان الموتُ والنيرانْ
يَحْتَطِبانِ الناسَ والبستانْ
ليس شجاعاً لِيَقُرَّ أَنَّهُ جَبانْ!
* * *
ـ 3 ـ
ما قيمةُ التحريرِ
إنْ كان الذي هَبَّ إلى نَجْدَتِنا
حَرَّرَنا
واعْتَقَلَ الوَطَنْ؟
ما شَرَفُ اليد التي تُبْعِدُ عن أعناقِنا القَيْدَ
وعن عيونِنا الوَثَنْ
حين يكونُ الوَطَنُ الثَمَنْ؟
* * *
ـ 4 ـ
لا ماءَ في النهرِ .. ولا أَمانْ
في الدارِ
والبستانْ
مُكَبَّلُ الظِلالِ والأَفنانْ
جريمةُ المُثْلَةِ بالأوطانْ
ليسَتْ أَقَلَّ في كتابِ اللَّهِ
من جريمةِ المُثْلَةِ بالإنسانْ
* * *
ـ 5 ـ
لِثَمودَ أُخْتٌ
أَشْرَكَتْ يوماً .. وبايَعَتِ الضَلالْ
دِيْناً
فأَوْحَلَ في الينابيعِ الزُلالْ
فاشْهرْ حسامَكَ
أَيها الشعبُ الموزَّعُ بين خوفِ المستريبِ
وبينَ عارِ الاحتلالْ
* * *
ـ 6 ـ
خَطيئَةٌ أَنْ يَستمرَّ الجرحُ
في شكواهُ للسِكّينْ ..
خطيئةٌ أَنْ يأْلَفَ القيدَ
فلا يبذلُ ما في وسعِهِ لكسرِهِ
مُضْطَهَدٌ سجينْ ..
خطيئةٌ أَنْ يَقْنَعَ العاشقُ بالمنديلِ
والشريدُ بالرصيفِ
والقتيلُ بالفدْيَة
والشعوبُ بالوعدِ الذي
يَقْطَعُهُ الغُزاةُ في الرحيلِ بَعْدَ حينْ
خطيئةٌ أَنْ تشتري النهرَ
إذا ما كان عِطْرُ الروحِ ـ سِعْراً ـ
وندى الجبينْ!
* * *
ـ 7 ـ
آخرُ ما تَضَمَّنَتْهُ نشرةُ الأَخبارْ
أنَّ إمامَ القصرِ أَفْتى
بوجوبِ السيرِ في معركةِ الحِوارْ
إذنْ؟
أَعِدُّوا لعدوِّكم ـ عدوِّ اللَّهِ ـ ما يُرْهِبُهُ
من قُوَّةِ اللسانْ
وما اسْتَطَعْتُم من خيول الخُطَبِ العصماءِ
والبَيانْ
ذودوا عن التُرابِ والمالِ
وعن عِرْضِ المُحَصَّناتِ بالأَشعارْ
حتى يَفِرَّ القاتلُ المحتلُّ من بستاننا
وتُسْتعادَ الدارْ
آخرُ ما تناقَلَتْهُ نشرةُ الأخبارْ
أنَّ العَدُوَّ دكَّ بالمدافعِ ((الكوفةَ))
واسْتَدارَ ((للأنبارْ))
وحضرةُ ((الإمامِ)) ما زال على فَتْواهُ
أَنْ نُطْفِئَ نارَ حِقْدِهم
بِكَوْثَرِ الحوارْ!
* * *
ـ 8 ـ
وراءَ كلِّ مُسْتَبِدٍ:
نُخْبَةٌ تعملُ في صناعةِ الألقابْ
وزمرةٌ من المُصَفِّفينَ لا تَتْعَبُ من نِفاقِها
وَثُلَّةٌ من أدعياءِ الفكرِ تَسْتَرْزِقُ من أقلامِها
تُجيدُ فَنَّ ((المدحِ والرَّدْحِ))
أو الرقصِ على وقعِ رنينِ التِبْرِ
في الولائمِ ((المدفوعةِ الحسابْ))
وَجَحْفَلٌ من أَشْرَسِ الذئابْ
وفيلقٌ من الذُبابِ البشريِّ
ينشرُ الطنينَ في المدينةِ الخرابْ
يُبَشِّرُ الخانعَ بالثوابْ
ويُوْعِدُ الثائرَ بالعِقابْ
* * *
وراء كلِّ مُسْتَبِدٍ ظالمٍ
يَدٌ خَفِيَّةٌ تُديرُ اللعبةَ اللغزَ ..
يدٌ تقفلُ أو تَفْتَحُ قُفْلَ البابْ
* * *
ـ 9 ـ
كلُّ الجَرادِ البشريِّ الآنَ في بغدادْ
فَيا جياعَ الرافدينِ اتَّحدوا
وَنَظِّفوا الحقلَ من الجَرادْ
كي لا يجوعَ في الغدِ الأبناءُ والأَحْفادْ
فإنَّ تأمينَ رغيفِ الخبزِ
فَرْعٌ من فروعِ شِرْعَةِ الجهادْ
* * *
ـ 10 ـ
يُصَدِّرُ العراقُ تَمْراً
وَمُشَرَّدينَ ناجينَ من الإبادَهْ
والحزنَ
والنفطَ الذي أَشْبَعَنا جوعاً ..
ويستوردُ كلَّ سِلْعَةٍ
بِدْءًا من الأحذيةِ المطَاطِ
حتى ((حَرَسِ)) القيادَهْ
ولم يزلْ سَعادَةُ ((العُمْدةِ)) في مجلسِهِ
يُطْنِبُ في الحديثِ عن كرامةِ الشعبِ
وعن تكامُلِ السيادَهْ
وهو الذي يعرفُ أَنَّ رأسَهُ
باتَ رهينَ ((صاحبِ الوِسادَهْ))
فوق سريرِ سلطةٍ مُحْتَلَّةِ الإِرادَهْ
* * *
ـ 11 ـ
يا كُلَّ مَنْ جاؤوا إلى ((وليمةِ)) العراقْ
من ساسةٍ .. ومن مرابينَ ..
وباحثينَ عن أسواقْ
للسُلَعِ التي بها تُسْتَعْبَدُ الأَعناقْ
لِتَتَّقوا اللَّهَ بها ..
فليس من مكارمِ الأَخلاقْ
أَكْلُ ((نَطيحةٍ)) على مائدةِ النِفاقْ (1)
* * *
ـ 12 ـ
النَّبْضُ في أغصانِنا
والموتُ في الجذورْ ..
كأننا الناعورْ:
نَدورُ حول نَفْسِنا ..
وحولَنا يدورْ
بسوطِهِ المحتلُّ .. والقاتلُ .. والمأْجورْ
كأنَّنا التَنّورْ:
نَقْنَعُ بالرمادِ من وِجاقِنا
وخبزُنا يأكُلُهُ المحتلُّ .. والقاتلُ .. والمأجورْ
* * *
ـ 13 ـ
خُرافَهْ ..
كلُّ الذي أدلى به الناطقُ باسمِ القصرِ
عن تسابقِ الجموعِ في ((الكرخِ)) وفي ((الرصافَهْ))
للرقصِ في مأْدُبَةِ اللئامِ
تعبيراً عن الضيافَهْ
خُرافَهْ!
* * *
خرافةُ أنْ تُصْبِحَ المسافَهْ
بين العراقيِّ وبين القاتلِ المحتَلِّ
بين الجرحِ والسكينِ دولارٌ من الفَضَّةِ
أو كأسٌ من السُلافَهْ
* * *
خُرافَةٌ
أَنْ يعرفَ الحريةَ العبدُ الذي
يركعُ للمحتلِ كي يُدْخِلَهُ مُنْتَجَعَ الخلافَهْ
* * *
خرافةٌ
أَنْ يؤمنَ اللبيبُ بالخرافَهْ
* * *
ـ 14 ـ
كيف
يقومُ بيننا ((مُعْتَصِمٌ))
يذودُ عن كرامة ((الحُرَّةِ))
حين يَسْتَبيحُ خِدْرَها المنبوذُ والآفِكُ والهَجينْ
إن كانت ((الأُمَّةُ)) قد أوْكَلَتِ ((العصْمَةَ)) للغريبِ
فهو الآمرُ الناهي .. وليُّ أمرِها ..
وصاحبُ القرارِ ـ وقتَ الفَصْلِ ـ بين الظنِّ واليقينْ؟
* * *
كيف يقومُ في جموعِنا ((صلاحُ الدينْ))
ونحن لا ((صَلاحَ)) في نفوسِنا
مُسْتَبْدِلين لَذَّةً زائلةً بـ ((الدِّينْ))؟
* * *
كيفَ يَضوعُ صُبْحُنا مَسَرَّةً
وليلُنا وِدادا
إنْ كان فينا نَفَرٌ
يرى الخرابَ نعمةً ..
وَذَبْحَ إنسانٍ نضالاً ..
واختطافَ امرأةٍ شَهامةً ..
وَنَسْفَ بَيْتٍ آمنٍ جِهادا؟
* * *
ـ 15 ـ
ما أَضْيَقَ الوطنْ؟
حين يكونُ واحةً
يَمْرَعُ فيها الفاتحُ المُحْتَلُّ (2)
أو سقيفةً
يُبايِعُ الأجلافُ تحت ظِلِّها
طاغيةً وَثَنْ
* * *
ما أرحبَ الوطنْ!
حين يكون خيمةً أوتادُها الأمانُ والوِدُّ
ولا يَقْرَبُ من رِواقِها الضَغَنْ
* * *
ـ 16 ـ
كلما نَرْفَعُ صوتاً
باسمِ طفلٍ شاخَ رُعْباً
وأَبٍ قَيَّدَهُ القهرُ
وباسمِ الأَرْمَلَهْ
أَوْقِفوا سَفْكَ الدمِ المهدورِ في ((الكوفةِ))
في ((الأنبارِ)) و ((البصرةِ))
في ((الكوتِ)) وباقي المدنِ المُشْتَعِلَهْ
فمتى تعطون للجائعِ خبزاً
وأماناً للعصافيرِ التي غادَرَتِ الحقلَ؟
متى يَرْكِنُ للحكمةِ ((ربُّ القُنْبُلَهْ))
فَيُجيبُ القَتَلَهْ:
صَبْرَكم ..
لم يُكْمِلِ التحريرُ عامينِ
علامَ العَجَلَهْ؟
* * *
ـ 17 ـ
خَجِلَ الجوابُ من السؤالْ:
ـ خَلَتِ الحقولُ من الذئابِ ..
فما لصوتِكَ لا يُشارِكُ باحتفالْ؟
ـ أجَلِ ..
الحقولُ خَلَتْ من الذئبانِ
لكنَّ الخنازيرَ اسْتَحَلَّتْ نخلَها
وَتمَرَّغَتْ بالوردِ
فانْتَحَرَ القُرُنْفُلُ
واستجارَ من الوحولِ البرتقالْ
فعلامَ هذا الاحتفالْ
وبأيِّ ميلادٍ جديدٍ تحتفي بغدادُ؟
في النجفِ المآذنُ تشتكي خَرَساً
وفي الفلوجةِ الموتُ المُبَرْمَجُ
والوبالْ
يمتدُّ من نخلِ الجنوبِ
إلى البَنَفْسَجِ في الشمالْ؟!
* * *
ـ 18 ـ
السُّرُفاتُ دَكَّتِ القبورَ (3)
واسْتَباحَتِ الرُفاتْ
أضاقتِ الأرضُ فلم تَجدِ لها مسارباً؟
أَمْ أنها
تخافُ أَنْ يَنْتَفِضَ الأمواتْ
تضامناً مع الجماهيرِ التي أرْخَصَتِ الحياةْ
ذَوْداً عن الأرض التي
دَنَّسها الغزاةْ؟
* * *
ـ 19 ـ
ذكيَّةٌ قنابلُ التحريرِ
لا تُصيبُ إِلاَّ الهدفَ المرسومَ
من قبلِ ابتداءِ نزهةِ القتالْ
ذكيَّةٌ .. ذكيَّةٌ ..
تُمَيِّزُ الوَحْلَ من الزُلالْ
ونغمةَ القيثارِ من حَشْرَجَةِ السُعالْ
ذكيةٌ .. ذكيةٌ
لا تُخْطئُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ
ولا بيوتَ الطينِ .. لا أماكنَ الصلاةِ
أو مشاغِلَ العمالْ!
* * *
ـ 20 ـ
أَخْطَرُ ما يُهَدِّدُ الأوطانْ
القادَةُ الإِماءُ ..
والحاشيةُ الغلمانْ
وفاتحو الأبوابِ نصفَ الليلِ
للدَّخيلِ والمنبوذِ والجبانْ
* * *
أخطرُ ما يُهَدِّدُ الإنسانْ
عِمامَةٌ
تكتبُ فَتْواها على طاولةِ السلطانْ
تُجِيْزُ للرَعِيَّةِ الجوعَ
وللخليفةِ التُخْمَةَ
أو تُفَسِّرُ القرآنُ
على مِزاجِ صاحبِ الإِيوانْ
* * *
ـ 21 ـ
طفلٌ بلا ساقَينْ
وطفلةٌ مشطورةٌ نَصْفَينْ
وطاعِنٌ دونَ يدٍ
وامرأةٌ مقطوعةُ النهدينْ
وَكُوَّةٌ في قُبَّةِ ((الحسينْ))
جميعُها:
حصادُ طلقتينِ من دَبَّابَةٍ
مَرَّتْ بـ ((كربلاءْ))
تحيَّةً ليومِ ((عاشوراءْ))
* * *
ـ 22 ـ
يا زَمَنَ الخوذةِ والدفنِ الجماعيِّ
وقانونِ وحوشِ الغابْ
متى ..
متى يخترعون طلقةً
تَمَيِّزُ الطفلَ من الجنديِّ
أو قذيفةً
تُمَيِّزُ الحانةَ والمبغى من الحرابْ؟
وشنطةَ التلميذِ من حقيبةِ الإرهابْ؟
متى ..
متى يُغادِرُ الأغرابْ
بستانَنا
فَيَسْتَعيدُ النخلُ كبرياءَهُ
ويستعيدُ طُهْرَهُ الترابْ؟
* * *
ـ 23 ـ
البندقيةُ وحدُها الحَكَمُ المُنَزَّهُ
بينَ مشكاةِ اليقينِ
وبين ديجورِ الضَلالْ ..
البندقيةُ ـ لا اليراعُ ـ الناطقُ الرسميُّ
باسمِ الدارِ تَطْحَنُها خيولُ الإِحتلالْ
باسمِ الغدِ المأمولِ
باسمِ طفولةٍ سُفِحَتْ
وباسمِ عُراةِ كهفِ الإعتقالْ
باسم الفراتِ المستباحِ
وباسمِ نخلٍ مُثْكَلٍ بالسَعْفِ والعرجونِ
حتى باتَ مذبوحَ الظِلالْ
فاكنسْ بمجرفةِ الجهادِ الوَحْلَ
واسْتَأْصِلْ جذورَ ((أبي رُغالْ))
((لا يسلم الشرفُ الرفيعُ من الأذى))
حتى يُزالَ الإحتلالْ
حانت صلاةُ الذَوْدِ ..
حيَّ على النزالِ .. على النزالِ
على النزالْ
* * *
ـ 24 ـ
تَعَفَّرَتْ بِذُلِّها الجِباهْ
فَطاعِنٌ يبحث عن دوائِهِ ..
وجائعٌ يبحثُ عن طعامِهِ ..
وخائفٌ يبحث عن مأْواهْ ..
وعاشقٌ يبحثُ في مستودعاتِ القتلِ
عن ((ليلاهْ))
في الوطنِ المحكومِ بالمأساهْ
متى تزولُ الـ ((آهْ))
والدمُ في مدينتي يمتدُّ من بستانِها
حتى بيوتِ اللَّهْ؟!
* * *
ـ 25 ـ
كلَّما صاحَ بي اللائمونَ اتَّئِدْ
حَثَثْتُ خطايَ
إلى حيثُ لا نجمةٌ تَتَّقِدْ
ولا من ظِلالٍ سوى خيمةٍ
كلما أمطرتْ غيمةٌ تَرْتَعِدْ
ألاَ أيها العشقُ .. يا آسري المستبدْ
شَبِعْتُ من الصبرِ حتى تَقَيَّأْتُ خبزَ الأماني
وَجَفَّتْ على شفتيَّ الأغاني
فَمَنْ لي بطينِ الفراتِ
عسى نخلتي تَبْتَرِدْ؟
* * *
ـ 26 ـ
كان يَشدُّ الليلَ بالنهارْ
مُهاجراً من دونما أنصارْ
مُنَقِّباً في مُدُنِ الريبةِ عن ياقوتَةِ الحكمةِ
تسْتَفِزُّهُ الريحُ فَيَسْتَهْزئُ بالإِعصارْ
وبالمماليكِ الذينَ بايعوا التتارْ
يحملُ في فؤادِهِ اللَّهَ
وفي مقلتِهِ السنبلَ والأزهارْ
يُبَشِّرُ التنُّورَ بالدخانِ
والصحراءَ بالعشبِ وبالأمطارْ
والطفلَ بالدُمْيَةِ .. والظلمةَ بالأنوارْ
لكنما ((الأغرابُ)) باغتوه في المحرابْ
يقرأُ في الكتابْ:
فضَّل اللَّهُ المجاهدينْ .. (4)
وقبل أَنْ يُكْمِلَ
كَرَّ البَشَر الذئابْ
عليه بالرصاصِ والحِرابْ
بتهمةِ الإرهابْ
* * *
ـ 27 ـ
أَطْبِقْ على ليلي بِصُبْحِكَ يا حبيبي ..
أَزِفَ الوداعُ
وأذَنَتْ شمسُ ((ابن دجلةَ)) بالغروبِ
كلُّ الزهورِ إلى ذبولٍ
والنَّضيرِ إلى شحوبِ
إلاَّ عناقيدُ المحبَّةِ
في بساتينِ القلوبِ
* * *
ـ 28 ـ
ما بالُ قومي؟
كرَّشَتْ خيولُهُمْ .. أَأَدْمَنوا السُباتْ؟
مَرَّتْ عقودٌ وسياطُ الذلِّ في ظهورهم ..
يقودُهُمْ طاغيةٌ حيناً
وحيناً دُمْيَةُ الغزاةْ
إلاّ الذين أسرجوا القنديلَ في ديجورِنا
وغادروا الحياةْ
* * *
ـ 29 ـ
مُثْكَلَ القلبِ .. يتيمَ النَظَراتْ
فَزِعاً فَرَّ ((عليُّ الدهمُ)) من زنبقةِ الروحِ
إلى دَغْلِ الفَلاةْ
راعَهُ أَنَّ الينابيعَ دماءٌ
والبساتينَ مَواتْ
لا المَها تدنو من الجسرِ
ولا ((دجلةُ)) تُغْوي بالرياحين الفراشاتِ
فكلُّ الشُّرُفاتْ
أَغْمَضَتْ أجفانَها منذُ اجتياحِ السُّرُفاتْ (5)
* * *
ـ 30 ـ
مَن الذي أَرْثيهِ؟
يومي؟
أمْ غدَ البلادْ؟
أَتُبْعَثُ العَنقاءُ من رمادِها
وعصفُ ريحِ الحربِ يا بغدادْ
لم تُبْقِ حتى حفنةَ الرمادْ (6) ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :529  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.