صَعَّرْتَ قلبَكَ فاسْتَبَدّا |
وأقَمْتَ دونَ الوَصْلِ سَدّا
(1)
|
وَحَجَبْتَ عن مُقَلِ المشوقِ |
فَماً يُضاحِكُهُ .. وَوِرْدا |
هل كنتَ تعلمُ أَنَّ بي |
مَسًّا فكانَ الدَرْءُ صَدّا
(2)
|
أَمْ تَسْتَلِذُّ إذا الضنى |
يَقْفو جفونَ الصَبِّ سُهْدا
(3)
|
عَتَبي عليكَ وقد خَبَرْتَ |
مواجعي غَيًّا وَرُشْدا |
أنا ـ باعترافِكَ ـ ذو هُدىً |
في الحالتينِ .. وأنتَ أَهدى |
ماذا دهاكَ فَبتَّ مِنْ |
نُوَبِ الزمانِ عليَّ أَعْدى؟ |
أَسْرَفْتَ جَزْراً في هواكَ |
وكنتُ قد أَسْرَفْتُ مَدّا |
أَجْهَدْتَني حتى غَدَوْتُ |
أُناشدُ الغَرَباء جَهْدا |
يا أكرمَ الكُرماءِ في |
صَدٍّ يُزيدُ البُعْدَ بُعدا |
عدْني ـ ولو كَذِباً ـ بما |
أَرجو .. كفاني الوصلُ وَعْدا |
* * * |
صَبْراً .. فقد عَزَمَ الطعينُ |
يُقيمُ ـ حين يقومُ ـ حَدّا |
عَيْناً بعينٍ .. والقَصاصُ |
أَعَزُّ للشاكي .. وأَجْدى |
حَدِّي عليكَ السجنُ في |
قلبٍ بحبلِ هواكَ شُدّا |
واللثمُ إنْ هَطَل المساءُ |
وإنْ بِساطُ الشمسِ مُدّا |
وسأَلحفَنَّكَ إنْ غَفَوْتَ |
مَلاءةً: عُشْباً وَوَرْدا
(4)
|
زُرْني تجدُ بي للهوى |
قلباً يتيمَ النِدِّ .. فَرْدا |
* * * |
مَلِكَ الهوى .. أتريدُ جُنْدا |
يقفونَ بين يديكَ أُسْدا؟ |
يُفْدُونَ منكَ المقلتينِ |
ومبسماً بالطيبِ يندى؟ |
قلبي وثغري والضلوعُ |
وخافقٌ ما خان عهدا |
حَرَسٌ إذا جُنَّ الدُجى |
وأَطَلَّ عاصفةً وَرَعْدا |
وإذا تناداكَ الأصيلُ |
مُغازِلاً فُلاً وَرَنْدا |
خَدَمٌ إذا قُمْتَ الضُحى |
وَطَلَبْتَ ريحاناً وَشَهْدا |
وإذا عوى ذئبُ الشتاءِ |
فَدِفْئُهُ سيقيكَ بَرْدا |
((ليلاي)) أَنتَ إذا غَفَوْتُ |
وإنْ صَحَوْتُ فأنتَ ((سُعدى))
(5)
|
وإذا سَمَوْتُ لعزِّ ((عَمْروٍ))
|
كنتَ لي في العِزِّ ((هِنْدا))
(6)
|
وإذا عَزَمْتُ فما سواكَ |
يَشِدُّ لي في العزمِ زَنْدا |
هَزُلَ الزمانُ .. عسى المكانُ |
يُنيبُ عمّا فاتَ جِدّا |
* * * |
هيهاتَ ينجو من فمي |
خَدّاكَ والجفنُ المُنَدّى |
هَيَّأْتُ من قُبَلٍ لجيدِكَ |
لا من الياقوتِ عِقْدا |
أينَ الهروبُ وكلُّ دربٍ |
من دروبِ الفَرِّ سُدّا؟ |
جَيَّشْتُ شوقاً لا يُحَدُّ |
وَخَيْلَ تهيامٍ .. وَوَجْدا |
سَأَكرُّ حتى أَسْتَبيكَ |
لكي أكونَ لديكَ عَبْدا
(7)
|
فإذا أَسَرْتُكَ أَفْتَدِيْكَ |
وإنْ أُسِرْتُ فَنِعْمَ قَيْدا |