ظَميئُك فاطْفئي شَرَري |
بكوثرِ نَبْعِكِ الخَصِرِ
(1)
|
بنَفْحٍ من رحيقِ القلبِ |
لا من كأسِ مُعْتَصَرِ |
أضيئي ليلَ مُغْتَرِبٍ |
عقيمَ النجمِ والقَمَرِ |
وَلُودَ الهمِّ والأحزانِ |
داجٍ بائسَ الوَطَرِ |
أضيئيني بنورٍ منكِ |
أو بلهيبِ مُجْتَمَرِ |
وَنُصْحٍ أسْتعينُ بهِ |
على مُسْتَذئِبٍ أَشِرِ |
عسى بُسْتانيَ المذبوحُ |
يغدو ضاحكَ الشَجَرِ |
أضيئيني لعلَّ الليلُ |
يُفْضي بي إِلى سَحَرِ |
ويكسرُ صَمْتَهُ الوحشيَّ |
في تَرْنِيمَةٍ وَتَري |
ظَميئاتٌ إلى قَدَمِيكِ |
يا أُختَ الهوى غُدُري
(2)
|
فيا نَهراً من الصَلواتِ |
يا حقلاً من الخَفَرِ |
رأَتْكِ بَصيرتي حُلُماً |
يُكحِّلُ بالنَدى بَصَري |
ونافذةً تُطِلُّ على |
غدٍ في ليلِ مُحْتَضَرِ |
وقنديلاً أنِشُّ بهِ |
دُجى مُسْتَوْحَشٍ خَطِرِ |
فما رِبْحي من الدُنيا |
وقلبي منكِ في خُسُرِ؟ |
فَصُبّي في دمي نَسَغاً |
يُفَتِّحُ وردةَ السَمَرِ |
ونامي بين أجفاني |
ليغدوَ مُعْشِباً حَجَري |
وَمُرِّي في صحارى الروحِ |
قافلةً من المَطَرِ |
أعِينيني عليَّ .. عليكِ .. |
إنَّ القلبَ في ذُعُرِ |
أغيثيني فقد هُزِمَتْ |
خيولي دونَ مُشْتَجَرِ |
ويا نهراً من الصَلَواتِ |
لا تَشْمتْ بمُنْدَحِرِ |
فإنَّ سواحلَ ((الخمسينَ))
|
مُشْرِفةٌ على جَزَرِ
(3)
|
خَلِيُّ القلبِ إلاَّ منكِ |
في طاحونةِ السَهَرِ |
على عَثَرٍ مَشَيْتُ العمرَ |
درباً غيرَ ذي أَثَرِ |
أضيعُ فَيُسْتَدَلُّ عليَّ |
من حزني ومن ضَجَري |
فكوني للغريبِ الدارَ |
كوني غايةَ السَفَرِ |
* * * |
يُماطِلُ وجهُها عينيَّ |
في صحوٍ وفي خَدَرِ |
ولولا عِطرُ وردِ الصوتِ |
ما لَوَّنْتُ من صُوَرِ |
فلا أُذني التي عشقَتْ |
حدائِقَها ولا نَظَري |
ولكن شاءت الأقدارُ |
من قلبي على كِبَرِ |
مقاديرٌ .. وهل للمرءِ |
مَنْجىً من يدِ القَدَرِ؟ |
* * * |