شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(106) (1)
وبعد غياب كلَيْلِ العاشق المهجور في طوله.. ونهار الكادح المشغول في قصره.. قرأت اليوم رسالة كريمة جاءت في وقتها.. وحفظت في حرز مثلها.. مصونة في غلافها الأبيض النقي نقاء قلب كاتبها.. تقول تعقيباً على كلمة قلتها يوماً في هذا الركن عن الصديق الفقيد المرحوم الشيخ محمد سعيد صاحب مركازنا القديم العتيد:
لقد نقلتني بكلمتك إلى مركازكم الذي كنت أنعم فيه بكم.. حين أغسل سموم مكة بندى جدة.. وأرطب نفسي وأنفاسي ببرد حديث البشكة إياها.. لا يتعدى المناقشة في الأدب شعره ونثره أو النادرة بطرافتها وظرافتها.. نكتة تتراوح حرارتها بين السخرية لا تخدش ولا تجرح.. وبين المغزى يلهو بما به يمرح.. بعيدين أبداً عن أكل اللحوم البشرية غيبة أو نميمة.. أو تشنيعاً!
وإنني لأقدر لك وفيك هذا الوفاء لا يزول بموت.. أو يقطعه فقدان.. ولعلّك تتكرّم فتسمح لي بالصورة التي ذكرتها لآخذ لها نسخة أحتفظ بها تذكاراً لرجل.. وذكرى لعزيز.. وبرثائك له..
وأشهد صادقاً أنني لم أكن أظن حين عبرت بكلمتي عن حادث عابر.. في ذكرى لفقيد عزيز.. وغريب أن هناك قلباً رقيقاً يخفق للأيام تعيش حية فيه.. حيث لم تعد الآن وفي زحمة المادة تطغى وتستكبر.. وتزيد في عنفوانها لتجرف المعاني.. وتكنس ما علق بالنفوس منها من آثار.. كما كانت لنا.. ومعنا.. أياماً ذات عطر.. وحلاوة.. وتاريخ.
وتجديداً لعهد.. وتحديداً لوعد تالٍ ومقطوع لصاحب الرسالة الأخ عبد الرحمن هرساني.. أوجز من القصيدة بعض الأبيات التي قلتها في رثاء أخي وصديقي الراحل:
هذي المواجع.. منشور بها كبدي
من الفواجع.. موهون بها جلدي
يا صاحبي.. وأخي في كل حادثة
مشى بها اليوم من أمسى ليوم غدي
شهدت بها العمر موصولاً طفولته
حتى كهولتنا.. كفاك وسط يدي
عشنا أليفين في الدنيا يطوقنا
من راحتيها الوفاء الحق للأبد
وعشت أبصر في عينيك.. خالدة
في غربتينا وقد طالت بها.. بلدي!
أما الصورة.. فأرجو بالعودة إلى ((الوبر)) المهمل في ركن من أركان الدقيسي بالبيت القديم المقفل الذي ضاع مفتاحه مني.. أن أجدها فأبعث بها أو نسخة منها إليك في يوم من الأيام.. وفاء صغيراً لوفاء كبير!..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :576  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 145 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.