شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(105) (1)
.. وكنا جماعة في مساء هذا اليوم ـ يصح أن تطلق عليها كلمة.. تشكيلة.. باعتبار أن منا القصير المدردم ـ والطويل المفرط في النحافة جعلت منه جلداً على عظم، وذا الكرش البارز بروزاً لا تسمح البلدية بمثله.. باعتباره خروجاً ملحقاً بباب التعديات على الفضاء الخارجي.. ومنا من لا يفتر عن الحديث، لا يقتصر على سميع واحد في وقت واحد ـ ومنا من يكتفي بهز رأسه.. أو بقوله.. وهو كذلك.. على أسلوب المرحوم صاحب العجز المشهور:
إذا ما أتى وقت الفتاوى.. فكذلك!..
وتنوّع البحث متصلاً غير منفصل.. ومطلقاً غير مقيد بموضوع.. على طريقة المدعو.. حمار الشيطان.. الذي هو لمعرفة من لم يتشرف بمعرفته من قبل.. حشرة جرادية الشكل.. نطناطة.. نقازة.. لا تكاد تستقر بنقطة معينة إلا لمدة انتقالها سريعاً.. لسواها..
ورغبة مني في الخروج بالبحث بنتيجة مشرفة.. للتاريخ الشعبي.. فقد أقدمت على سرد ذكريات قديمة ومماثلة عن مركاز الحقل بالمسفلة أو البيبان بمدخل مكة.. وكيف كان الأخ عبد الله عريف كلما اختلطت الأصوات وتبلبلت الآراء يسارع برفع الخنصر على نحو يشبه نحو أولاد الكتاتيب والمدارس طلباً للأذن.. بفك حصر ـ ويصرخ قائلاً ـ التركيز.. التركيز.. أطلب التركيز للبحث..
وعلى بقية الرماد من ذكريات الماضي واستعارتي أسلوب العريف للتركيز.. وخدمة لحسن نيتي في الموضوع.. دخل علينا صدفة صاحب دار للنشر.. ولم يكد يلتقط أنفاسه حتى فاجأنا على حين غرة بالمعلومات الآتية:
أولاً ـ اكتشافه بحكم عمله الجديد عزوف الطبقات العالية الدرجات من الموظفين الكبار عن القراءة بتاتاً.. ويلحق بهم الوجهاء.. والأعيان.. والتجار.. ويأتي.. ويا للمصيبة بينهم وقبلهم أحياناً.. الأدباء من الكتّاب والشعراء.. والصحفيين الذين هم أهل الكار.. وحملة الأقلام وأولى الناس بالقراءة لكل جديد.. ولأي كتاب..
ثانياً ـ ثبت لديه بصفة حاسمة أن غالبية القرّاء فعلاً هم الموظفون ذوو الرواتب الصغيرة من أصحاب الدرجات لا بسطات فيها.. ويليهم الناشئة.. ويلحق بهم الملازمون، والسعاة، والفراشون، وبعض العمال الفنيين ومن ماثل أولئك وهؤلاء.
ثالثاً ـ وهذا.. ويا للهول بطريقة أبي حجاج.. أفظع ما في الرواية المركزة البحث.. أن بعض المكتبات ترفض عرض المؤلفات السعودية لديها!!..
وهنا تكأكأ المجتمعون.. وبادر رئيس التحرير بدق الجرس معلناً طلب الشاي فوراً وعلى حسابه الخاص كما فهمت من غمزة عينه للمباشر.. وانتهى البحث المركز بالقرارات الشفهية بانتهاء آخر قطرة من كل فنجال ـ بالتالي:
أ ـ لأهمية المعلومات السالفة وخطورتها يجب أن توليها الصحافة عنايتها التامة.. وذلك بالسكوت عن الإشارة إليها إطلاقاً.. اكتفاء بالتسامع الشفهي بالمجالس عنها.. وعلى مسؤولية رواتها..
ب ـ حث المؤلفين على الإقبال على توزيع مؤلفاتهم مجاناً على الطبقات القادرة على الشراء.. امتحاناً جيبياً ومذهبياً لإيمانهم الأدبي وإصرارهم على التأليف ومراعاة لعدم تعويد القادرين منا على الشراء على ارتياد الأسواق وزيارة المكتبات بذواتهم أو بواسطة السعاة والسائقين الخصوصيين.
ج ـ الإعجاب التام بشجاعة أصحاب المكتبات الذين يرفضون قبول و عرض المؤلفات السعودية بالعمولة وبدونها.. واعتبارهم نقاداً كباراً من الدرجة الأولى..
هذا.. وقد انتهى الاجتماع المومَأ إليه أعلاه ـ همساً ـ بتمتمة كل عضو في سره.. سورة: اقرأ!! حتى قوله تعالى: عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق: 5 )..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :554  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج