شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(87) (1)
وضمنا اليوم مجلس جمع بعض ذوي الرأي والفكر من حملة الأقلام كما سماهم أحد الموجودين.. وكان ذلك في دار أديب شاعر احتفاء بأديب كاتب..
وجرى الحديث متقطعاً خاوياً قبل الغداء خواء المعدة.. ولكنه أصبح بعد الطعام جماعياً دسماً دسم الطعام نفسه.. وعرض تقدمي معروف فكرة الاستعانة بالسينما في إبراز بعض المواقف والمعارك الإسلامية ابتداء من غزوة بدر الكبرى.. وانتهاء بالفتوحات الإسلامية الأخرى..
وكان طبيعياً أن يتطرق البحث للتمثيل للموضوع.. وللشخصيات جوازاً من عدمه.. ولأشخاص الممثلين ومستوياتهم المعلومة.. وللقدرة المالية لا يتم شيء من هذا إلا بها.. إلى غير ذلك مما لا تتصل وتتلاحق أنفاس البحث إلا به..
وقيل ما قيل.. وانتهى الحديث كما تنتهي به كل أحاديث المجالس العابرة مبتوراً.. متناثراً.. طائراً في الفضاء مع الهواء كسحب الدخان ترمز إلى لذة من لذات الكيوف الوقتية لا يعدم بها صاحبها إزجاء فراغ.. ولا يأسى بعدها على ما فات..
وتذكرت بالمناسبة ليلة قديمة ضمتني وأحد إخواننا المولعين بعمليات استنفار بنات المخ في مهارشات فكرية تشبه صراع الديكة.. دون متفرجين ـ إلى حد بعيد ـ فقد كان الموضوع الرئيسي بها آنذاك.. السينما.. أداة جبارة مسيطرة في عصرنا الحاضر على النفوس والأفكار.. والأسواق..
ومن بعض ما ورد بها على لساني مرة ولسانه مرات فقد اختلط اللسانان ليلتها اختلاطاً يصعب معه التفريق بين قصير وطويل.. وطرطوفة وطرف الآتي:
لقد كان للكلمة المقروءة سلطانها الجائر المنفرد والمعتز بوحدانيته بين الناس.. وأعني بهم القرّاء بالطبع.. فقامت دولة الكتاب والمكتبات.. ثم دالت دولته قليلاً أو كثيراً بالكلمة المسموعة لا تعدم مصادرها بالنهار طوله وعرضه.. وبالليل يصلك من جديد بصاحب الطول والعرض.. فكانت محطات الإذاعات يقصر عنها العد ويضيق بها الحد..
وأخيراً استقرت عظمة الكلمة مسموعة ـ مقروءة ـ مرئية ـ مصوّرة ـ ملوّنة.. تنتظم في قوالب موضوعية لا يمكن أن تخلص من بدايتها إلا بكلمة نهاية.. أو فاين!
فقارنت بين ما كان ذات ليلة.. موضوعياً.. وبين ما حدث اليوم.. مؤكداً أنه لا سبيل لاجتذاب الطوائف العديدة المختلفة من أبناء الجيل الحاضر!! نريد صدهم عنه.. ارتباطاً بما نحب ارتباطهم به في مجالاتنا العربية والإسلامية إلا بما تكتمل فيه قوة الجذب وغلبة التأثير.. وسيطرة الهدفية له وفيه وعليه.
وتحاشرت كلمات الموضوع مكتظة في ما ضفى.. يزاحم بعضها بعضاً ليضمن الأولية في السرا.. لنفسه، فقفلت الأمر بأخذي قليلاً من الماء المثلج ضمن لي المضمضة.. فالقذف بها معه.. بقاً واحداً أكدت لي رغاويه المنفرطة حصول البراءة.. والاستبراد من بعض ما قيل ومما لم يقل حتى الآن!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :521  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.