شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(88) (1)
منذ صدور البيان الملكي.. ولا حديث للناس إلا عنه.. حديثاً يسمو به الجهر.. حيث يستعصي على مثل فحواه السر.. فقد جمع بين التوقيت زمناً تجار فيه القلوب والنفوس المؤمنة إلى الله رفع هذه الغمة الصهيونية عن العرب وعن المسلمين.. وبين مجابهة التطرف في أعمال وبدع لم يعد يحسن السكوت عليهما. كما وفق بين التنبيه سنة صالحة سامية بها يبتدئ كبار النفوس فاتحة الإشارة.. للإرشاد.. وبن واجب التحذير.. تمشياً مع القاعدة العتيدة تمثلها الآية الكريمة: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (الإسراء: 15).
ومسايرة للطبيعة مجازاً في المسميات في قول الشاعر:
والعبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الإشاره
وقبل كل شيء.. فالإجماع قائم من الجميع على أن الخير كل الخير فيما دعا إليه البيان الملكي.. حرصاً على عماد الدين.. صلاة مفروضة لاقية ولا قوام للمسلم إلا بها.. وتمسكاً بتقاليد وعادات لا يتضح الوجه العربي الأصيل.. ولا يستقيم الخلق الإسلامي العتيد إلا في التحلي بها كياناً وقواماً.. ويل أصحابهما من الضياع إن تهاونوا.. أو فرطوا في أي منهما جزءاً.. أو كلاً..
وفي هذا اليوم كما في الأيام التي سلفت منذ صدور البيان جرى الحديث.. وطاب البحث في موضوعه على كافة المستويات.. فقد تواتر السؤال والجواب من الأفراد عما كان عليه الحال وما كان منتظراً أن يؤول إليه لو استمر.. وعما ينبغي أن تكون عليه الأمور.. حجراً على سفاهة.. وصداً لتيار خطير.. ومنعاً للعب بالنار قبل أن يشب حريقها الكبير الواسع الانتشار؟!
وقد جمعتنا اليوم بعض المجالس على مستوى أمير.. ثم وزير.. شارك فيها رفقاء الرحلة من مدير مؤسسة عام.. ورئيس تحرير جريدة محلية كبرى.. والعبد لله.. وحتى لا تختلط المرئيات بالبواعث.. وحتى لا تدور الرأس بين مضمون.. أو شرح.. أو تفسير.. وقطعاً لدابر الغمز واللمز ألفناهما في أمثال هذه المناسبات الضخمة.. فإنني أوجز الخلاصة والجوهر لمادة حديث الأفراد في الأول.. وجوهر المستويات المسماة في الثاني في برشامة.. وأصانص.. كما يعبر عن الخلاصات المركزة بلغة الصيدليات.. والمعارض الفنية بالآتي:
1 ـ لا بد وأن يفتح البيان بمضمونه ومغزاه سؤالاً ضخماً.. ومحاورة دائمة لتعريف معنى المدنية.. والحضارة تعريفاً يفتح العيون على حقيقتهما دون التباس.. ومن غير الأخذ بمقياس المظاهر..
وللمثال.. فبالأسلوب البلدي الدقيق.. هل ينفي اللباس المحتشم الساتر للعورات والمغطي لما جاورها كلاً من جسد الفتاة أو المرأة الكاملة صفة التمدن؟! أم أنه لا مفر لتحوز كلاهما لقب المتمدنة العصرية أن يكون لباسها أوراق توت تسمى ـ ميني جوب ـ أو ميكرو جوب ـ يعرض بها اللحم رخيصاً مبذولاً للنظرات الوقحة.. والعيون الناهشة لا تجد مجالاً لتشويه جسد عريان بذاته؟!
وللمثال كذلك.. هل ينفي عن الشاب المسلم صفة المودرنية في قاموس التمدن والحضارة أن يكون محافظاً على لباسه التقليدي.. وسمات رجولته الكاملة؟! أم أنه لا بد أن يرخي على جبينه غرته.. وعلى أصداغه خصلات من شعره المتموج أو المنهدل.. وأن يعلق برقبته سلسلة ذهبية.. وأن يطوّق معصمه الرقيق بطوق فضي.. حتى يكون مستحقاً بجدارة لحمل لقب البيتلز.. أو الجيمس بوند.. أو أن يعري صدره نافشاً شعاراته ليكون طرزان اليوم؟
إن المدار الحقيقي لقوام التساؤل والمحاورة ينبغي أن يسير في طريق المعرفة المفتوح للاستقرار على المفهوم الحقيقي الخالص لمعاني المدنية.. والحضارة إلا حيلتين مع تقدير رصين.. ووزن ثابت لروح العصر ومتطلباته.. دون التفات للجزئيات القديمة المشوية يوردها ساخراً.. أو ناقداً.. أو موازناً من يردد مع المتنبي:
حسن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :506  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 127 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج