شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(33) (1)
وتذييلاً لما سبق عن السياحة.. كهواية مجردة.. أو مرتبطة بسبب أو بأسباب أخرى.. وإنها مدرسة الحياة الكبرى.. بما تشتمل عليه من جغرافية عملية ومشاهدات حية لعادات وطبائع البشر.. ومن مطالعة سحنات جديدة.. وتدريب على النظام.. واحترام للمواعيد.. ومعاركة للأفكار.. إلى آخر قائمة فوائدها.. ينتهي ذيلها.. بعد العودة بالسلامة.. بمراجعة بيانات المنصرفات.. والنظر إليها بمنظار آخر.. بعد فوات الأوان.
تذييلاً لذلك.. فقد حكمت المصادفة الموضوعية العليا اليوم أن اجتمع بأحد المعارف.. وجاء الحديث عرضاً عن السياحة.. أو السفر بلغتنا البلدية.. وذكر لي أنه مثلي.. من المغرمين بهذا الشيء الذي نسميه سياحة أو سفراً.. وإنه تمنى أن يحقق الله أمنيته.. وود.. جرياً على ما يجري على بعض الألسنة.. أن تتهياً له التذكرة أو التذاكر مجاناً.. ليدبر بموجوده المقتصد.. الباقي.. وقد كان..
ولكن.. ويا لهول ما كان.. فإنه يعاني الآن في هذا البلد من حرارة الصرف وارتفاع درجته ما لم يخطر له على بال.. وتنهّد طويلاً.. وبعمق.. فرأيت نفسي أتنهد أتوماتيكياً بأطول وبأعمق منه!
وللتسرية عنه ظاهرياً.. وعني باطناً فيما يلوح.. فقد سردت له بالنسبة لوضعه النادرة القصيرة التالية.. مروية كما أراد له راويها الأصلي في أسلوب بلدي خفيف الظل.. وتقول:
يقول لك يسيدي.. مرة واحد راجل بسيط كان يتمنى أن يكون صاحب عربة.. فيتون.. أو حنطور.. أو كريته.. فالكل مسمى لنوع واحد من العربات الشعبية البائدة.. وبعدين؟
وبعدين.. في يوم من الأيام التقى وهو سائر في طريقه.. بحدوة حصان!.. فقابل صاحبه العليم برغبته.. وقال له.. لقد لقيت اليوم حدوة جديدة.. أو صالحة للاستعمال على الأقل.. فأجابه:
خلاص يا عم!.. يبقى لك ثلاثة حداوي.. وفرس.. وتبقى أوسطى!!
وضحكنا.. مع توالي الحديث عن الأسفار.. قديماً وحديثاً.. وعن أدب الرحلات.. وعن حياتها.. وحياة الرحالين.. وعما يدين به التاريخ العربي.. أو التواريخ الإنسانية عامة.. لأولئك الذين كانوا ولا يزالون.. يشدّون الرحال من بلد إلى بلد ليدونوا في النهاية رحلاتهم في كتب تجمع بين الأدب والعلم والمعارف على اختلاف مجالاتها من أمثال ابن جبير.. وابن بطوطة.. وابن فلان.. وأخي علان.. وعن المستر.. والمسيو زعطان.. وفرنكان.. مما لا يقوى هذا السرد الباسم على تقنينه.. أو التركيز عليه في أسلوب غير هذا..
وختمت كلامي له.. بأن سردت له على سبيل العزاء وطوعاً للذكرى عن السفر.. هذه الأبيات من قنديلية مطوّلة:
وإن ضاقت بجدة.. أو بمكا
بوجه عدوّك.. الأبواب تعد
فسافر للظفير.. أو اللحيا
ففي الأسفار هجولة وبعد
ومرجلة.. وتمرين.. وصبر
وخمس فوائد أبداً تعد
وفي جهة الجنوب هناك أيضاً
لحوح.. واللحوح قرى وقصد
وأفايق تحبالا كبيرا
تروح إلى الدوائر.. ثم تغدو
تلازم في البريد بلا معاش
وتجلس.. لا تصد ولا ترد!
وفعلاً.. فقد تخدّر المسكين أمامي.. وجلس.. لا يصد ولا يرد!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :601  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج