شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(32) (1)
تذكرت اليوم.. عرضاً.. بعض البرامج والريبورتاجات الصحفية.. والإذاعية.. والتفلزيون.. على آخر العمر ـ تختتم عادة.. في المقابلات الشخصية ـ بلازمة ثابتة لا مفر منها تتعلق تلك اللازمة بالسؤال التقليدي عن هواية الشخص.. أو عن أحب ما يرتاح إليه.. أو يروقه؟!
وافتكرت إنني قلت مرة.. في إجابة على سؤال من هذا النوع أو ما نحا نحوه.. إنني أحب السياحة جداً.. جداً.. على طريقة بعض إخواننا في بعض الأقطار الشقيقة في التأكيد على.. أو لشيء ما..
وببلاغة ببغاوية من رواسب درس الإنشاء القديم في المدرسة استهليت.. كالمألوف.. المبرر الرسمي.. لا الشخصي.. لهذا الحب للسياحة دون أن يطالبني أحد به.. بالبيت القائل:
وسافر ففي الأسفار.. خمس فوائد!
وأخذت على طريقة تنظيم بنود التمرين البيتي أسبوعياً ـ أو شهرياً.. أو يومياً أحياناً.. أعددها ـ كما وردت في الأصل الشعري التابع للبيت.. متصلاً به.. أو منفصلاً عنه:
تعلم علم.. واكتساب فضيلة
ونفع وآداب وصحبة ماجد!
فقد نسيت.. في لخمتي.. استعادة سرد المفطوم بالضبط لعلّة لا أدرك كنهها الآن.. أو حينذاك.. كما نسيت بخبث أن أذكر للسائل.. كرأي معارض.. ما ورد في باب الأسفار بالأدب القديم والأمثال الشعبية من تنفير.. أو على الخف.. ما فيها من تعب.. وبهدلة.. ومشقات.. من أمثال ـ السفر قطعة من النار.. ويسفرك من لا يسافر معاك.. وهذا العجز من حلمنتيشية طويلة:
ففي الأسفار هجولة.. وبعد!
وربما كان هذا وما جرى في خطه المعارض شرحاً وافياً يدخل في مدار التنبؤ بما يتكبده السائح العصري الآن من نفقة مادية لا تقوى كل الجيوب عليها.. ولقد تم ذلك كله أو بعضه في أسلوب طيب لطيف.. في رأيي على الأقل..
وتذكرت للتفلسف في مسببات نشوء حبي من الصغر للسياحة.. رغم قصر الذيل.. حباً لاهباً كله وصل واتصال.. إن السبب المباشر لها بدأ معي أحلاماً صبيانية.. خيالية حين كنت في يفاعتي ومستهل شبابي.. مواظباً على قراءة روايات الجيب.. وكانت بحكم قراءتي لها تنتصب أمام عيني بأشكال مصوّرة لذيذة الخيال.. بل وساحرة الصور المتخيلة أسماء العواصم تجري فيها أحداث تلك الروايات.. ابتداء من البعيد منها جداً.. كلندن.. وباريس.. برلين.. مدريد إلى القريب.. والقريب البعيد.. كبيروت.. انقره.. طهران.. إلى ما لا يعد ويحصى من عواصم العالم.. ومدنه الكبيرة.. بل وضواحيها كذلك!
ولا زلت في إصرار.. واستبسال في الدفاع عن المبدأ.. وعن المحبة لهذه الهواية.. السياحة.. أؤكد أن السياحة بلا شك.. مدرسة الحياة الكبرى!.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :599  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج