شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(31) (1)
تكررت على مسامعي هذا اليوم.. أحاديث الصيف.. والمصائف.. وآخر ما كان منها.. ما كان مع صديق مكي أديب.. وعزيز.. ويقول إنه اعتاد أن يسير وفق نظام العائلة التقليدي القديم.. والقائم في أصله العربي على التشتية بمكة.. وعلى التصييف في الطائف.. لا يعدل بمكة.. أعزها الله مشتى.. ولا بالطائف.. كتب له حسن الحال.. مصيفاً.. فماذا عندك في هذا؟ فقلت له عندي فيه طرفتن تدخل في صفحة الشعر التاريخي الفصيح القديم إحداهما.. وتدخل ثانيتهما في صفحة القناديل.. شعراً بلدياً.. فهما بذلك يكونان.. وجهين في الوضع.. وفي الموضوع!
أما الأولى.. فعن عادتك هذه.. عادة التشتية بمكة.. والتصييف في الطائف.. فلقد صوّر الأمر بلسانك تصويراً تاماً من قديم النميري الشاعر محمد بن عبد الله.. النميري بن فرشة الثقفي.. مولد من أبناء الطائف.. منشأ.. ومن شعراء الدولة الأموية الغزليين.. وكان يهوى زينب بنت يوسف بن الحكم.. ويقول فيها:
تشتو.. بمكة.. نعمة
ومصيفها بالطائف
أحبب بتلك.. مواقفا
وبزينب.. من واقف
وعزيزة.. لم يفدها
بؤس.. وجفوة خائف
غراء.. يحكيها الغزا
ل.. بمقلة وسوالف!
وأما الثانية فتقول بالبلدي.. بلسان العبد لله.. عن الطائف أيام زمان وعن المقارنة بينه وبين الحر والعيشة بمكة أيام السموم.. والصيف.. مصدرة ببيت ابن الرومي..
والمخاطب فيها أبو عرب.. حمزة شحاته ما يأتي:
أجنت لك الوجد أغصان وكثبان
فيهن نوعان.. تفاح.. ورمان
ومشمش.. وكمثرى جنبها عنب
وبين ذلك كوسا.. أو بذنجان
ورجلة.. وفصولياء. وبامية
وكل ما يشتهي طاوٍ.. وشبعان
فإن تمشيت هاج الجوع ساكته
وإن تفرجت.. سالت منك ريقان
وطالما كنت مبشوماً.. فزغللني
ما في البساتين..والإنسان إنسان
وطالما فرحت عيني.. بما نظرت
وقد جلست.. وجنبي الزرع رويان
والماء يسحب وسط الزرع ملتوياً
كأنه في فم الأشجار.. ثعبان
والغيم تقطر يا روحي مدامعه
كأنها لؤلؤ حر.. ومرجان
كدا.. وإلا فلا لا.. يا أبا عرب ماء
.. وزرع.. وأمل.. وخلان
فلا تفكرنني.. من بعد تسليتي
إني من الشغل في دا الحرونيان
ومن صباح صبيي.. وهو يطلبني
حق الفطور.. كذاك القلب طفشان
والبيت حر.. وناموس.. ودهننة
وفي زواياه برغوث.. وفيران
والطائف الطائف المانوس يا ولدي
يبغالو كيس فلوس.. وهو مليان!
وتلاحظ في البيت الأخير.. أنار الله بصيرتك.. إنه قد تضمن مثلاً.. كان شهيراً في حينه.. مروياً على لسان أجدادنا وجداتنا في ذلك العصر الفقري البائد.. يؤرخ الطائف باعتباره أقصى ما يطمح إليه طالب الاصطياف.. على طريقة.. طالب العلم.. وإن العين بصيرة.. واليد قصيرة.. والمثل بدمه وبلحمه.. أي بحروفه وكلماته كان يقول:
الطائف المأنوس.. يبغالو كيس فلوس!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :572  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج