شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(7) (1)
رغم أن حديث التجارة حديث ناشف بالنسبة لأمثالي.. وأن لغة الأرقام أصعب كثيراً وجداً على ذهني من اللغة الفصحى بنحوها وبصرفها.. فقد انسجمت ضحى هذا اليوم من كلام أحد المعارف التجار.. وكلامه كان متشعباً.. وطويلاً ومشحوناً ببعض النظريات الاقتصادية الحديثة.. والعملية البلدية القديمة، لكن أطرف ما ورد فيه كانت ملاحظته بأننا درجنا تجارياً في بلادنا على التقليد وعلى السير في الخط الواحد بأسلوب.. الانقرمنيس.. فما يكاد بعض تجار الصيف يستوردون الثلاجات والمراوح الكهربائية.. والمبردات بأنواعها.. حتى يسارع الباقون من التجار أو على الأصح من محترفي التجارة المتنسمين من آباطهم لتهوية بعض المخزون.. أو المغامرين.. أو المبتدئين.. باستيراد نفس الأصناف..
وكذلك.. فقبل أن يهل الشتاء ما يكاد البعض يستورد الدفايات.. والبطاطين.. والأصواف وسواها حتى تندفع بقية الصفوف إلى السير على نفس الخط.. بل ما يكاد أحدهم يفتح محل شاورمه.. مثلاً ـ أو دجاج مشوي حتى تفوح روائح هذين اللونين من كل شارع.. وقس على هذا وذلك ما شاكله من الأصناف العامة والخاصة..
والويل كل الويل للصنف الذي يروج مرة ـ لمناسبة من المناسبات أو بداعي حادث عارض أو طارىء فإن الكل يتوجهون للعمل به باعتباره المنجم الجديد المقصود..
وحتى أمنا الأرض التي سوف يكون نصيب كل منا عاجلاً أو آجلاً ما لا يذكر من أمتار.. يسري عليها نفس القانون فما يكاد يفتح لها بعض المكاتب الخاصة بالسمسرة في عملها.. بيعاً وشراء.. وإيجاراً.. حتى يكون بين كل مكتب من هذا النوع ومكتب.. مكتب جديد!
واستمر صاحبي التاجر يقول.. والنتيجة الطبيعية لهذه الطريقة.. طريقة.. الأنقرمنيس.. التكدس ـ والبوار.. والبيع بالتقسيط، وربما أدى الأمر قريباً إلى تكوين جماعة لكل معرض ـ أو مكتب ـ أو دكان، لخطف الزبائن من الشارع.
ويرى أخيراً.. بعد استعراضه لعدة حلول عملية.. أنه لو قمنا مثلاً بجرد وحصر بعض الأصناف كالسيارات مثلاً.. والتي تكفي البلاد سنتين أو أكثر ثم منعنا استيراد الصنف المتكدس لنصف تلك المدة فقط لا غير لاختلف الأمر.. ودارت العجلة.. واستقامت الأحوال.. والأسواق.
فأجبته في النهاية ـ أفكر.. وأقل لك!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج