شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأمير عبد الله.. والتاريخ
ـ الأمير ((عبد الله بن عبد العزيز)) في اعتبار وتقدير مواطنيه اليوم: هو الذي قاد قطار ((الحوار الوطني)) لتسريع الإصلاح.. منطلقاً من (مواطَنَتَه) قبل أن يكون مسؤولاً.. ليأتي تأكيد سمُوّه الأكبر والأشمل والأكثر بُعداً على: آمال المواطن وتطلعاته المرتبطة مباشرة بمسؤولية ((ولي الأمر)) المنبثقة أساساً من الأمانة التي حملها أبناء هذا الوطن لولاة أمره.
وفي أصداء ((تأكيد)) الأمير عبد الله، حين استقباله أعضاء الملتقى الثاني للحوار الوطني، على ضرورة انطلاقتنا جميعاً متكاتفين داخل قطار الإِصلاح، وترسيخ: التسامح والوسطية في الخطاب الديني، وتطوير وتشذيب مناهج التعليم.. فإِن كل مواطن أصغى إِلى كلمات ((الأمير عبد الله)): لا بد أن يفخر بانتمائه لوطن (الوحدة).. وطن الأمة التي ينبغي لها أن تُحافظ على تماسكها لتواصل شموخها بميزة: استتباب الأمن فوق أرضها.
* * *
ـ وقفات هامة في حديث ((ولي العهد)) أمام أعضاء ملتقى الحوار الوطني الثاني، ربَطها سموّه (بالتاريخ الذي لن ينسى جهد المشاركين بالحوار الوطني)، كما قال سموه.. وهي وقفات تشير إِلى سمات المجتمع: المتطور لا الخامل، والطموح لا الكسول، والواعي المتفتّح لا المُنغلق المتعصب!
وبهذا كله: ترتقي خطة تنمية الإِنسان التي تتأسس من: استثمار العقول، ونتجاوز بها (تهمة) ألصقوها بمجتمعنا، وربما حصرونا بها، تقول: إِننا مجتمع نفطي، إِستهلاكي.. بما يعني: أن روح (الإنتاج)، والمثابرة، والابتكار: ربما بدت مفقودة أو مشلولة!!
ومن هنا.. كانت دعوة ((الأمير عبد الله)) إِلى: حوار وطني يبني قواعد لهذه المنطلقات التي نتطلع إِليها.. وهي:
ـ الإِصلاح: يبدأ بحرية الحوار، واحترام الرأي الآخر، والثقة في ما يطرحه (الآخر) دون الإسراع إِلى توجيه التهم الظالمة والجائرة.. ففي البدء والانتهاء: كلنا (مواطنون) يحزمنا حبنا وانتماؤنا لهذا الوطن.
ـ والإِصلاح: يبدأ بمحاربة الفساد، ومعاقبة المفسدين مهما كانت مراكزهم!!
ـ والإِصلاح: يبدأ من توفير عدالة القضاء، وإِرغاد القضاة لئلا تُفسدهم الماديات، ومراقبتهم في أحكامهم.. وأن لا يكون ((القضاة)) فوق المساءلة، لأن ((القضاء)) هو فوق الجميع بالعدل.
ـ تجديد الخطاب الديني بما يتناسب والمتغيرات المعاصرة التي لا نسمح لها بأن تنال من أسس وتشريع هذا الدين الموصوف بالسماحة.. وقد شدد ((الأمير عبد الله)) في تعقيباته على كلمات أعضاء الحوار: على وسَطية الإِسلام، وردَّد سموه: (الوسطية، الوسطية، نحن إِسلامنا وسَطِي)!!
وهذا التوجيه من ولي الأمر: يلحُّ علينا أن نعترف بأخطاءٍ وقعنا فيها كمجتمع: علماء/رجال دين، ومواطنين خضع البعض منا لتشدُّد مارسه بعض المتنفِّذين لتطبيق تعاليم الإِسلام إِلى درجة الغلو، وكأنَّ القاعدة عند هؤلاء: ((أن المجتمع في حاجة دائمة إِلى تجديد تديُّنه)).. بينما المجتمع قام على العقيدة، وحماية الإِسلام، والمساجد تكتظ بالمسلمين.. وإِذا كانت هناك أخطاء يمارسها البعض، فالدعوة تتطلب التوجيه العقلاني لا العقاب النفسي والاتهام لعقيدة الآخر!!
ـ تطوير مناهج التعليم: ونحسبها تنطلق بنا من طموحات الأمة في وطن القدسية والنماء والبناء، قد تبلورت وشعَّت، وانبعثت منذ انطلق التوجيه الربَّاني لتعليم الإِنسان قيمة نفسه:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق: 1/5).
وليس لـ (ما لا نعلم) آخر، وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (الإسراء: 85).. فالعلم شاسع، واعتقال (العلم) في رؤية خاصة المنهجية الدينية: تشويه لسماحة الإِسلام الذي حضَّ على طلب العلم ((ولو في الصين))، وحجْب التعلم فوق قاعدة لا تسمح بالتطور والتجديد!!
* * *
ـ وفي رؤيتنا لأبعاد تطور هذا المجتمع.. نحاول اليوم بيقظتنا على الحوار الوطني: أن ننفي التهمة الخطيرة التي راجت حولنا، والقائلة: بأننا مجتمع نفطي استهلاكي، نهتم بالمظاهر والظواهر!!
في الوقت الذي ((تغرَّبنا)) داخل نفوسنا، وكدنا أن نتحول إِلى طبعات كربونية من مجتمعات أخرى، وقد جهلنا ما أكد عليه علماء الأحياء المعاصرون الذين قالوا: ((إِن الحياة نفسها هي: فعل من أفعال المعرفة))!!!
لكننا - فيما كان يلوح - قد طوَّحنا بالمعرفة الحقة، واستغرقنا في ما نُسمِّيه: ((ذاتية القرار)).. في بحثنا آنذاك عن: المجتمع المتعاون المتكافل، والمجتمع المتكامل، والمجتمع المنتج الذي يدفع بفئاته كلها إِلى: الإِنتاج والعطاء لتفعيل قاعدة: (استثمار العقول أبداً)!!
حتى في مناهجنا الدراسية: وقفنا نصدُّ الحوار، والاجتهاد، والبحث.. وتقوقعنا بجانب أسس التشريع الديني لمسلم يدخل إِلى الإِسلام لأول مرة، مثل: نواقض الوضوء، وتكريس (المحرَّمات) في حياتنا ومعاشنا.. والإِسلام: يُسر وتسامح، ونحن نعيش العام 1425من الهجرة النبوية!!
* * *
ـ أما ((الكارثة)) لقوامنا في مجتمع نحرص فيه على التقدم في ركب العلم والحضارة، فقد تمثَّلت في ما أشار إِليه/ الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ونُسميِّها: (أخلاق الإِنترنت) ونقصد به:
ـ هؤلاء الذين استخدموا وسيلة حضارية بعقلية منغلقة، تنزُّ منها قروح وصديد وعقول توقفت عن (الرؤية) للحياة الأجمل، وقَبَرها أصحابها في كهوف حياة لا يرون فيها سوى: الأسوأ، والأقبح، وقد حُرموا من نعمة (الجمال) في الحياة.. جمال الروح أولاً، فأرواحهم تعفَّنت بصديد الكراهية لكل شيء: الناس، والحوار الذي يقوم على العقل والمنطق.. فوصفهم الأمير عبد الله بأنهم: فئة خسرت سماحة الأخلاق، وتعرَّت نفوسهم من قيمة الإِنسان والإِنسانية.. وصارت ((بضاعتهم)): التقيُّؤ بكلام بذيء.. وهي أخلاقيات: من العار أن يتَّصف بها أي ((مواطن)) من هذا الوطن: المقدَّس والراسخ في تاريخ الفروسية!!
هؤلاء هم: (المفسدون في الأرض).. لا يعرفون عدالة الفكر الناضج وهم يمارسون ((الإِرهاب)) الفكري، والتخريب للأخلاق والقيم.. وأي ((فكر)) هذا - دينياً، أو أيديولوجياً، أو يدَّعي الوطنية - يقوم على التحريض لإِهدار الدماء، وتشويه القيم؟!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :620  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 532 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج