أمن الوطن والتاريخ!؟ |
ـ في اللحظات الداكنة التي عبثت فيها (القوة) العالمية بأمن وثروات الشعوب مستهدفة قتل الأمة العربية، والهيمنة على العرب والمسلمين لاحقاً! |
وفي الوقت الذي تفجَّرت فيه أحقاد الإِرهابيين المغالين الخارجين على الانتماء لوطنهم، واستفحال (الإِرهاب) قتلاً، وتدميراً للتنمية في وطننا! |
يقف ((التاريخ)) نفسه في صف الأكثرية في أرجاء العالم التي رفضت إِشعال حرب لا تقوم على شرعية دولية، وتضرب القانون الدولي في عرض الحائط، وتنتهك استقلال الدول، وتعبث بأمن الشعوب. |
وفي هذه اللحظات أيضاً: يترافق مع وقفة التاريخ: صوت ((ولي العهد))/الأمير عبد الله بن عبد العزيز. عبر وسائل الإِعلام، لحظة توجيه كلمة قيادة هذا الوطن التي ألقاها سموه باسم/ خادم الحرمين الشريفين.. ليعلن للعالم كله: أبعاد السياسة التي قام عليها هذا الكيان الكبير/المملكة العربية السعودية، الذي يجد عزَّته وقوَّته في حماية وخدمة (قبلة) المسلمين والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، قبل أن يتحدث عن: نفطه/ثروة أرضه من عطاء الله عزّ وجلّ لهذا الوطن! |
ولا شك في أن الذين سعوا بتصميم وهدف استعماريين إِلى إِشعال حرب القرن الجديد - الواحد والعشرين - قد استفزوا (التاريخ)، الشاهد على: الكيل بمكيالين في السياسة الأمريكية.. ليُدخل التاريخ إِلى صفحاته وأجندته: هذا العمل الشرير الذي قامت حجته - غير الصادقة ولا المنطقية - على خلع شخص فرد من كرسي الرئاسة لبلده.. فيقتلون - لهذا السبب - شعباً بكامله، ويدمرون لهذا السبب: البنية التحتية واقتصاد هذا البلد، بعد أن فشل المفتشون في إِثبات وجود أسلحة الدمار الشامل!! |
* * * |
ـ وفي حلكة هذه اللحظات الأكثر ظلاماً في التاريخ الحديث: جاء صوت ((ولي العهد))/ الأمير عبد الله بن عبد العزيز: شمعة يحاول ضوؤها أن ينتشر إِلى آخر هذا النفق الحالك الذي جرَّت أمريكا كل العالم إِلى أعماقه وظلمته، وصيحات الظلم المتصاعدة منه: أصوات شعوب.. وأمريكا بأساليب استعمارها الجديد: تستهدف تدمير كل شيء حتى (حضارة) هذه المنطقة الحافلة بالتراث الإِسلامي وعلومه التي استفاد منها كل الغرب!! |
ولم يكن ((صوت)) الأمير/عبد الله بن عبد العزيز: مجرد ((خطاب)) يشيع أنين وبكاء الأمتين الإِسلامية والعربية.. بل كان: خطاب عقل يسترشد بحقوق الإِنسان الذي كرمه خالقه عزّ وجلّ على كل مخلوقاته.. وكان خطاب ((الحدث)) الجسيم الذي يحمل رؤية أمة بكاملها نحو الصراط المستقيم الذي مهدته: الحقيقة، وفرشته: الحقوق المشروعة للشعوب التي ينبغي لها أن لا تضعف ولا تهان ولا تركن إِلى مصير ترسمه لها (القوة) الطامعة! |
لقد بالغت ((القوة)) الغاشمة في إِهانتها لقدرات الشعوب، بعد أن أعتقد هؤلاء المستعمرون الغربيون: أنهم ((آلهة)) القرار، مثلما بالغوا أيضاً - كما قال ((حسين أحمد أمين)) في التحقير من شأن تراث أمتهم الذي حسبوه - خطأ - هو المسؤول عن التخلف الذي صرنا إِليه!! |
لذلك.. قال الأمير ((عبد الله)) في خطاب قيادة هذا الوطن: ((إِن الظروف الاستثنائية التي أحاطت بهذه الأزمة - منذ اثني عشر عاماً - تفرض علينا: أن لا ندخل في مغامرة غير محسوبة تعرض سلامة وطننا وشعبنا للمخاطر.. ومع ذلك، لا بد أن نقول: إِنه إِذا اتخذت الأحداث مجرى غير الذي أوضحناه، أو تجاوزت الحرب أهدافها المعلنة.. فعندها: سوف يكون لنا موقف مختلف، ولكل حادث حديث))!! |
* * * |
ـ هنا.. تتعالى صرخات (الحرية) التي تصدر من معاناة وقهر شعوب: رزحت قرناً وسنيناً تحت نير الاستعمار الغربي، و.. ليست تلك (الحرية) التي رفعوا لها تمثالاً رمزاً، خدعوا الشعوب عشرات السنين بمسرحيات/مقولات عن: حقوق الإِنسان، والشرعية الدولية، والحرب على: الجوع والفقر والمرض في واقع شعوب ما سمُّوه: العالم الثالث، أو النامي... في الوقت الذي تنامت فيه: ((ديكتاتورية)) هذا المستعمر الغربي وهو يضحك من سذاجة هذه الأمة، وخيباتها، وحلمها الذي عملوا على إِفساده طوال قرن كامل!! |
إِن ((القوة)) الطامعة والمعتدية والقاتلة لأماني الشعوب: لا تعترف بأخلاقيات (الحياد)، لكنها دوماً: تبيع (الرثاء) لهذه الشعوب!! |
لقد جعلت ((قوة القرن الواحد والعشرين)): القتل هو: الانتصار، والموت للآخر هو: الديمقراطية... وكل ما عدا هذه القوة: إِرهاباً وإِرهابيون، وهي وحدها: من يصنع مصير الشعوب وأقدارها/نستغفر الله الحق العظيم!! |
وذات يوم.. صرخ مفكر عربي في غمار القهر، قائلاً: |
ـ (إِلى أيِّ حد.. حرية القوي، وحرية الشيطان: حُرَّة)؟!! |
هناك مَنْ راق له أن يتحدث عن ما أصبحت ((معضلات)) اليوم في واقع الشعب العربي والإِسلامي، مثل: ((السياق التاريخي الحضاري))، ومثل: ((إِدارة الشعوب المغلوبة والمنتهكة إِرادتها))، ومثل: ((الحرية التي يُنظِّر القادة في العالم عنها وباسمها، و.... ينتهكونها)) اغتصاباً، وخداعاً، وحقارة!! |
* * * |
ـ من هنا.. التفتت ((القيادة)) في وطننا بصوت ((ولي العهد)) نحو (الموقف الموحَّد الفعال) في داخل الوطن قبل خارجه، وفي خارجه لتجاوز: الضعف والوهن العربيين.. فقال الأمير/عبد الله في وقفة التاريخ مع صوته: |
ـ ((إِن أمن بلادنا: مسؤولية مشاعة بين الجميع.. فكل مواطن شريف: شريك في وحدة هذا الوطن واستقراره.. لذلك، فدورنا جميعاً: تحمُّل المسؤولية تجاه حماية وطننا من عبث العابثين))! |
حقاً.. نحن أحوج ما نكون اليوم إِلى: الوحدة الوطنية، وإِلى: أن نكون في مستوى المسؤولية لحماية أمن واستقرار حياتنا!! |
ينبغي على كل (مواطن) منا: أن لا يكون: ((عالقاً)) في استهتاره بقيم، أو في تصنيفه ((لمعنى)) يهدره، أو في مجازفاته وهو لا يتجرد من الأهواء! |
لا بد أن تتسامى (قدراتنا) حتى نستطيع أن نستشرف: (الحلم) في الحرية الحقة، وفي الغضب النبيل دفاعاً عن ((الإِنسان)) في أعماقنا، وفي الانتصار على العنعنات والرغبات الأكثر ذاتية!! |
* * * |
ـ وبعد.. كيف نحافظ على كرامة المواطن/الفرد.. أولاً؟!! |
المجموعة تتشكل من الفرد حتى تشخص في وحدتها نحو: مقتنيات عقلية، نشفي بها من علل تتأتَّى في أبداننا، وعقولنا قبلها من: قضم أظافرنا/دليل همجية أعصابنا المنفعلة! |
ويعرف ((قادتنا)): أننا قد تخطينا مهرجانات تمجيد السلطة حتى النفاق والتفريغ من: القيمة والقيم.. بل صار يطلب منا ((قادتنا)) اليوم: المشاركة بالرأي وبالرؤية، والحصافة في تقديم ((التجربة)) الإِنسانية من خلال (رسالة) خدمة الآخر في مجتمع متماسك.. وذلك من أجل: إِرساء المزيد من قاعدة الحوار لا القمع للرأي، والتعبير الحر لا التزلف... وهذه الصفات الحضارية: ارتقت عن تعريفها أو تصنيفها بـ (الجرأة) في القول والرأي، لتصبَّ في: لغة تنموية/إِن جاز تسميتها، وهي: لغة تحديد المشكلات والقدرة على حلولها. |
إِن ((ولي الأمر)) في وطننا الذي يستشرف مُواطِنه: الالتحم بالقيادة التي لن تكون: (سلطة) بقدر ما هي: تحمل مسؤولية (الوحدة الوطنية) في لحظات حالكة العتمة.. لنؤكد جميعاً - قيادة ومواطنين - على إِنصاف التاريخ لنا، وعلى أننا في مستوى هذه المسؤولية التاريخية التي تواجه مؤامرات عدو صار الغرور محيطه الهادر الذي يغمره حتى يغرقه!! |
|