شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَن يتحالف مع مَنْ؟!
ـ ها نحن - العرب والمسلمين جميعاً - في صهد هذه المرحلة، أو هذه الحقبة المصيرية التي وصفها ولي العهد/الأمير ((عبد الله بن عبد العزيز)).. فقال شارحاً مستفيضاً:
ـ ((إِننا في حقبة الصواريخ والأسلحة النووية)).
ولا شك أن أمم الأرض كافة، تعيش في عالم من كوابيس رهيبة.. وذهب البعض إِلى القول: إِن الخوف المتبادل هو الحلقة الأساسية في سلسلة التعايش السلمي.
لكنَّ التاريخ برهن على أن العمل بهذه المقولة، كان ينتهي دائماً بالخائف والمخيف إلى الانتحار.. فالخوف: يشل العاطفة، ويخنق العقل، ويترك للغريزة أن تكون الناظم والمعيار))!
هكذا شرح الأمير ((عبد الله بن عبد العزيز)) واقع العالم اليوم.. وليس هذا (الخوف) وقفاً على العرب، بل إن القوى العظمى أيضاً تعيش هذا الخوف، وهي التي صنعته وأوغرته، وتعاملت به حتى سقطت فيه.
ـ فمن يتحالف اليوم مع مَنْ؟!
ـ ومن يضمن اليوم حتى قُوّته وصولاته بالقوة والعنف؟!
إِنَّ الصواريخ، والأسلحة النووية: هما ((الخوف)) الذي يتحكم في مصائر الشعوب، ويتحكم حتى في استمرار هذه القوة العالمية وفي سقوطها!!
بمعنى: إن الشعور بالاستعلاء من مرتكزات القوة، لن يحمي الحضارة، ولن يحرس القيم العظيمة التي قامت عليها كيانات الشعوب حتى أصبحت من الدول القوية لأن من يزرع الخوف لا بد أن يحصده!
هذه الرؤية التي ألمح إِليها الأمير ((عبد الله)) في خطاباته (العربية).. هي حوار ((العقل))، لعلّ البريق الإيجابي ينبعث من فهم العقل الأمريكي!
ونتذكر في أعقاب اللقاء الذي كان قد تم بين الملك فهد، عندما كان ولياً للعهد، والرئيس الأمريكي الأسبق ((كارتر))، عبارة خادم الحرمين الشريفين:
ـ ((إِنني أعتقد أن أمريكا تستطيع أن تلعب دوراً هاماً في حل القضية.. إِذا علمنا مدى النفوذ الأمريكي والعلاقة القوية التي تربط أمريكا بإسرائيل مما يمكنها من ممارسة الضغط على إسرائيل لاتخاذ مواقف إيجابية نحو حل القضية الفلسطينية))!!
لذلك.. ركّز الأمير ((عبد الله بن عبد العزيز)) في تصريحاته على قضية العرب الأولى: فلسطين!
ولعلّنا نسترجع أصداء الزيارة السابقة التي قام بها ((الأمير عبد الله بن عبد العزيز)) للولايات المتحدة، في رئاسة ((بوش))/ الابن عندما وقف النائب الأمريكي آنذاك ((لاري سميث)) وقال للأمير عبد الله بعنجهية الأمريكي المتصهين، وروى ذلك الموقف يومها: الأستاذ/عثمان العمير، رئيس تحرير ((الشرق الأوسط)) السابق: - ((سمو الأمير.. إِنني ضد سياسة المملكة، وأصوّت دائماً في الجانب المعاكس لها))!
كأنه كان يومها يقول للأمير: إِنني ضد العرب والمسلمين جميعهم، وضد الحق والعدل، ومع الباطل الإسرائيلي!
لقد جعل ذلك النائب نفسه سخرية أو مسخرة، لأنه ظن في عبارته التنفُّج والاستعلاء.. فما كان من الأمير ((عبد الله)) إِلاَّ أن رد بعبارة، تعتبر في مصاف الأقوال التي كان يطلقها دهاقنة السياسة، والفكر، وتدل على سرعة البديهة، وامتلاك ناصية المنطق الذي يدحض الجدل والهرطقة.. فأجابه سموه:
ـ ((إِننا نرحب بالنقد البناء.. بشرط أن يكون ذلك في مصلحة وطنك، أما إِذا كان لغير مصلحة وطنك.. فلا احترام، ولا تقدير عندي أو عند غيري لك))!!
وهكذا.. أصيب ((النائب)) بالخرس!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :638  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 531 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.