شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التعود على القسوة
ـ أطلب منك أن تطوي كل ما كان في زوايا حياتك.. إن طاقتي في احتمال هذا الانفصام في حياة اثنين هي طاقة أصابها العجز والوهن. إني لا أحتمل وقوفي أمامك بهذه الطريقة!
ـ قال: إذن.. لا تقفي.. إجلسي، وتأملي المكان من حولك!
ـ لا تعاملني بهذا البرود. لقد استنفرت كل حنيني إليك، وكل ذكرياتي الجميلة، وكل أحلامي وتريدني أن أجلس بعد هذا؟!
ـ قال: إذن.. أمشي. أذهبي إلى مدن جديدة لا تطاردك فيها صورتي، ولا يتعقبك صدى صوتي. فأنت امرأة تخاف من الصدى. إبحثي عن مدن تضغط الصدى حتى تجعله خافتاً ومتسللاً!
ـ إنك تحاول أن تثير غروري ضدك، فلا تضطرني أن أملأك يأساً، وكآبة!
ـ قال: لو نجحت في أن تملئيني بشيء. لتحول حنينك إلى نداء، وذكرياتك إلى أيام جديدة، وأحلامك إلى ملامح حياة مجسدة، ولكنك جعلت كلماتك من رمال، ووصولك إلى انتظاري رياح تهب في غير مواسمها، وأرفض أن يكون شعور الإنسان ((مواسم)) تأتي، وتذهب!
ـ هل علمك التعب أن تكون قاسي الانطباع.. صخري الكلمات؟.. ولكن لا بد أن تتذكر أن الذكرى الجميلة من الصعب أن يتخلص منها انسان!
ـ قال: حاولي - إذن - أن تكوني في مستقبلك أياماً جميلة تزرعين فيها الثقة بكل خطوة تفكرين فيها.. لتتخلصي من هذا الوقوف المتفشي في عاطفتك، وفي أفكارك، وفي أيامك!
ـ قالت: لقد أقمت الحواجز التي تجعل الطريق مسدوداً، فلا تجعلني أتعود على قسوتك ايضاً!
ـ قال: حتى القسوة.. فشلت أن أجعلها تعاملاً بيننا. وعليك أن تذهبي إلى مواسمك لأرتاح من الأنفلونزا في عاطفتي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :736  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 336 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج