شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قوس قزح
ـ الآن.. رأسك ضعيف، وصدرك وحشة، ولغتك أوجاع الألفاظ التي تطوف حول كل السنين وتغش لحظتك.. وملء يومك مسافات ضريرة!
ـ وإلى من أمشي.. إلى شفافية الثلج، أم إلى غرور العواطف التي أضحى لونها كقوس قزح، أم أمشي إلى زمن لم يأت بعد؟!
ـ لماذا تريد أن تلتهب ((صدفتك)) بأي شيء؟!
ـ إنني لا أبحث كيف أورط عشقي، ولكني أسكن المطر وأفتش عن أرض لها عدة أذرع ممدودة تتخاطب بالحنان، وبالشوق، وبالجاذبية.. خلف سيادتي على الانتظار يلوح الحب محملاً بالظمأ، وبالليل، وبالتحديق!
ـ ما الذي تنظر إليه.. دون أن يتغلف بالجوع؟!
ـ لا أنظر إلى شيء وهو ((بدون)). كل الأشياء مغلفة بجلودها.. بأثوابها.. بما تسكن فيه.. كل الأشياء ممتلئة.. مشبعة، فالجوع لم يعد مشكلة الإنسان الحضاري. وإنما مشكلة الإنسان أنه لا يجوع ولا يشبع!
ـ وأنت.. ما الذي يتحد فيك.. الجزئيات، أم التساوي بين اللذة واللون الأبيض؟!
ـ إنني أغني في حالة الإغماء. عندما يغمى على كل شعورك، وفهمك.. وعلى كل شيء قد أبيض فيك تكون اللذة هي اتصال ليس له ذاكرة. اتصال أفراحك بأحزانك، واتصال فهمك بكل الرموز، واتصال روحك بإجهادك. اللون الأبيض رمز النقاء.. لكن لا بد أن تمزجه بلون آخر ليتضح أنه أبيض!!
ـ تعني أن اللون الأبيض ليس له ذاكرة؟!
ـ أعني أن القطن - وهو ناصع البياض - يتفاعل في الأرض السمراء الدافئة والحارة. إنه لا ينبت من بين الثلج!
ـ وما الإنسان في اللون؟!
ـ عدة ألوان، أو لون مستخرج من مجموعة ألوان متحدة!
ـ وأسنانك البيضاء؟!
ـ للأكل.. للعض.. للابتسامة التي أريدها ولا تريدني!
ـ والدموع .. أليست بيضاء؟!
ـ تتساقط من خلال أهداب سوداء.. بسبب ألم له لون آخر!
ـ والعيون.. أليس الاصفرار في بياضها مرض..؟
ـ وبياضها بلا سوادها حمى!!
ـ وأين توجد الذاكرة إذن؟!
ـ في الشوق.. في الخوف.. في الجرح!!
ـ وما الذي تريد أن تختصره من كل هذا؟!
ـ الخوف.. إنه صوفية الفرح، وليس للإنسان طاقة عليه!
ـ ولكن.. إذا لم نخف لا نستطيع أن نفتح أعيننا على الشوق، وعلى الجرح، وعلى الحب!؟
ـ إنني لا أريد أن أسمع بصدري - بخفقي.. باندماج الألوان في داخلي!
ـ وما يتبقى؟!
ـ يطلع في الصدفة.. في الجمال المغرور.. في التجسيد العفوي!
ـ وثوبك الذي ترتديه؟!
ـ هروبي.. اندماجي في الإغماء.. ليهتف اللون الأبيض في قلبي.. وليس في يدي!
ـ وهذا الحوار.. أليس رمزاً مغرقاً في البياض؟!
ـ إنه هزيمة الهمسة.. لكنه وصول الشعور إلى التساوي بين اللذة واللون الأبيض.. وصول إلى اندماج الألوان في أعماقنا!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :796  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 335 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج