الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > اغتصاب الحياة!

اغتصاب الحياة!

ـ كيف أنت بعد القش والبخار.. كيف تحس بالشمس فوق رأسك.. كيف تقرأ الليل تحت نجومه.. كيف تعطي وتأخذ ((اخباراتك))؟!

ـ قال: احتضنني بركن من الطين.. سقطت في جوفه فرأيت ((باتركيا)) بدون شاعرها. رأيت ((مهياراً)) وقصيدة على وجهه متفحمة. رأيت ((غادة الكاميليا)) ترقص الفالس بذاكرة مفقودة. رأيت ((فيروز)) صامتة وفوق صدرها صورة ((لبنان)) وهو يحترق!!

ـ وأنت.. ألم تعثر لحظتها على مرآة داخل صدرك؟!

ـ كنت أسكن ((إلغاءاتي)) كلها. مرآتي مشروخة، وفوق أهدابي طين تناثر من جدار الكلام الذي يبنيه الناس حينما يلوكون الآخرين.

ـ هل أنت متعب. هل تصاعد إرهاقك النفسي حتى حفافي شفتيك؟!

ـ وهل يخيفك هذا التعب؟!

ـ لقد قطعت فيافي من القلق عليك، وصحارى من الشوق لك حتى بلغت انتباهك.. حتى تسمع سؤالي عنك!

ـ إني لم أعد في مستوى اغتصابك للمرح. ففي أعماقي بقية من رضاعة الموج.. حينما قال لي الناس: إنهض فوق عشقك، وقهقه حين تشرق!!

ـ إني لا أحتمل أن أجفوك.. أحس حينئذ أنك تعاني من أجلي!

ـ من أجلك؟!.. لقد أعطيت صدري للريح، وللفصول، ورسمت - بتشديد السين - شفتي لحساب كل من يطلب نكتة، أو كلمة حافلة بالبريق الخاطف!!

ـ وكيف أجدك؟!

ـ عند صخرة. ائتلفت بجانبها حنظلة!!