الوداع.. جرح! |
ـ لحظة.. ما رأيك أن نتوقف الآن؟! |
ـ عن أي شيء؟ |
ـ عن كل شيء ربط بيننا طيلة سنوات. أليست تجربة مثيرة أن تجعل عمرك يتوقف؟! |
ـ تقصدين أن نموت الآن وعمر كل منا بضع سنوات؟! |
ـ لا أقول نموت. فطالما بقيت ذكراك في صدري، وذكراي في وجدانك فلن نموت! |
ـ ولماذا تطلبين أن نقتل التجربة المثيرة التي كوّنت عمراً خاصاً بنا وحدنا؟! |
ـ لأن التجربة تحولت إلى إرهاق، وأخاف أن يتحول الإرهاق إلى لعبة!! |
ـ ها.. وكيف يصبح الإرهاق لعبة؟!! |
ـ إذا تعودنا عليه.. سنكتشف أننا نتسلى به، وأن عمرنا الخاص بنا سيضيع في التسلية.. سيتحول إلى حياة تافهة! |
ـ وماذا تودين أن نكون؟! |
ـ نتحول إلى صديقين!! |
ـ كيف أقتنع بذلك؟.. من الصعب أن يتحول الحب إلى صداقة.. ربما من السهولة أن تكبر الصداقة فتكون حباً! |
ـ ولكني مرهقة.. مجروحة.. إن إرهاقي يتكثف كلما تعاظم شعوري أنني عاجزة عن امتلاكك! |
ـ هل أبتسم؟.. دائماً المرأة تسعى لامتلاك الرجل! |
ـ أبداً.. إنها فقط تحقق مبدأ التخصص في العمر. ما دام أن عمرنا واحد، أو أن عمرك لي، وعمري لك فهو خاص بي وبك! |
ـ ولماذا لا نفعل ذلك؟! |
ـ كيف أرتبط بك وأنت لا تملك عمرك؟.. لقد بعت عمرك من زمن طويل فكيف أشتريه منك؟! |
ـ تشترينه بكل ما يحتويه صدري من صدق نحوك! |
ـ هذا لا يكفي لالتحام ((الجزيئيات)) الحياتية المرتبطة بعقاب الشيخوخة، وبسخرية الشباب! |
ـ والآن؟! |
ـ لا تتكلم. لا أريد أن يكون وداعي لك جرحاً لا يلتئم! |
ـ وكيف لا يكون الوداع جرحاً؟! |
ـ هناك عبارة أهديها لك من ذاكرتي التي احتفظت بها منذ ست سنين: ((عندما يبكي الطفل، فإن الأم التي تبعد عنه آلاف الأمتار تشعر به وتستطيع أن تسمع بكاءه))!! |
|