شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((تُراثُ الرَّبيع)) يعودُ إلى الحياةِ مِنْ جديد
ـ تفتحت أبصار الأجيال النَّاشئة في بَلَدِ المُصْطَفى - صلى الله عليه وسلم - وهي تَرَى أعْلاماً شامخةً تَجْمَعُ بين العِلْم والأدَب، ونَشاركُ في الحياةِ الثَّقافية والفكْرية في البَلَد الذي شَعَّ منه نُورُ العلْم فأضَاءَ الكوْن جميعه من ذلك الشُّعاع، وتفتّحَت به العُقُولُ والبصائرُ. ومن تلك الأعْلام: محمد سعيد دفتردار، وجعفر فقيه، وأمين مُرشد، وعماد عادل، وماجد عشقي، وأحمد بو شناق، وعبد الحميد السُناري، ومحمد الطيب إدريس، ومحمد الثَّاني، ومحمد حُميدة، وجعفر سبيه، وعبد الله الخربوش، وعبد العزيز الربيع وغيرهم.
ـ وكان الأستاذ ((الرَّبيع)) ممَّنْ جَمَعَ الله لهم بين سماتٍ عدَّة منها التَّعمق في المجال التَّربوي كأستاذٍ ثم مُدير للتَّعليم، وفرض بثقافته المتعدِّدة نفسهٍ على السَّاحة الأدبية؛ فاستأثر لفترةٍ زمنيةٍ طويلة بالكتابة في التَّعدد الأدبي. ولئنْ كانَتْ معاركُ ((شحاتة)) و ((العوَّاد)) ظلَّتْ، وستظلُّ طي الكتْمان لأسبابٍ لا داعي لذكْرها، فإنَّ معاركِ ((العوّاد)) و ((الرَّبيع)) كان ممّا أثرى السَّاحة الأدبية في بلادنا ومكَّن لتيَّارٍ نقدي علمي أن تترسخ جذوره بعيداً عما يمكن تصنيفه ضمن دائرة أحادية الرأي، والتعصب لمدرسة نقدية واحدة، مما نرى له - وللأسف - ظلالاً - بعد أن بقينا لفترة طويلة نترقب مساهمة جيل الأكاديميين في ميدان الإبداع والنقد - معاً - ولا يمكن - بحال - التقليل من دور الزملاء الذين تصدوا لفن النقد الأدبي بمدارسه ومناهجه المتعددة، ونأمل أن يسود الساحة من سعة الأفق، ومصداقية القول والإيمان بالرؤى المختلفة فكرياً وأدبياً مما يمكن أن يساهم في الانتقال بأدبنا إلى دوائر أخرى أكثر شمولاً واتساعاً.
ـ وكان أول إصدار لنادي المدينة الأدبي - بعد أن اجتمع شمل أسرة (الوادي المبارك) - تحت مظلة ثقافية تدعهما رعاية الشباب كبقية الأندية والمؤسسات الثقافية في بلادنا، كان هذا الإصدار هو (ذكريات طفل وديع) للمرحوم الأستاذ عبد العزيز الربيع، وهو سيرةٌ أدبيةٌ كتبها بلغةِ فيها الكثير من الرُّؤية الشَّفافة والواضحة والجريئة في بعض المواقف.
ـ وانتقل الأستاذ ((الربيع)) - إلى رحمة الله - وسارعَتْ الأقْلامُ في السَّاحة الأدبية تَرْثي عَلَماً من أعْلام الفكْر والأدب والتَّربية والتعليم في بلادنا، وتصدى الأستاذ الكريم ((محمد صالح البلهيشي)) إلى جمْع ما كُتِبَ عن هذا الفقيد، وأصْدر كتابه المعروف ((لمحاتٌ عن حياة الرَّبيع))، إضافة إلى أنَّ النَّادي طبَع له كتاباً آخر بعنوان ((رعايةُ الشَّباب في الإِسْلام)).
ـ وكان السُؤال يُطرحُ - دوْماً: هل هذا كلُّ ما خلَّفه ((الرَّبيع)) من نتاجٍ فكري وأدبي؟ أين كتاباته عن شَوْقي والدّكاترة زكي مبارك، و ((داود باشا))؟ وأين ما كتبه عمَّا كانت تقْذف به المطابعُ في العالم العربي وبلادنا وما تضمَّن ذلك من نقْد علمي كُتِبَ بلغةٍ رصينة ومعبِّرة؟
ـ وكانت عزيمة الأستاذ (البليهشي) المُنبثقة عن وفائه لأستاذه أكبر من الصُّعوبات، والعوائق، فإذا هو يتصدَّى للتَّنقيب عن تراث الأستاذ ((الربيع))، فيخرجه في مُجلدَّات عدَّة، بعث بها إليَّ أستاذي الفاضل الدكتور محمد الرُّويثي - تشْجيعاً منه ووفاءً كريماً.
ـ لقد بلغَ ما كتبه الرَّائد ((الرَّبيع)) طُوال رحْلتهِ مع الحرف المضيء، والكلمة الأدبية الرَّفِيعة، ما يزيدُ على ألفَيْ صفحة، سوف تكون مادةً أدبيَّة أمام الأجيال التي سمعتْ ((بالرَّبيع)) ولم تتح له الفُرصة لقراءة ما أبْدَعَ ودوَّن. وإنَّ السُّؤال الذي يطْرَحُ - نفْسه: هلْ جيل - اليوم - يتبقَّى له وقْتٌ مع انتشار الفضائيات وما تبثُّه من برامج ليطَّلع على إنتاج هذا الرّائد الذي كَرَّس وقْته للقراءة والعِلْم وساهَم في الحركة الأدبية في بلدِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مع زملاء له ورُصفاء؟ بقي أن أذكر مَوقفاً مؤثراً شاهدتُه - بنفْسِي - وذلك عند انعقاد المؤتمر الأوَّل للأدباء برعاية - كليَّة الآداب في جُدَّة ومشاركة كلية الشريعة والتربية - جامعة أم القرى - حالياً - فلقد كان من ضمْن جلسات المؤتمر حلقة عن شَوقي وشِعْره. وكان الأستاذ الكبير محمد حسن عوَّاد - رحمه الله - حاضراً تلك الحلقة التي ألقى فيها المرحوم الرَّبيع. بحْثاً عن شاعريَّة شَوْقي، ثم انصرف قبل أنْ يكمل ((الرَّبيع)) قراءة بحْثه. وعندما أتى دَوْرُ الأسئلة، قام أحدهم يذكر رأياً للأستاذ ((العوّاد)) في شاعرية ((شوقي))، فاعتذر الأستاذ ((الرَّبيع)) عن الإجابة لأنَّ الأستاذ العوَّاد غير موجود حتى يمكن أن يُدْلي برأيهِ إزاء هذه القضيّة النَّقدية. لقد كانُوا - جميعاً - كِباراً بكُلِّ ما تعنْيه هذه العبارة من دلالاتٍ حضاريَّة وسُلوكية.
ـ وفي الختام - تحية صادقة - للأستاذ البليهشي، ونادي المدينة الأدبي على هذه الخُطْوة الرَّائِدة في حقِّ رئيسه وراعيهِ السَّابق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :723  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 312 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج