شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسائل أدبية إلى الشاعر المبدع، الصديق الأستاذ عبد المحسن بن حلِّيت بن مسلم
عندما نلتفت إلى الماضي القريب، ويحدونا شيء من الوجد إلى الإنصات إلى الهُتاف القادم من بين ظلال النخيل و ((عريشة)) الكرْم وتربة الفل والورد والياسمين عندما يشتد بنا الشوق إلى سماع هدير المياه منسابة في جداول ((البقيع)) و ((سوالة)) و ((العباسية)) و ((الزُهرة)) و ((الأخوين)) عندما تسعى بنا الأجفان لرؤية الوجوه المضيئة في قبا والعنبرية، وقربان والعوالي وعندما تثقل هموم الحياة كهول ((الصابرين))، يبرز ذلك الوجه المضيء الذي كان يمتلئ المحراب في أول مسجد أسس للتقوى بصوته ترتيلاً وتجويداً وتشرئب الأعناق لرؤيته وهو يخطو متئداً متأدباً بين ((الخوخة)) و ((المقام)) وإذا كانت الأناقة هي مظهر الرجال الذين كانت تمتلئ بهم ساحات المناخة والعينية في البلدة المحبوبة، فإن والدك ووالد أجيال شرفها الله ((بالجوار)) وأكرمهم ((بالقرب)) ورقق قلوبها بالمحبة الصادقة لسيِّد الخَلْق وشفيع الأمم، وهاديهم إلى صراط مستقيم، نعم، لقد كان المرحوم ((حلِّيت بن مسلم)) هو ذلك الوجه المنير والصوت الشجي والمظهر الأنيق والقلب الكبير، والكلمة المهذبة، واليد التي تمتد إلى من تعرف ومن لا تعرف، فتزيل عنها كثيراً من عناء الحياة، وتجفف دموعاً حرَّى كثيراً ما حبسها أو حالت العفة والكبرياء بينها وبين الظهور.
يا شاعر الكلمة الصادقة، والهارب في ((أزقة)) المدينة وحواريها، والعازف عن الشهرة بتسلق الجبال والزاهد حتى فيما يبثه وجدانك النبيل وتمليه عاطفة الحب العُذري في زمن اختفى فيه صوت الحادي وأصبحت فصاحة الكلمة، وجزالة العربية المرتوية من عروق هذه الأرض التي شهدت نزول القول المعجز أصبح ذلك كله ((كالكبريت الأحمر)) في مصطلح القوم، وأنت يا أبا الحسين من يتطلع القوم لتنشد على أسماعهم ما يروي ظمأ نفوسهم، ويمس شغاف قلوبهم بذلك الهتاف المبلل بندى الأزهار الفوّاحة التي تفتحت عيناك عليها في روابي قباء ومغاني العوالي وظلال قربان… فهل أنت فاعل؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :658  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 308 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج