شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
علي ابن حسن الشاعر... شاعر
عرفناه رجلاً عسكرياً تدرّج حتى وصل إلى رتبة الفريق، ثم سفيراً للمملكة في جمهورية لبنان طوال سنين، ومن هذه السنين الفترة التي بدأ فيها ما كان يسمى (الحوادث) التي أخذت تتطور لتصبح تلك الحرب الطاحنة، بمختلف أسبابها، ومختلف الأيدي التي تحرّك نعرات الطائفية بين طوائفها. ثم عرفناه وزيراً للإعلام في مرحلة من مسيرة هذا الإعلام أعقبت مرحلة الطفرة، وقد أخذت تتراجع إلى مرحلة لا بد أن نسميها (مرحلة الترشيد). وهي مرحلة لم تخل من حاجة الإعلام إلى الشخصية التي تتوافر لها وفيها الخبرة بتطورات الأحداث وردود أفعالها، في العالم العربي. وكان معالي الأستاذ علي ابن حسن الشاعر، هذه الشخصية التي تتمتع بهذه الخبرة، وقد اكتسبها بوعيه وذكائه الحاد، في موقعه الديبلوماسي المرموق في لبنان. وقد لا نذهب بعيداً إذا قلنا إن لبنان كان - ولا يزال - طوال سنين حقلاً ظلت تتنامى فيه وتنعكس في مجتمعه جميع المتغيرات العربية والدولية بما يكمن في هذه المتغيرات من نوابض تحريك الراكد من سطوحها وإدارة دفة السفينة في اتجاه تهيمن عليه مختلف القوى الدولية الكبرى من الغرب والشرق معاً، وفي وقت واحد، إلى جانب قوى عربية تدور في هذا الفلك أو ذاك، بطبيعة واقعها وموقعها من الفلكين الكبيرين. وهذا لا يعني بالنسبة لشخصية الديبلوماسي بخلفيته العسكرية الضخمة، أقل من اكتناز المعلومات التي يتيحها هذا الحقل الخصب، ثم تحليلها وحساب نتائجها وانعكاساتها على الواقع ثم، أسلوب التصرف في ضوئها عند اللزوم.
ومن هنا، فإن مسؤوليته عن وزارة الإعلام في المملكة وقد أسندها إليه خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، حفظه الله، هي المسؤولية القادرة بخبرتها وبتوجيه العاهل العظيم، على مواجهة متطلبات الإعلام في الساحة، عربياً ودولياً، بكفاءة مرموقة ومشهودة يصح معها أن نقول إنه الرجل المناسب، في الموقع المناسب.
أما أن (علي بن حسن الشاعر) شاعرٌ، فذلك ما اكتشفته وأحسست به وأنا أراه وأسمعه يلقي كلمته في أعقاب لقاء البرلمانيين اللبنانيين، بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، بعد وصولهم إلى ذلك الاتفاق التاريخي، الذي استغرق ثلاثة وعشرين يوماً، في مدينة الطائف، كان كل يوم من هذه الأيام، حافلاً بالحوار الذي تفتّحت معه القلوب، واتسعت الصدور، لطرح ما لعله لم يسبق أن طرح من القضايا والهموم، وكان فيه الاقتراب، من صميم المشكل اللبناني، الذي انتهى إلى ذلك الاتفاق.
كانت كلمة معالي الأستاذ علي بن حسن الشاعر، إبداعاً رائعاً تساءلت وأنا أصغي إليه، يفتتح حديثه، بوقفات عند مرائي الجمال التي عاشها، وأحسّ أثرها، وتناغم مع تغريد عصافيرها، وأريج زهورها، وعبق أشجار الصنوبر في جبالها وبراريها... تساءلت: ترى هل وجد، في زحام مشاغله ومسؤولياته الديبلوماسية، الوقت الذي يسمح له بأن يكتب شعراً؟؟... كلا... لم يكن الحديث الذي ألقاه ((قصيدة شعر))، ولكنه - مع ذلك كان في كل جملة، يؤكد أنه ينهل من ينبوع نثر، يتدفّق إبداعاً، هو الشعر وإن لم يكن قصيدة ذات أوزان وقواف.
وبعد... فإنني أعلم، كيف يتلقى الذين يقرأون هذه الكلمة، رأيي في حديث الوزير، وقد يذهب بعضهم، إلى أنه أسلوب في الاسترضاء والتحبب، مما يدخل في مفهوم (النفاق). لأنّه الوزير!!! ولا أجد بدًّا من أن أقول إن علاقتي به، لم تتجاوز قط حد التحية العابرة، ولم يحدث - ولن يحدث - أن طلبت مساعدته، في أي مطلب، إذْ ندر، أن كان لي نشاط، من أي نوع طوال السنين التي مرّت، باستثناء النادر من الاستجابة لمقابلة يعقدها بعض المذيعين في التلفزيون.
ثم - وهو الأهم - ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الكلمة، إلى ما يتمتع به من مكانة، أقل المعروف منها أنّه المتحدّث عمّا يتم في جلسات مجلس الوزراء، التي تنعقد برياسة عاهلنا الحبيب... ممّا يغنيه عن الثناء والإطراء... ولا يغني مثلي عن أن يعبّر عن إعجابه بالكلمة الشاعرة، ومن لها غير أمثالي من الكاتبين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :747  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.