شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فرائد الدكتور عبد العزيز شرف... والكاتبة انتصار العقيل
قد يكون ممّا يُسعِد الكاتبة ((انتصار العقيل))، أو يطمئنها على الأقل - أني سمعت من أحد الناشرين عندنا، أن درجة رواج كتابها - أو كتبها - تتقدم بنسبة عالية على درجة رواج الكثير من الكتب التي تصدرها مختلف دور النشر في المملكة، أو في دول مجلس التعاون الخليجي. ولعلّي أخشى أن تبادرني الكاتبة، بأني لم آت بجديد يبلغ حد إسعادها أو طمأنتها، لأنها تعلم أن هذا الرواج كان من نصيب كتابها الأول بعنوان (فيروس الحب)... وقد علّل الناشر لهذا الرواج، أن القراء لم يعودوا يقبلون على اقتناء الكثير مما يصدر أو يتواجد في المكتبات، لأنهم - أو أغلبهم - يعايشون مشاعر وانفعالات الوجدان، ويعلق الناشر: (وهم معذورون... لأنهم حين يغادرون بوابات الجامعات بالمؤهّل الذي حملوه، يكونون في حالة تشبُّع أو تخمة من المواد التي ظلوا سنوات من زهرة العمر، يطالبون باستيعابها، ركضاً وراء الدرجة التي لو هبطت، هبط معها المصير، ليرتفع عدد السنين التي تنقضي من هذا العمر وراء الأبواب. فمن طبيعة الأشياء، أن يقبلوا على ما يُهامسهم، من توهّج الوجدان ورفيفه،وعلى الأخص حين تصدر المُهامَسة من قلم (كاتبة) قرأوا لها (فيروس الحب)، الذي أهدته بأرق عبارة وأرشق أسلوب، إلى ((نفسها))... أو كما قالت: (إلى هذه النفس التي ما اعتادت أن يهديها أحد شيئاً، ولذلك فهي تجمع أفراحها القليلة - جداً - وأحزانها الكثيرة - جداً - فتهدي كل حرف حب، وكل حرف حنان إليها... إلى نفسها... ولعلّ هؤلاء القرّاء لم ينسوا بعد أنها التي قالت بجرأة مشحونة بالتحدي، على صفحة الغلاف الأخيرة من (فيروس الحب): - (لا يهمني أن يقول الناس عني إني نسيت أبجدية اللغة... كل ما يهمني أن يدرك حبيبي أن ((عيني)) تنظم الشعر فيه بمليون لغة ولغة)... وكأنها تستدرك حين تضيف - (لا يهمني أن يحكم الناس أن حروفي ناقصة... ليست مثل حروف باقي البشر... حسبي أن حروف اسم حبيبي الأربعة هي لغة ((الضاد)) في عالمي أنا...) كما لم ينسوا - ولا ينبغي لهم أن ينسوا - (امرأة هشة) - ((ص 109)) - إذ ماذا يمكن أن يهامس وجدانهم ومشاعرهم أكثر من أن (الكاتبة) تقول: (أنا ما قدّمت له جسداً... إنما قدمت له روحاً، فإن ذهبت اليوم إليه... هل يعقل أن أسترجع روحاً هي من أجله قد خلقت).
أما كتابها الأخير (موانىء بلا أرصفة) الذي كدت لا أصدّق أنه قد طبع بمطابع دار البلاد... إذ بدا لي كأن الطباعة في هذه المطابع، قد تجاوزت المألوف من الإتقان بلمسات الفن... وأجدني مع الإعجاب بهذا المستوى من الإتقان في الإخراج، أقول: إن ما استوقفني لحظات، ليس صورة هذا الوجه على صفحة الغلاف الأولى، بل هذا ((الشَّعر)) الذي أبدع المخرج، في السماح له بأن يطل على الصفحة الأخيرة من الغلاف... إذ يحملك على أن تطلق لخيالك حقّه في أن يرى لهذا ((الشَّعر)) عشرات الوجوه لحسناوات اختزنتها الذاكرة أو تمنّت أن تراها... وما أكثر ما تتمنّى... وما أكثر ما تعصف رياح الواقع بالتّمنيات والأمنيات.
وأتجاوز اليوم، إهداءها الرقيق، الذي قالت: (كم يسعدني أن تتخذ في موانئ بلا أرصفة، أيكة يستريح فيها فكرُك... ما بين الحين والحين) كما أتجاوز مقدمة الأستاذ عبد الله عبد الجبار التي تستحق وحدها أكثر من وقفة... لأقف عند ما يُطلَق عليه في جريدة الأهرام، (شوارد) الدكتور عبد العزيز شرف... ولا يتّسع مجال هذه الكلمة لتحديد معنى الشاردة أو الشوارد، إذْ كتب الدكتور في الأهرام مقالاً بعنوان: (أدب نسائي، وأدب غضب سيبويه)... وما كان ليلفت النظر إلى أنه يكتب عن ((موانئ بلا أرصفة))، لولا صورة غلاف هذا الكتاب... وليغفر لي الدكتور، أن أقول إنه قد ضايقني، بهذا الاستعراض الواسع الطويل والعريض للكثير من التفاتاته ((الموسوعية)) التي انتهت ببضعة أسطر عن ((الأديبة انتصار العقيل)). ولا أجد في المقال معنى الشاردة أو الشوارد... باستثناء هذا الاستعراض الموسع...
ولكن الأهرام، قدّمت في عددها 29/10/1989، قصيدة للدكتور شرف بعنوان (هاتف) أسرعت أقرؤها، قبل غيرها من مواد هذا العدد، وفي ذهني مقاله ذلك، ومرة أخرى استميح الدكتور عذراً في أن أقول، إنه يحرج صدر أي ناقد، بمثل هذا الشعر الذي كدت أستبعد أن يكون كاتبه هذا الأستاذ الكبير. الذي علمت في القاهرة إنه المسؤول عن الصفحة الأدبية في الأهرام.
ومرة أخرى... لا أجد ما يمنع أن أقول، إن هذه القصيدة لا تعد في الشوارد، بل يصعب أن نرتضيها منسوبةً إلى الدكتور الكبير بل حتى لواحد من تلاميذه.
أما نص القصيدة، فلا يتسع له مجال هذه الكلمة، ولذلك فقد يُحسنُ المسؤول عن (ثقافة اليوم) في هذه الجريدة إذا حاول نشره في متابعاته، ولمتذوقي الشعر عندنا أن يقولوا: أين الإبداع في هذا الخواء؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :732  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.