شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طعنة النجار!!
ما قالها طه حسين، قالها رشيد رضا، وسلوك الأدب خلقاً ألزم نفسي به بهذا الحوار مع الشيخ الأستاذ الأزهري الطيب النجار، فوضعت العنوان طعنة مع أنه كان في مكنتي أن أقول بهتاناً ولكن العالم الجليل لا يأخذ خطأه على أنه العمد في قذف الدكتور طه حسين بهذه الطعنة أو هي البهتان، وتصدى أستاذنا شيخنا حمد الجاسر بالبرهان يسقط البهتان ونهض صديقنا الأستاذ عبد الله عمر خياط ينشر على أسماعنا ما تفضل به الجاسر من الذب والدفاع عن الدكتور طه حسين.
ولندخل في صلب الموضوع فالذي فهمته مذ سمعت الذين أعجبهم مقال الخياط كما مقال حمد الجاسر، فالأستاذ محمد الطيب النجار وهو من علية الأزهريين ومن أعضاء مجمع اللغة قال في معرض ما تحدث به أن الدكتور طه حسين تأمل بأسلوب إنكار للمعجزة بما معناه أن الحجارة من سجيل هي ميكروب الجدري وكأنما الطير الأبابيل البؤر التي تكاثر فيها الميكروب، وسمع ذلك عضو مجمع اللغة علامة الجزيرة حمد الجاسر الذي تعودنا منه أنه لا تأخذه في الحق لومة لائم، فإن لم ينله عذاب البدن من أجل كلمة الحق فقد تناوله عذاب الألسنة التي تستكثر على واحد منا أن يكون المدافع عن الحق، فالأستاذ حمد وكما نقله الخياط تعقب المصدر الذي استند إليه النجار ألا وهو كتاب الدكتور طه حسين على ((هامش السيرة)) أو هو كتابه الآخر ((الوعد الحق)) فلم يجد في الكتابين أي ذكر لجرثومة الجدري، فالدكتور طه بهذا الكتاب ((على هامش السيرة)) لم يذكر ما يصرف به التأويلات المهرطقة لهذه المعجزة، طير أبابيل حجارة من سجيل معجزة من أمر الله ((كن فيكون)) سخر الله ذلك ليهلك أصحاب الفيل في مكانهم المحدد في وادي محسر بين المزدلفة ومنى حجزهم عن الحرم وأعجزهم أن يتحركوا فإذا الهلاك هو المحرك، له يصبحون كالعصف المأكول، لم تنج من قوم أبرهة إلا أم بلال، هو سيدنا أعتقه سيدنا الصديق أبو بكر وليس لأحد عند أبي بكر من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، سيدنا ما أقولها أنا وإنما قالها أبو حفص الفاروق بن الخطاب الأعيسر عبقري هذه الأمة، رضي الله عنه، وعن أبي بكر وعن بلال. فالدكتور طه حسين يرحمه الله ما قال ذلك في أي كتاب وإنما الذي قالها السيد محمد رشيد رضا المتعلق بأستاذية محمد عبده والمعلن عناقه للسلفية العقيدة التي لقي بعض الأذى في سبيلها، فما أكثر خصومه من الأزهريين حتى قذفوه بما يتصورون بأن تهمة الوهابية تحمل معنى القذف معناها وعند جمال الدين الأفغاني وعند محمد عبده منقبة يفخرون بها ولا يلتفتون إلى الذين جندهم أبو الهدى الصيادي، فالأستاذ رشيد رضا هالني هذا القول منه، حيث خرج عن قاعدة السلفية لا تأويل، لا تبديل، لا تعليل، فقد قرأت وأحسب أن ذلك في مجلة المنار قوله بأن الحجارة من سجيل ميكروب الجدري ونهضت يومها أفند قوله في حلقة متلفزة تحدثت بها في تلفازنا أيام كنت أتلفز، انتقدت الشيخ رضا معتزًّا بعقيدة السلف مصدقاً للمعجزة حتى قلت إني أتحدى السيد رشيد رضا أن يذكر لنا خبراً هل تجاوز ميكروب الجدري قوم الفيل أصحاب الفيل إلى ما يميط بهم هم في وادي محسر من أرض المسجد الحرام، فهل أصيب قرشي مكي بهذا الجدري أو هل أصاب الجدري غير أصحاب الفيل من العرب حول هذا المكان؟ فالعذاب خاص بهم والهلاك بالحجارة من سجيل في مناقير الطير الأبابيل سلطه الله على أصحاب الفيل وحدهم، فلماذا التنكر للمعجزات؟ هل هو التقرب لغير المسلمين؟ زلة أسأل الله أن يغفرها للسيد رشيد رضا وغير السيد رشيد رضا. قال عن نجاة بني إسرائيل يخوضون عمق البحر عنهم كالطود العظيم فإذا فيه اثنا عشر طريقاً يابسة أبعد الله البحر بأمره كُن فَيَكُونُ (البقرة: 117) فقال هؤلاء الذين ينكرون المعجزات، لقد مر بنو إسرائيل وقت الجزر ويحهم كيف لم يلتفتوا، إلا أن بني إسرائيل عاجلهم لحاق فرعون فلم يسيروا من الجنوب إلى الشمال ليعبروا البرزخ على أمتار يابسة من الجزر أنهم لم يعبروا من الجنوب إلى الشمال حتى يعبروا الجزر ستمائة ألف، هل يتسع لهم وقت الجزر بضعة أمتار لا تتسع لعبور ألف؟ إنهم عبروا العمق من الغرب إلى الشرق يخوضون البحر العميق، فأنعم الله عليهم، ينفلق عنه البحر يمرون في طرق يابسة حتى إذا لحقهم فرعون وفي وسط العمق أغرقه الله، انفلق البحر عن بني إسرائيل وانغلق على فرعون وهكذا أرجو من الأستاذ النجار أن يرجع إلى هامش السيرة وأن يراجع ما كتبه طه حسين أو ما قاله عن القرآن إن طه حسين قد قال: ((القرآن ليس شعراً وليس نثراً، إنه القرآن))، كما قال: ((لا خوف على الفصحى ما دام هذا القرآن باقياً سرمديًّا إلى يوم يبعثون)).
وأخيراً إن طه حسين حين شذ بأسلوب الشك عن الشعر الجاهلي عارف بعد ذلك خطأه فأصبح لا يشك في ديوان العرب، كما أن طه حسين أعطى لمصر مكانة هي من عطائه وما أكثر ما أعطى لمصر ما لم يعطه أزهري مناصر له إلاَّ أن يكون الشيخ مصطفى المراغي الذي أنقذ سمعة مصر من الحاخام اليهودي ناحوم أفندي يوم حرمه من عضوية مجلس الشيوخ وإلا أن يكون أحمد شاكر الذي تعالى بالدراية فإذا هو يعلق على ((المحلى)) لابن حزم شروحاً للحديث كان رائعاً فلم يدركه من بعده على النحو الذي كان عليه شاكر.
لقد أُمرنا أن نذكر محاسن موتانا فهم بشر وإنا لنذكر كل المحاسن لشيخنا النجار أمد الله في عمره ولا أدري كيف سكت أعضاء المجمع عن إنصاف زميل له فلم ينصفه إلا حمد الجاسر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :863  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 602 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .