شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حوار مع الأستاذ مصطفى أمين
ويحلو إلى قلمي أن أدير حواراً في نقاش محبب سمته الصفاء عن الوفاء لا عن الجفاف.
فقد قرأت للأستاذ مصطفى أمين فكرتين: فالأولى كانت عن أغنية الموسيقار الذي عرّب الأغنية المصرية ثم مصّر الأغنية العربية ألا وهو محمد عبد الوهاب.
إن الإعجاب الذي جدّ على الأستاذ مصطفى أمين بهذه الأغنية فيه شيء من العتب على محمد عبد الوهاب.. فقد ألفت أذن مصطفى أمين كما الأذن العربية عبقرية اللحن ونبوغ الأداء غنّى لهم محمد عبد الوهاب الشعر سواء كان لشوقي أو لبشارة الخوري. وأحمد فتحي، وعلي محمود طه، ومن إليهم.
ويوم غنّى الشعر الآخر الذي ليس فيه شيء من البيع والشراء ((أحب أشوفك، في الجو غيم)) وما إليها.
كانت هذه المرحلة قبل أن يكون حسين السيد عرّب فيها محمد عبد الوهاب الأغنية المصرية.. فإذا نحن نجري وراء هذه الأغنية: ((علّموه كيف يجفو - يا جارة الوادي - الهوى والشباب)) نستعير الأسطوانة في اليوم عدة مرات.. يوم كنّا نخرج جماعة في الحدائق أيام العيد.
إن مجد محمد عبد الوهاب سبق مجد أم كلثوم في المرحلة الأولى بينما قد أخذ مجد أم كلثوم وقد ثبتت على ما تغنّي من الشعر أن يسرق الأذن العربية من محمد وأداء محمد عبد الوهاب.
وكأنما هذا العبقري أراد الخروج من نطاق الشعراء بل ومن نطاق شوقي قبل كل شاعر.. فأراد أن يكون هو الشاعر لنفسه بينما الناظم حسين السيد.. فإذا أغاني الأفلام ينظمها حسين السيد مصرية بحتة. ومعذور حسين السيد بحكم ما ألف من المهنة أن لا تخلو أغنيته من البيع والشراء.
قد تقبل ذلك الأذن المصرية وقد لا تقبل عليه الأذن العربية.. لكن محمد عبد الوهاب.. ما زال عبقري اللحن والأداء، فله الحق أن يزهو وأن يتباهى به مصطفى أمين.
أما الفكرة الثانية فسيكون نقاشي معه في ثوب من الحرارة. تلك الفكرة كتبها عن مصر.. فقد أجاد وله الحق أن يفخر ليس كمصري فحسب بل وكعربي أيضاً.. فمصر هي الكنانة وهي الحضانة كما كتبت ذلك من قبل.. غير أنه حين عد الكتاب العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم نسي أو تناسى الدكتور محمد حسين هيكل.. ((فزينب)) قبل يوميات نائب في الأرياف وحياة محمد قبل العبقريات والفتنة الكبرى.. فهل كان هذا التناسي من أجل اللقب ((هيكل)) أم لأن الدكتور كان حرًّا دستوريًّا؟
ولم يقتصر النسيان على هيكل بل نسي المنفلوطي والرافعي وقد كان كل منهما سعديًّا أكثر من العقاد.
فالعقاد سعدي المجد وهما سعديان يوم بدأ سعد يتسنم المجد ولا أدري كيف نسي لطفي السيد.. لعلّه أكبره أو لعلّ له عذراً وأنت تلومه.
وحين غنّى بمجد مصر لم يذكر الذين تغنّوا بها: البارودي وشوقي وحافظ.
فلئن كان البارودي قبل سعد، ولئن كان شوقي لم يكن سعديًّا فإن حافظ إبراهيم وسعد كانا يلتصقان بأذن محمد عبده.
فقد قالوا: إن أذن محمد عبده هي التي صنعت شاعر النيل حافظ إبراهيم.
وقال سعد لأذن محمد عبده التعريف للإيجاز الذي لم يسبقه به أحد يكتب للأستاذ الإمام محمد عبده هكذا:
ـ ((أعذرني عن الإطناب فليس لدي وقت للإيجاز)) - أصعب أن أذن محمد عبده تراقصت لهذا الجرس.. لهذا التعريف للإيجاز.
ولا أريد أن أنسى عما كتبه الدكتور محمد حسين هيكل يحذر من هذه القصيدة التي تعبقر بها محمد عبد الوهاب: قصيدة ((الهوى والشباب)) شعر بشارة الخوري ((الأخطل الصغير)).
إن هذه القصيدة تمتع بها وجدان العرب لأنها ذكّرته بالمأساة حين يضيع الشباب ويموت الهوى.. فقد كتب الدكتور/هيكل وكأنه أعلن تأثره بهذه القصيدة ناصحاً ألاّ يغني مثل هذه، فهو يخشى الألم والخضوع لواقع المأساة.
هذا حوار مع مصطفى أمين الذي هو وأخوه مصّرا صحافة مصر.. فقد انتصرت الأخبار وأخبار اليوم جريدتين مصريتين بحتاً.. فنالت مكانة الأهرام وكانت أكثر نيلاً من مكانة ((المقطم)).
فالمصرية البحتة شعار الثورة: ثورة سعد. وما الأهرام ولا المقطم المصريتين وإنما كانتا إحداهما لبنانية متفرنسة والأخرى لبنانية متكلنزة.
تحية لمصطفى أمين وما أحسبني أردت التسلق على أكتافه. ومالي قد نسيت النساء كما نسي هو فأين نحن من ((شجرة الدر التي أسرت لويس التاسع)) ((وجنان الشواربه التي أسقطت أنطوني رايدن)) حيث لم تسقط ((بورسعيد)) بما فعلت جنان كما ينبغي ألا ننسى ((صفية زغلول)) و ((هدى شعراوي)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :799  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 603 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج