شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بقيّة الناس فالح الظاهري..
ولست المتبرع أكتب سيرة الشيخ فالح الظاهري، فمن حق عالم المدينة المنورة الذي انتهى إليه السند العالي أن أكتب عنه ومن حقي على جريدة المدينة المنورة أن لا يضيق قرطاسها عن كلمة أكتبها عنه. هو الشيخ فالح الظاهري حمل هذا اللقب نسبة إلى قبيلة الظواهر من قبائل عالية نجد، ولعلّها أقرب قبائلها إلى شرق المدينة المنورة، ولا تحسبوا أنه الظاهري نسبة إلى المذهب؛ مذهب الإِمام ابن حزم؛ فشيخنا أبو تراب ظاهري المذهب وشيخ الشيوخ فالح الظاهري ظاهري القبيلة والنسب هو نجدي مكي مديني؛ فقد ولد في نجوع الظواهر شرق مدينة نجد أصليبا.. فالظواهر من حرب من بني سالم من المراوحة وإلى مزينة وإن دخلت في حلف حرب وهو مكي شب في مكة المكرمة يطلب العلم شيخه السيد محمد السنوسي زميلاه السيد الإدريسي والسيد الميرغني وأمضى بقية حياته في المدينة المنورة. رجع إلى المدينة حيث تبعثر جمعهم في مكة من ضغط الأحداث فإذا شيخهم السنوسي يرحل إلى ليبيا في واحة الجغبوب وزميله الإدريسي إلى جيزان وزميله الميرغني في السودان. فرأس الدولة في السودان. ومن إليه أحفاد هذا الميرغني زميل الشيخ فالح. ذكرت هذا لعلّي أجد عن المراغنة ما لم يعرف من سيرة الشيخ فالح.
عاش في المدينة المنورة صاحب السند العالي كأنه قد تسنم ذلك المقام بعد صاحب السند العالي الشيخ إبراهيم الكردي الكوراني الذي كان في عصر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، بل وقد عرفنا أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أخذ علماً من الكوراني. وشغلت أبحث عن الشيخ فالح فلم أجد عند من عاصرت ذكراً له حتى إن صديقنا الشيخ محمود شويل وقد عرفنا أنه تتلمذ عليه بعض الوقت وعلى طول معاشرتي للشيخ شويل لم أسمع منه ذكراً للشيخ فالح. لم يقل إنه أستاذه وإن قالها لي غيره، والغرابة كل الغرابة أن هذا المحدث الكبير ابن هذا البلد لم أسمع له ذكراً من أشياخنا في المدينة المنورة، وليس ذلك هجراً له، فقد كان هذا شأنهم مع غيره ممن سبق فإن أحمد البرزنجي ما عرفته إلا عن طريق جمال الدين القاسمي والبشير الإبراهيمي فيما كتباه عنه، فقد توفي الشيخ فالح والمسجد النبوي في أوج مجده بالأكابر من الأشياخ، توفي سنة 1328هـ كما هو في كتاب الأعلام للزركلي، فما ترجم له الزركلي وإنما هما سطران عن تاريخ وفاته وذكر اسمه في ذلك الوقت من سنة عشرين والشيخ حي إلى أوائل الثلاثين. كان المسجد النبوي فيه حمدان بن الونيس وعمر المحرزي وعبد الحميد بن باديس، العزيز ابن الوزير البشير الإبراهيمي، الألفا هاشم إبراهيم البري. أحمد البرزنجي. حسين أحمد خليل. أحمد شارح أبو داؤود (بذل المجهود) هم من الطبقة الأولى وبعدهم الطبقة الثانية الكميخي أحمد، والكردي عمر، ومحمد صقر، والعايش، وحميدة، والأخميمي، ومحمد العلي التركي، وصالح الزغيبي، والطرابلسي، كل هؤلاء لا بد عرفوا عن الشيخ فالح بل وبعضهم قد أخذ عنه، ففي الوثائق التي وجدتها كل من الذين أخذوا عنه صاحب الصيت في الرواة عبد الحي الكتاني أخذ عنه في المدينة المنورة وإذا هو صاحب الرواية في المغرب. كما علمت من شيخنا أبي تراب الظاهري، أن الشيخ فالح من أشياخ والده عبد الحي الهاشمي، ليست المشيخة المباشرة وإنما هو في ثبت السند للشيخين، وظاهرة هي التي حملتني أن أسعى لمعرفة الشيخ فالح، ذلك أن شيخ الجامع الأزهر الأحمدي الظواهري وصل إلى المدينة المنورة فأخذ يسأل عن ولد الشيخ فالح لم أجد الإجابة ساعتها، ولكن أخذت أتقصى فعرفت أن ابنه واسمه عليّ سكن مكة وأخيراً عرفت من أمدني ببعض الوثائق التي ستسجل في رسالة عن سيرة هذا الشيخ. كان الشيخ الأحمدي الظواهري قريب نسب بالشيخ فالح قريب سبب فأخذ يسأل عنه. ونادرة لا بد أن تذكر أن الظواهري من عيبة بني هلال، فبعض بني هلال من الأشراف وجد الشيخ فالح اسمه (مهنا) كان في مصر صديقاً وعشيراً وابن عم الملك المعز الفاطمي، غير أن مهنا الظاهري حسين من ولد جعفر بن محمد الملقب بالصادق والفاطمي لهم كل الصلة مذهباً ونسباً بإسماعيل بن محمد أخي جعفر الصادق ولم يكن مهنا الظاهري فاطميًّا باطنياً ولم يصل مع المعز من المغرب، فلعلّه كان من موجة بني هلال النجدية الحجازية، خرج من مصر مغاضباً للمعز الفاطمي، فالمعز خطب ابنته فرفض صهر الملك؛ لأنه يرفض مصاهرة المذهب الباطني. رجع إلى الحجاز يتخفى من بطش الفاطمي، وكان شيخ الظواهر الكبير في المراوحة الذي ما كان اسمه هكذا فلم تكن حرب قد تحربت في ذلك الوقت. وخلف من بعده حفيده عباس صاحب البئر الذي ما زال اسمها باقياً كمحط للحُجّاج الواردين عن طريق ينبع، وكانت له حراسة الحُجَّاج والخفارة ولم تنزع من المراوحة إلا بعد حين انتزعها محمد علي باشا فأعطاها لميمون.
هذه خلاصة موجزة لعلّي أجد من يعين بما كتبه العصامي أو ما وجده عبد الكريم الخطيب، فقد وجد كتاباً من تأليف الشيخ فالح في أحد مكاتب المنصورة أي في مصر، هذا وفاء ولعلّ من الأوفى أن تكون رسالة تحمل الوثائق.
وأستدرك ما نسيت من أسماء العلماء فمن الأكابر الشيخ العمري، والسيد مصطفى صقر، والد أستاذنا أحمد صقر، والشيخ محمد الطيب الأنصاري يرحمهم الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2717  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 601 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج