كأني أَلِفْتُ الشَّجَا والنُّوَاحْ |
وكماً من الهم طَمَّ ولاحْ |
يُدمدم مثل عَتيِّ الرياحْ |
يعمق في النفس نزف الجراحْ |
فأهرع لليل أغشى البطاحْ |
أداري الهوان وقمع الجماحْ |
علام التسامح في حقنا؟ |
وفيمَ التنازل عن أرضنا؟ |
وماذا تبقّى يعود.. لنا؟ |
وكُلٌ تَكَتَّمَ مِنْ.. حولنا؟! |
يخاف التورُّط في دعمنا |
يُجامل ـ شارون ـ في خذلنا |
أهيم أُجَدِّفُ عَبْرَ المللْ! |
وأرفض عيش حياة الذللْ |
وشيئاً من الخوف فينا نزلْ |
يهين النفوس ويدمي المقلْ |
فمن ذا يعيد بريق الأملْ؟ |
لشعب أبي صمودٍ بطلْ؟ |
*** |
علام تموت زهور الربيع؟! |
ويطفأ قهراً ضياء الشموع |
ويخنق صوت هزار وديع |
وتقتل أُمٌّ وطفلٌ.. رضيع |
وشيخ يعاني البلاء الوجيع |
وَيُسْلَبُ حَقٌّ ولا من شفيع |
*** |
يواسي الجراح وجور الزمانْ |
ويوقف زحف عدوٍّ ـ جبانْ |
ويرسم للعيش طَوْقَ الأَمَانْ |
فتشرق شمس الهدى بالأذانْ |
وينفح زهر عبير الجنانْ |
ويسمو عن الذل رهط الطعانْ |
*** |
متى يجتلينا صباح منيرْ؟ |
وحب وإلف وعيش قريرْ؟ |
وطير يغني نشيد الحبورْ |
ونحلم بالروض ينثو العبيرْ |
وينشر مسكاً وعوداً بخورْ |
ونرجع للأرض نلقي البذورْ |
*** |
متى يستبين الهدى من ظُلِمْ؟ |
ويرجع حقاً سليبَ التُّهَمّ |
فتصفو النفوس ويمحى السَّأمْ |
بشعر الكفاح نضيء.. الظلمْ.. |
ونكتب سفراً لكل الأممْ! |
يُجَابِهُ عزماً خصيم القيمْ |
*** |
بشعر الكفاح ودمِّ الشهيدْ |
نعيد الحياة بنبضٍ جديدْ |
ويولد جيل قوي.. عنيدْ! |
يعيد الأمور بعزم حديدْ |
ويركض عزماً بعقل رشيدْ |
فيحجم زحف جنود اليهودْ |
*** |
متى يا زمان تجود الحياهْ؟ |
وتقمع شر طغاةٍ.. جناهْ؟ |
ويبزغ فجر يجل سناهْ! |
وتنبو عن القهر هام الأُباهْ |
فَنَسْعَدَ بالحب نجلو رُؤَاهْ |
ونَسْري عن القلب ما قد صلاهْ |
*** |
متى يا زمان يزول السقمْ؟! |
وتمحو من السأم ما قد ألمْ؟ |
وَتَكْبَحُ جمح غلاة ـ النقمْ؟ |
وَنْرَعَى.. من العيش فيض النعمْ؟ |
فتهنى النفوس وتسمو القيمْ |
فجرحي عميق ودمعيَ دمْ؟ |