شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَخَالِبُ وَأَنْيَابٌ!!
هَاتْ مَا فِيكِ يَا حَيَاةُ وكيدي
وَامْلأي الخفقَ بالجِرَاحِ.. وَزِيدي
كُلُّ ما فيكِ قاتمٌ في رؤاه
ينشرُ الرُّعْبَ مِثْلَ قَصْفِ الرُّعُودِ
اترعي الكأْسَ مُرَّةً واسقنِيهَا
من نَزِيفٍ.. مُخَثََّرٍ.. أو صديدِ
مَزِّقي النفسَ في شَتَاتٍ وَقَهْرٍ
ثُمَّ صُكِّي سواعدي بالقُيودِ
هَاتِ ما فيكِ.. ما رَأَيْتِ مُتَاحَاً
مِنْ خِدَاعٍ مُذَيَّلٍ.. بالوَعيدِ
بَرْكِنى الأُفْقِ إِنْ رَغِبْتِ نَكَالاً
ثُمَّ هُبِّي كَريحِ عَصْفٍ شَديدِ
ذوِّبي الخوف في شِغَافِ أبيَّ
صَائِلِ الخَطْوِ.. رُغْمَ أَنْفِ الحَقُودِ
اطْلِقي السَّهْمَ كُلَّ حينٍ وتِيهي
فَرَؤُى الصَّقْرِ فَوْقَ هَامِ النُّجُودِ
لا أُبَالي إذا الحياةُ تصدّتْ
تَرْشِقُ السَّهْمَ والنَبَالَ بجيدي
أَطَأُ الذُّلَّ.. هَلْ يَخَافُ رُؤاهُ
مَنْ يَرَى فيهِ عَزْمَةً مِنْ حَديد؟
فَخِصَالُ الكريمِ تَأْبَى مَزَادَاً
لوْ أُحِيلَتْ حياتُهُ.. كَالشَّريدِ
تملأ النفسَ بالشَّموخِ إبَاءً
عَنْ شَنَارٍ.. وَخِسَّةٍ وجُحُودِ
يَهَبَ النفسَ فِدْيَةً لعلاهُ..
حينَ يَسْمو فؤادُه بِالصُّمودِ
إِنَّ نَفْسَاً تَهَابُ جُبْنَاً.. تُلاقي
وَصْمَةَ العارِ ذِلَّةً.. كالعبيدِ
زلزلي الأرضَ إن قَدِرْتِ وَدُكِّي
كُلَّ هَامٍ.. رَأَيْتِهِ.. في جمودِ
قَوِّضي كُلَّ ما تَرَيْنَ صَفَاءً
مِنْ نَعيمِ الحياةِ أَوْ مِنْ رَغيدِ
لستُ أَخْشَى من الحياةِ فكم ذا
صَاوَلَتْهُا عَزيمَتي.. بالصُّدودِ
أركبُ الصَّعْبَ لو أُهِنْتُ وَأَجْثو
فَوْقَ راحٍ مِنَ السَّحَابِ البعيدِ
فهوانُ الأبيِّ سقْطٌ وذلٌ
يتأَبَّاهُ ذُو النِّضَالِ.. العَنيدِ
هاتِ ما فيكِ يا حياةُ فَلَمَّا
أَكْتَوِ بَعْدُ مِنْ صَلاَكِ المُبِيدِ
كيفَ لا ومبدأُ الحياةِ جَفَاءٌ
مُسْتَبِدٌّ مَعَ الشَّريفِ.. المَجِيدِ
كُلَّ ما طابَ جُرْحُهُ يَتَصَدَّى
لجراحٍ.. جديدةٍ.. في الوَريدِ
شَابَ عَزْمُ الكريمِ يَسْعَى مُجِدًّا
أَنْ يَرَى النُّورَ في الظَّلامِ المَديدِ
يَجْتَلِي الحِسَّ مِنْ رؤاهُ سَنَاءً
فيرى الأُفْقَ غَابَةً للأسودِ
أَيُّ مَعْنَى إذا الحياةُ توارتْ
وَابْتَدَى الكَدْمُ لِلسَّويِّ الرَّشيدِ
تَرْفَعُ الغِرَّ للعلا والمَعالي
وتدوسُ الذَّكيَّ.. دَوْسَ المُكيدِ
وإذا قامَ في الحياةِ جَبَانٌ
يَقْرَعُ الطَّبْلَ بِامْتِهَانِ القَصيدِ
يرسلُ المَدْحَ والثَّنَاءَ رِيَاءً
فَهْيَ عَوْنٌ لِخَادِعٍ.. مُسْتَفيدِ
تُسْعِدُ الفَدْمَ وَالجَهُولَ إذا ما
ركبَ المجدَ حالماً.. بالصُّعودِ
هكذا أَنْتِ يا حياةٌ تَوَلَّتْ
نَغَمْةُ الحِسِّ عَن رؤاكِ.. الكَنُودِ
تَجْلُبينَ السُّقُوطَ والدَّحْرَ حّتَّى
لا يُرى النورُ مِنْ شَفَافِ الوُجُودِ
تَرْسُمِينَ القُنوطَ والطَّحْنَ جَوْرَاً
وَتُغَالينَ في انْتِقَاصِ.. المَجِيدِ
في اغْتِيَالٍ تَشُنِّينَ حَرْبَاً ضَرَوسَاً
لِلَّذي بَاتَ حَالِماً.. بالصُّعودِ
هَاتِ مَا فِيكِ يا حَيَاةُ فَإِنِّي
رُغْمَ كَدْمي.. أَصُولُ صَوْلَ العَتِيدِ
أَكْتِمُ الغَيْظَ إِنْ حَلِمْتُ وَإِلاَّ
إِنْ تَصَدَّيْتُ.. كَانَ يَوْمُ الوَعِيدِ
إِنَّ نَفْسَاً تَهُونُ سَاعَةَ ضَيْمٍ
كَانَ أَحْرَى.. عَذَابُها.. فِي شُهُودِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :621  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .