شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نَفْثَةُ ألمٍ؟!
دَاهمتْني الحياةُ دَهْم الضَّباعِ
واستبدَّت بجفوةٍ وارْتياعِ
ثُم أَلوتْ بخافقي تَصطليه
ويَقيني.. وعَزْمَتي وامْتناعي
فَأحاطتْ بِكُلِّ حُلْمٍ جميلٍ
عاطرِ اللحْنِ.. سَرمدِيِّ الشُّعاعِ
أينَما سِرْتُ خلْتُ أنِّي سجينٌ
بَيْنَ جُدرانها وسودِ التِّلاعِ
أَمِنَ العَدل أنْ يَظلَّ حَبيْساً
مَنْ يُجيدُ الصَّيَالَ عِنْدَ القِرَاعِ؟
ويصولُ الجبانُ صَولَ فُتُونٍ
في تَبَاهٍ وخِسَّةٍ وانخراعِ
أَحْوذِيُّ النّسورِ يَبْقَى شَرِيداً
أوْ بعيداً لِشمِّ تلكَ القلاعِ
يَجرعُ الصَّابَ والمرارَ عَناءً
في كؤوسٍ مريرةِ الاجتراعِ
دَاهِمي مَنْ تَشَائِينَ فالنِّسْرُ أَقوَى
وجَلُودٌ على صُنُوف الصِّراعِ
لا يُبالي مِنَ النِّزالِ يَفَاعاً
غَرَّهُ المالُ فازْدهَى باللُّعاعِ
قرِّبي الغِرَّ واحتَويه بعزٍّ
وافرشي الأرضَ من شهيِّ المَتاعِ
واعزِفي اللحْنَ قُربَه وتَغنيْ
بِنَشيدٍ مزيَّف خَدَّاعِ
ثم قومي وحَطمي كُل جِسر
غيرَ جسرٍ بَنيتِه للْخناعِ
قَوِّضي الحبَّ في قلوبٍ تَسامَتْ
عَن خَثَارٍ.. وسقطةٍ وانصدَاعِ
وانشري الحِقْدَ في النُّفوس زَهَاءً
يا حياةً.. عِثَارُهَا في اتِّساعِ
ثم تيهى كصائِلٍ يَتحدَّى
نَفْرَةَ الحِسِّ مِنْ أبِيٍّ شُجَاعِ
يَنْتَشي القَزْمُ حينَ يَهْتِكَ عرْضاً
ويُباهي بنشوةِ الانْصياعِ
امْلئي فاهُ بالنُّضار وفيضي
ثم أَلقيه.. جُثةً للسِّباعِ
هَكذا أنْتِ يا حياةً تَملَّتْ
بالرُّؤَى السَّقْطِ في مَتَاه الضَّياعِ
يعتلي المَجْدَ في ركابك فَسْلٌ
أَو جهُولٌ.. مُحنَّطٌ مُتداعي
ثم يمضي بِزُخْرُفٍٍ مِن طِلاَء
خَاثِرِ اللوْنِ زَائفٍ لمَّاعِ!
سَيَرَى القَزْمُ أنَّه يَتهاوى
في سُقوطٍ.. وكبوةٍ وانْصدَاعِ
هَلْ تَدُومُ الحياةُ يوماً لفَدمٍ؟
غَرَّه الجاهُ فَانْتشى بالجَشَاعِ؟
((إنَّ شَرَّ النفوس في الأرضِ نفسٌ))
تَتَعامَى عَنِ الضِّيَاء المُشاعِ
وَترى النُّور عَاتماً في رُؤَاهَا
حينَ غَطَّتْ عُيُونَهَا بالقِنَاعِ
مَنْ يَر النورَ حالماً في سَماهُ
سَوفَ يرْقَى.. على رُفَاتِ الأفَاعي
ويَرى الناسَّ كُلَّهُمْ في تَآخٍ
لا يَرى العَيشَ نُهْزَة للنِّزاعِ
يَسْمَعُ الطيرَ في الصَّبَاحِ تُغَنِّي
وخريرُ المياهِ عَذْبُ السَّمَاعِ
ونجومُ السماءِ تَضحَكُ جَذْلَى
في ربيعٍ مُجلل.. بالوَداعِ
وعبيرُ الزهور يَنْفحُ عِطْراً
فيثيرُ الحياةَ عَبْر.. التلاعِ..
ويزيلُ الهمومَ رُغْمَاً ويأسو
نَزْفَ جرْحٍ.. ينزُّ نَزَّ التِيَاعِ
ويرى الشَّطَّ سُنْدُساً مِنْ حَريرٍ
زاهيَ اللونِ.. جَائِشَ الإبْداعِ
كُلُّ ما في الوجود نَبْضٌ سخِيٌّ
لَوْ فَطَرْنَا نُفوسَنَا.. بالقَنَاعِ!
ونظرنا لِحوْلنا في انْتباهٍ
ويَقينٍ مُسربَلٍ بالخشَاعِ
سَنرَى البَحْرَ صَفْحَةً من لُجَينٍ
وعتامَ المساءِ.. مَصْدَر الإشْعَاعِ
وأَديمَ الحياةِ وَجْهاً تَجلَّى
راقِصَ الشَّجْوِ حَالِمَ الإيقَاعِ
فَنَغُذُّ المسير في رَاحتَيْها
في استباقٍ.. وعِزَّة وافتراعِ
مُوفِضيْنَ إلى العُلا والمَعالي
بسُلوك يَشفُّ بالإِسْطَاعِ
يَلْتَأُ السَّحقَ في قلوبِ الحَيَارى
ويُواري نَخازَة الأوْجاعِ
ليت أنا نعودُ نَغرسُ حُباً
في ربوعِ الحياة بالإِجْمَاعِ!
فَتفيْضَ النفوسُ صَفْواً طَهُوراً
يَرسُم الحُبَّ.. بَسمةً مِن شُعاعِ
وتُضِيءُ الحياةُ عَبْر وِصالٍ
لنفوسٍ كَليْمَة الأضْلاعِ
ثم نَغْفو بِجَفْن حُلْم شَغُوفٍ
يَبْعثُ الدِّفْء فَوق كُل البقَاعِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :525  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.