(( كلمة الأستاذ محمد هاشم رشيد ))
|
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ محمد هاشم رشيد - رئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة - فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم.. |
- الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه أجمعين. |
- أيها الإخوة الأحبة: ما أجمل اللقيا في مثل هذا المكان ومع هذه الوجوه الطيبة النيرة؛ إن مجرد اللقاء بأرباب الفكر وأصحاب البيان متعة ما بعدها متعة، إنها تلاقح العقول وازدهار الأفئدة والوجدانات؛ فما بالكم أيها الإخوة إذا كان هذا اللقاء في حفل تكريم.. وتكريم شاعر من الشعراء المرموقين، الَّذين كان لهم دورهم المتميز في مسيرة الحركة الشعرية والأدبية في طيبة الطيبة. |
- إنني وأنا أبدأ هذه الكلمة لأرحب بشاعرنا الكبير: الأستاذ حسن صيرفي، ولا يفوتني إطلاقاً أن أرحب وأن أحيي، وأن أمد يد الحب والصداقة والعرفان بالجميل للأستاذ عبد المقصود خوجه، الَّذي عرف أقدار الرجال، وحتماً لا يعرف أقدار الرجال غير الرجال؛ إن الناس.. الفئة الموهوبة منهم هي التي تعرف الموهوبين، أما أولئك الَّذين يحاولون طمس المواهب ويحاولون وأدها فهم أبعد الناس عن الموهبة، وأبعد الناس عن النتاج الفكري والأدبي؛ على أي حال هذه مقدمة كان لا بد لي أن أتطرق إليها، لأبدأ الحديث عن الأستاذ حسن مصطفى الصيرفي. |
- الأستاذ حسن مصطفى الصيرفي - في الواقع - أديب متميز من أدباء طيبة الطيبة، كان من حسن طالعي - في الواقع - أن أتعرف عليه في بداية حياتي الأدبية، وكان لقاؤنا - في الواقع - لقاءاً يستلفت النظر؛ كنت في بداية حياتي الأدبية أجبن عن نشر شعري، وكنت أحاول – دائماً – أن أنشر بدون توقيع، ولكن الكثيرين من أصدقائي أصروا عليَّ أن أنشر شعري وأن أنشره باسمي الصريح؛ وكانت أول قصيدة لي في المنهل، كنت ماراً في تلك الليلة - بعد أن نشرت المنهل قصيدتي - أمام الدكان أو أمام المكتب الَّذي كان يقيم فيه الأستاذ حسن صيرفي، وفوجئت به وهو يقفز من الدكان ليحتضنني وليبارك لي هذه الخطوة الجريئة، وامتدت الصلة بيننا عمراً طويلاً من أروع الأعمار التي يعيشها الإنسان. |
- الأستاذ الصيرفي - في الواقع - من أبناء المدينة المنورة البررة وله اتجاهات كثيرة ومتعددة؛ فهو - إلى جانب كونه من الشعراء الأفذاذ - هو - أيضاً - من الكُتَّاب الَّذين يضعون الكلمة في موضعها الصحيح، والَّذين تحس في أسلوبهم أنه أسلوب متميز بالدقة والوضوح، وعدم الإسفاف؛ وهو - إلى جانب ذلك - له اهتمامات متعددة وقد تستغربون ذلك؛ فله اهتمامات في الطب، واهتمامات في الكيمياء، كما أنه من أمهر الصاغة في المدينة المنورة؛ وكل ذلك لم يمنعه من أن يكون شاعراً كبيراً وشاعراً مجيداً |
- وادي العقيق من أروع أودية المدينة ومن أجملها، عشنا معه ومع الأستاذ الصيرفي ومع فئة مختارة، وأكرر فئة مختارة من أبناء طيبة الطيبة، عشنا معه أجمل ليالي العمر، وعاش معنا العقيق مع الكثير من القصائد الوجدانية، ومع كثير من التحليقات الفنية في أجواء الحب والفن والجمال. |
- كنت أود - في الواقع - أن أتحدث عن بعض هذه الذكريات، فما أروع هذه الذكريات، ما أروع أن نجد مجموعة صغيرة من الشبان وهم يسيرون في منتصف الليل – أو بعد منتصف الليل - على شاطئ صخري مجهول لا يربطه بالعمران - في ذلك الوقت أي قبل حوالي ثلاثين أو أربعين سنة - لا يربطه أي رابط بالعمران؛ ومع ذلك فهم يسيرون على ضوء القمر وعلى حواف هذا الشاطئ الجميل؛ لينتقلوا من منطقة إلى منطقة وليستمتعوا بهذا الجمال الباهر. |
- كثيراً ما كنا أنا والصديق الصيرفي، والأستاذ محمد عامر رميح، والدكتور الخطراوي، والأستاذ محمد صالح، والأستاذ عبد العزيز الربيع، وكثيرون جداً من أبناء المدينة.. كثيراً ما كنا نتجول أمام العقيق، وكثيراً ما كنا نبث أشجاننا وأشواقنا وأحلامنا، ونبث ما في قلوبنا من أشواق وما في نفوسنا من حنين. |
- كنت أتمنى - في الواقع - أن أتحدث عن هذه الذكريات، لكني أفضل أن أرجئ الحديث عن هذه الذكريات لنستمع إلى بقية الإخوة، الَّذين سيرحبون بالأستاذ الصيرفي والَّذين سيتحدثون عنه، ولكني - مع ذلك - أريد أن أؤكد بأن الأستاذ الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه من أروع ومن أندر المثل التي عرفتها من الرجال؛ ذلك أنه رجل يحس بقيمة الكلمة ويحس بقيمة العظمة، ولن يحس بقيمة الكلمة ولن يحس بقيمة العظمة إلاَّ إنسان موهوب؛ أتيحت له القدرة على أن يعبر بالكلمة الموحية، وأتيحت له الفرصة على أن يكون ذا شخصية متميزة متفردة. |
- أعتذر أيها الإخوة لأترك المجال للآخرين، وشكراً جزيلاً. |
|
|