شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق الدكتور العفيفي على كلمة الدكتور المعطاني ))
وعلق الدكتور العفيفي على كلمة الدكتور المعطاني فقال:
- بكل المحبة وبكل سرور كما قال أخونا الدكتور المعطاني هناك مذاهب ومذاهب لا حصر لها، لكن الرومانسية مذهب مفروغ منه، والكلاسيكية مذهب مفروغ منه، التاريخ عندما تسمع قصيدة تتحدث أبياتها عن كبار الحوادث في وادي النيل، ماذا نقول عنها؟ لا يمكن إلاَّ أن تقول: إنها تاريخ لمصر؛ وعندما تسمع قصيدة العمرية لحافظ ماذا تقول عنها؟ لا يمكن إلاَّ أن تقول عنها: إنها قصيدة تاريخ لعمر بن الخطاب؛ كذلك عندما قلت عن قصيدة حوار مع التاريخ إن الشاعر تحدث في القصيدة عن هولاكو وعن غزواته للإسلام وللمسلمين، وتحدث - أيضاً - عن القدس وعن ضياع القدس، ماذا تقول عن هذا إلاَّ أنها فعلاً من صلب التاريخ؟ هل لدينا تاريخ أكثر من القدس يا أخي؟ هل لدينا تاريخ أكثر من ضياع لبنان؟ هل لدينا تاريخ أكثر من أفغانستان وما يجري فيها؟
- وقد قلت: إن هناك نقاطاً لا يتسع الوقت لشرحها، فإذا أراد الدكتور أن أضرب له أمثلة بما يقال في صميم الرومانسية - كمذهب غربي وكمذهب عربي أيضاً - فنحن عرفنا الرومانسية قبل أن يعرفها الغربيون، ولكن نحن العرب لدينا إحساس بالضعف، وإحساس بالتخلف، إحساس يجعلنا نحمل مفهوماتنا الحديثة وننسبها للغرب، كي نجد عند بعض الناس سوقاً لكلامنا، هذا شيء.. بل هو أمر لا أؤمن به إطلاقاً، فكلامنا حقيقة فيه رومانسية، وفيه إبداعية، وفيه جري وراء الطبيعة، وفيه جري وراء الحب، وفيه نوع من العزلة.
- هذا هو المذهب الرومانسي، مليء من العصر الجاهلي إلى اليوم.. عندما نأتي إلى الكلاسيكية بمعنى المحافظة وبمعنى التقليد صحيح، فالشيخ العبيد عنده محافظة، وفي ديوانه: "فجر الأمة العربية" وهو في الحقيقة.. "فجر حياته هو" فيه رومانسية بمعنى الكلمة، فقد تكلم عن الحب بكل مقاييسه، وتكلم عن الطبيعة بكل أبعادها، وتكلم عن الهروب من الناس ومن أدران الحياة.. و.. و.. إلى آخره..
- وهذا هو معنى مفهوم كلمة الرومانسية، ومفهوم كلمة المحافظة، ومفهوم كلمة حتى الرمزية أيضاً لديه، وحتى السريالية، ولو أني لم أعثر لديه على السريالية، ولكنِّي أتيت بكل هذه الأشياء.. ولدي أكثر من شاهد فيها، ولكن نظراً لضيق الوقت فقد فضلت أن أعطي المحتفى به فرصته.
- وكما قلت: فإن لدي مئة صفحة عن دراسة شعر الشيخ العبيد، ولا يمكن أن يتخيل إنسان أن ناقداً يقوم بدراسة ديوان شاعر لا يتطرق إلى جانب اللفظ، وإلى جانب المعاني، وإلى جانب الأفكار الجديدة، وإلى جانب الموثقة عنده - إذا كانت لديه - إلى جانب الإيقاع الشعري، إلى جانب المعاني، إلى جانب الخيال، إلى جانب الصورة، كل هذا موجود في هذه الدراسة؛ وقلت: إذا أتيحت لي فرصة - مستقبلاً - أو على الأقل سأحاول نشرها - إن شاء الله - بواسطة النادي الأدبي؛ وستكون يا أخي العزيز أول من سيهدى إليه نسخة، وساعتها أحب أن أسمع رأيك الصريح عندما تقرأ وهل هناك فعلاً تاريخ أو ليس هناك تاريخ؟.
- عندما نتحدث الآن - مثلاً - ونقول: أدبيات البترول.. ما هي أدبيات البترول؟ البترول خلق موجة تطور في هذا البلد المضياف الكريم، ولكن ما الَّذي سيوحي لنا ذلك؟ لا بد أن هذا سيوحي لي بمنظور في الناحية الاجتماعية، وفي الناحية الاقتصادية، وفي الناحية الشكلية، وفي الناحية كذا وكذا.. إلى آخره.. حينئذ يمكنني أن أربط بين التاريخ وبين الشعر وأربط بين الاجتماع وبين الشعر؛ كما أربط بين المدح وبين الشخص الممدوح، وأربط بين الرثاء وبين الميت، وبين كذا وبين كذا.. فعندما أربط بين شاعر وبين التاريخ فلا بد أن يكون هناك منظور تاريخي، حدث ووقع - فعلاً - للأمة الإسلامية أو للأمة العربية على الأقل، فأنا قلت: أستشهد بقصيدة واحدة، وإلاَّ.. فلديه أربع قصائد أخر في صميم التاريخ - فعلاً - لاتقل عن كبرى حوادث النيل، عن عمرية حافظ، عن أحمدية عبد المطلب..
- وفي الحجاز هنا شاعر عمل ملحمة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من مبدئه إلى منتهاه، وأظنه معالي الأستاذ حسين عرب، وقد تناول غزوات الرسول من بدر إلى أحد إلى فتح مكة، إلى آخرها.. وكلها حوادث تاريخية ولا أدري هل تسرب إلى قلب الأستاذ عبد الله المعطاني شيء من الاقتناع أم ما زال يحمل شيئاً!!؟ إذاً فلينتظر حتى نوافيه بهذه الدراسة عند طباعتها - إن شاء الله - وشكراً للدكتورين: الدكتور القحطاني والدكتور عبد الله المعطاني.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :623  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.