شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سماحة الشيخ الدكتور محمد علي جوزو مفتي جبل لبنان ))
ثم أعطيت الكلمة لسماحة مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي جوزو فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
- فقد أسعدني أن أشارك في هذه الليلة الطيبة المباركة مع أخوة كرام، من أدباء وشعراء وأساتذة، يمثلون الوجه الأدبي لهذا البلد الطيب، والَّذي يهمني هو أن أقدِّر هذا الَّذي أراه في المملكة اليوم، ذلك أن تكريم الأديب - أو تكريم الشاعر - هو تكريم للكلمة، وأي بلد أولى من هذا البلد من تكريم الكلمة، لأن الكلمة كانت حياته كانت تاريخه، كانت حضارته، هذه الكلمة التي أنزلها الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم فغيرت وجه العالم: ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبةً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون صدق الله العظيم.
- هذه الشجرة الضاربة الجذور في الأرض القوية تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
- وها نحن نعيش مع أديب عصامي كون نفسه بنفسه، وهذا عمل كبير لا شك أنه يستحق منا التقدير والتكريم، ومهما قيل في شعره فهو شعر عبر عن نفس صاحبه، وعبر عن المعاني التي تعتلج في نفسه وفي صدره، ولقد أثارني ما تحدث في شعره عن لبنان.
- لبنان هذا البلد المنسي عند العرب، لبنان يا أخي لم يشهد حرباً أهلية كما يظن الناس، بل شهد لبنان حرباً عن العرب جميعاً، هي حرب مع إسرائيل؛ نحن عندما نشبت الحرب على أرضنا كان ذلك بسبب ترحيبنا واستقبالنا للثورة الفلسطينية إلى أرضنا؛ أردنا أن نقف إلى جانب هذه القضية الكبرى.. قضية الأمة، وانطلقنا بكل ما عندنا من إيمان ومن صدق، نقف وراء هذه القضية، ونجاهد مع إخواننا بكل ما استطعنا وبكل ما لدينا، وكانت النتيجة، أن دخلت عوامل كثيرة في إفساد الأمر، هذه العوامل منها العربي ومنها الأجنبي؛ ولقد كان الفساد العربي أكثر.. لأن بعض الدول العربية أرادت أن تتاجر بالقضية الفلسطينية.. فتاجرت بها على حسابنا، وعلى حساب شعبنا، وعلى حساب الشعب الفلسطيني، وعلى حساب الأمة العربية جمعاء، نحن ضحية ولم نكن يوماً ما لنتقاتل فيما بيننا، لولا هذا التدخل الخارجي الَّذي أفسد كل شيء في لبنان، وضاعت القضية الفلسطينية على يد بعض العرب أكثر مما ضاعت على يد إسرائيل.
- يا أخوتي: أريد أن أكرر تقديري لصاحب هذه الدار الَّذي دعانا اليوم لنشارك في هذه المناسبة الطيبة، الشيخ عبد المقصود خوجه - بارك الله به - لأنه أحب الأدب والأدباء والشعر والشعراء، وأحب العلم وأهله، فكانت هذه الاثنينية التي أشارك فيها لأول مرة، وكم سعدت وأنا أشارك هؤلاء الأخوة الكرام بهذه المناسبة الطيبة، وسعدت أيضاً بأن أرى هذه النهضة الأدبية الثقافية في المملكة.
- هناك نهضة بيِّنة واضحة شاركت منذ مدة في مهرجان الجنادريَّة، ولقد أعجبني من الشعب السعودي - من شبابه من أساتذته - هذا الإقبال على الندوات الفكرية المنفتحة، التي دار الحوار فيها بكل صدق وبكل جُرأة، ونوقشت قضايا الأمة بإخلاص متناهٍ؛ ولقد شاركت في أكثر من مناسبة ورأيت هذه النهضة تمتد وتتسع، فبورك للمملكة نهضتها هذه.
 
- فهذا بلد الإسلام.. بلد القرآن، القرآن الَّذي تأدبنا جميعاً على تأديته، والَّذي تعلمنا جميعاً لغتنا وفصاحتنا وعلمنا من خلال آياته التي لو تدبرناها - كما يجب - لاستطعنا أن نحوّل التاريخ وأن نغير التاريخ كما غيره أسلافنا الَّذين حملوا القرآن في قلوبهم، وحملوا السيوف في أيديهم، وجاهدوا في الله خير جهاده: إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون.
 
- هذه لغة القرآن.. لغة العرب التي كرمنا الله بها، وعلينا أن نكرم الأدباء الإسلاميين الَّذين يحملون في قلوبهم آداب اللغة العربية الإسلامية، وأن نكرم كل إنسان عمل من أجل إعلاء كلمة الله في هذا البلد.. وفي غير هذا البلد، إن التكريم للإنسان في حياته شيء عظيم، ولذلك يحلو للأديب أن يرى أثر عمله بين الناس ويحلو له أن يسمع - أيضاً - أنه أديب خدم أمته وقدم لها شيئاً يستحق عليه التقدير.
 
- فشكراً للذي هيأ لنا هذه الليلة الطيبة، وشكراً للمحتفى به الَّذي أسمعنا، ولذلك أريد أن أكرر تقديري له، لأنه تذكر لبنان وكتب كتاباً عن بيروت، وأرجو أن يكون قد زار بيروت، وأن تعود بيروت إلى سابق عهدها، بلداً مضيافاً يستقبل أهل هذا البلد بالتكريم والتقدير، وأن يعود الأمن والاستقرار إلى لبنان، وأن يكون لبنان الميدان الثقافي الَّذي عرفناه من قبل، والَّذي يحبه كل عربي يحب الأدب وأهله؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :534  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.