شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي - الجزء الخامس - تأريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والإجتماع والعمران
 
تمهيد
كان الترك قبائل رحلاً وكانت بلادهم تمتد من شمال الصين إلى البحر الأسود ومن سيبريا ومنغوليا إلى الهند وإيران وهي المقاطعة التي نسميها اليوم تركستان. ومن أشهر قبائلهم في عهد العباسيين فيما وراء النهر السعد والفراعنة والأشروسة وأهل الشاش ويقال لها اليوم ((طاشقند)).
وقد اتصل الإسلام بهذه القبائل في عهد الأمويين على أثر فتح بخارى وسمرقند، فقد غزتهم جيوش المسلمين ثم صالحتهم على أموال.
وفي عهد العباسيين شرعت بعض قبائلهم تهاجر إلى غربي آسيا وتتصل بحواضر المسلمين فاستخدمهم المعتصم العباسي لحراسته وكان أول من استخدمهم. ثم توسع الخلفاء بعده في استخدامهم في الجيوش المحاربة فأبدوا من الكفاءة والتفاني ما ميزهم على كثير من المحاربين.. والمهاجرون من شظف العيش وقسوته في جميع ميادين الحياة يتفانون في مواطن هجرتهم في سبيل ما يعملون حتى يصبح التفاني عادة أصيلة فيهم ومن ثم يدفعهم ذلك إلى التبرير فيما يتفانون فيه.. وقد شهدنا في العصور الأخيرة بعض المغاربة المهاجرين إلى الآستانة يستخدمهم بعض السلاطين لحراسته الخاصة فيتفانون في خدمته كما شهدنا مهاجري أفريقيا الجنوبية يتولون حراسة أشراف مكة ومنهم بعض العبيد فيخلصون لأوليائهم ويتفانون في حراستهم.
وقد هيأ هذا التفاني الأتراك لمناصب كبيرة في جيوش المسلمين واستطاعت طوائف كالسلاجقة التحكم في مقدرات الخلافة في بغداد، كما استطاعت بعض طوائفهم تأسيس حكومات لهم في أقطار الإسلام كمماليك الأتراك والشراكسة في مصر والعثمانيين في الأناضول ثم في بلاد الروم.

تخطيط تقريبي

خريطة تركستان الشرقية

وأتراك بني عثمان من بعض هذه القبائل وكانوا قد نزلوا بالقرب من الأناضول فصادفهم جيش من أتراك السلاجقة ينازل التتار فتقدموا متطوعين لنصرة السلاجقة حتى رجحت كفتهم فأراد سلطان السلجوقيين أن يكافئهم على صنيعهم فأقطع أميرهم ((أرطغرل)) أرضاً ينزلها في الأناضول ويبني لأتباعه إمارة فيها.
وخلف أرطغرل ابنه عثمان الذي وسع أطرافها وأعلن استقلالها في عام 699 وخلف عثمان في إمارته المستقلة سلاطين توسعوا في فتح البلاد أشهرهم بايزيد بن مراد (791هـ) الذي أخذ يعيد إلى المسلمين ودول الشرق المنكوب بعض هيبتهم خصوصاً بعد انتصاره على الجيوش الصليبية المتحدة من دول أوروبا في واقعة نيكولي مما جعل العرب وحكوماتهم في دول الإسلام يعتبرون انتصاراته ظفراً لهم وكسباً جديداً للإسلام حتى أن مماليك الشراكسة في مصر احتفوا بأخبار انتصاراته وكتب الخليفة العباسي المنصوب عندهم في القاهرة يهنئه ويمنحه لقب سلطان الروم.
ولما حمل تيمورلنك على السلطان بايزيد واستطاع أن يأسره في عام 804هـ شعر العثمانيون أن الشراكسة في مصر ظاهروا تيمورلنك في حركاته واستغلوا فرصة انكسار بايزيد فضموا بعض ممتلكاته إليهم فأسر العثمانيون ذلك لهم وأضمروا لهم الشر.
واستطاع العثمانيون أن ينهضوا من كبوتهم ويستأنفوا جهادهم واستطاع محمد الثاني فاتح القسطنطينية أن يتوسع في فتوحاته ثم خلفه في الفتوحات بايزيد بن محمد ثم السلطان سليم الذي استطاع أن يدك الممالك وأن يدفع جيوشه إلى بلاد الشراكسة فينتقم لآبائه منهم وأن يستولي على مصر في أواخر عام 922 فيقضي على حكومتهم فيها.
واجتمع في مصر بالخليفة العباسي الذي كان يعيش في كنف الشراكسة ولا يملك من الخلافة إلاّ اسمها وهو ((المتوكل على الله)) فطلب إليه أن يتنازل له عن الخلافة ففعل وبذلك كان سليم أول خليفة لقب بأمير المؤمنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :522  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.