شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 21 -
يا ساعياً خَلفَ الرِّيالِ بمقلةٍ
ولهى وقلبٍ جائعٍ ظمآنِ
المالُ في نظرِ الكريمِ وسيلةٌ
- لا غايةٌ - للخيرِ والإِحسانِ
كم مُعدَمٍ يُرجى نداه ومُوسرٍ
ترتدّ عنه العينُ بالخُذلانِ
فابسطْ يمينَك للمُروءةِ والندى
وأحِطْ غناكَ بِرْقيةِ الشُّكرانِ
لا خيرَ في الدينار يمسخُ ربَّه
ويَحُطُّه من مُستوى الإِنسانِ
* * *
- 22 -
ما حيلتي بأخٍ أَذبُّ عن اسمِهِ
فينالُني بالطعنِ والتَّشهيرِ
أُخفي مساوِئَهُ فيرميني بها
وأُجلِّهُ فَيَلِجُّ في تحقيري
ضاقتْ به نفسي، فهل مِن نجوةٍ
منه، وحارَ بأمرِه تفكيري
لا الحلمُ يَلهمُه الصَّوابَ، ولا أَنا
أحتاطُ للتكشيرِ بالتكشيرِ
إن لُذتُ بالحُسنى تَمادى في الأَذى
وإذا غضبتُ أَبى عليَّ ضميري
* * *
- 23 -
وطني! وما وطني سوى أُهزوجةٍ
يحدو بها الحادي ويَشدو الشَّادي
أغلبتُ إلاَّ عندَ ذكرِكَ مَدمعي
وحَبَسْتُ إلاَّ عن هَواك فُؤادي
روحي وما مَلَكتْ يداي بغفوةٍ
شعريةٍ في ظلِّ أكرمِ وادِ
ماتتْ على شَفتيَّ أَنغامُ الصِّبا
وكَبَا بمضمارِ الرَّجَاءِ جَوادي
لمْ يَبْقَ مِن أَمسي ومِن أَحلامِهِ
بالعوْد إِلاَّ أَن تَكونَ وِسادي
* * *
- 24 -
قالوا الأميرُ! فقلتُ لستُ بلاثمٍ
أذيالَهُ فتملَّقُوه والثُموا
أَوليسَ مثلي من تُرابٍ تافهٍ
فعلامَ أَجثو دونَه وأُسلِّمُ!
المرءُ بالأخلاقِ لا بثرائِهِ
وبجاهِهِ. بئسَ الثراءُ الدِّرْهَمُ
عَزَّ القويُّ بضعْفِنَا وخمُولِنا
لولا خنوعُ الشاةِ هَان الضَيْغمُ
عارٌ عليك إِذا استكَنتَ لمُجرمٍ
فإِذا هَتفتَ له فَعَارُكَ أَعظمُ
* * *
- 25 -
يا من يعمّي بالطلاسِم شِعرَه
ويح القوافي من فتاها الثائرِ!
ضلَّتْ بمنطِقِكَ الغريبِ عقولُنا
وتناهبَتنا فيك دَهشةُ حائرِ
الأَقربونَ – وقد نهكتَ نفوسَهم –
أَولى بعطفِك من غريبٍ عَابرِ
أَيشُقُّ نورُ الشمسِ كُلَّ دُجُنَّةٍ
وتظلُّ تخبِطُ في الظَّلامِ العَاكِر؟
إِن كان هَذا الهذرُ شِعراً باقياً
فالأَبلهُ المعتوهُ أبْلَغُ شاعرِ
* * *
- 26 -
يا من يَعيبُ عليَّ أَنيَ كافرٌ
بحضارةٍ وشَّى الخِداعُ ثيابَها
بيني وبينَك في الشعورِ مَفاوزٌ
غمرَ الضبابُ وهِادَها وهِضابَها
إنْ يجْنِ من هذي الحضارةِ غيرُنا
شهداً فإنَّا قد جَنينا صَابَها
ولئن زهتْ بعضُ النُّحورِ بِتبرِها
فلقد رويْنا بِالدماءِ تُرابَها
والحرُّ يعتبرُ السُّجونَ مَقابراً
دكناءَ مهما زَخرفوا أَبوابها
* * *
- 27 -
ماذا أَقولُ لِمَنْ يُشاهِدُ أَهلَه
في مِحنة فيغضّ من نَظراتِهِ؟
حتى إِذا عثرَ الغريبُ بشوكةٍ
فاضتْ مآقيهِ على وَجَناتِهِ
يا كافرين بمهدِكم ردُّوا له
هذي المدامعَ فهْي بعضُ هِباتِهِ
النارُ تنهشُهُ وأَنتم نُوَّمٌ
عن شَجْوِهِ، لاهُونَ عن غصّاتِهِ
هيهات يحترمُ الغريبُ مُؤاسياً
لا يُرتَجى لأخيه في نكباتِهِ
* * *
- 28 -
قلْ للذين يُفاخرونَ بمالِهِم
بئسَ الغِنى إنْ لم تزِنْه زَكاةُ
لم تَضحكوا إِلاَّ لأَنَّ سواكُمُ
تكويه في ضَرَّائِهِ العَبراتُ
اللهُ أَوصى بالضعيفِ ولم تَزلْ
بحقوقِهِ تَتَرَدَّدُ الآياتُ
فإِذا قبضتمْ كفَّكم عن جائعٍ
عافٍ، فأنتم مُجرمون جُناةُ
أمّا الفقيرُ المستمدُّ عطَاءكم
فدموعُه في وجهِكم صَفَعاتُ
* * *
- 29 -
أَحسنْ بصاحبِكَ الظنونَ وإِن يَكُنْ
يُحصي عليك تَوافهَ الأخطاءِ
وانظرْ إليه – إِذا دَعتهُ نفسُه
للنيلِ منكَ – بمقلةٍ عَمياءِ
الحِلمُ من نعمِ السماءِ . . ولا تخفْ
شتانَ بين مسامحٍ ومراءِ
كم ريبةٍ قطعتْ عهودَ صداقةٍ
ثبتتْ على السرَّاءِ والضرَّاءِ
ولكم جعلتَ بحسنِ ظنِّكَ صاحباً
من كنتَ تحسَبُهُ من الأَعداءِ
* * *
- 30 -
يا مَن يُفاخرُني بِرِفعةِ أَصلِهِ
أو ليسَ تجمعُنا بآدمَ ساحُ؟
هذي عصافيرُ الرِّياضِ تباينتْ
شكلاً، ولمَّتْ شملَها الأدواحُ
كم ذا تمنّ عليك أنكَ من أبٍ
تَرْنو له الأَعناقُ والأرواحُ
لو كنتَ تعرفُ مَحتدي لحسدَتني
لكن جَهِلتَ، فما عليكَ جُناحُ
جَدّي إِذا انبرتِ الفضائلُ عاملٌ
وأبي إذا افتخرَ الورى فَلاَّحُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :842  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 397 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.