شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 31 -
شنَّ الدَّعيُّ على قريضي غَارةً
شَعواءَ غذَّاهَا خيالٌ قَاصرُ
فسكتُّ عنهُ عِفّةً وكرامةً
أَيخافُ مثلي هذْرَه ويُحاذِرُ؟
حوّلتُ عنه ناظري وعذرتُهُ
لو كان يشفيهِ سُكوتٌ عَاذرُ
من لا تحرِّكُه العواصفُ ما عتتْ
هيهات يقصِفُهُ نسيمٌ عابرُ
الحمدُ للهِ الكريمِ فإِنني
أَيقنتُ بعدَ الشَّكِ أَنيَ شَاعرُ
* * *
- 32 -
يا ربِّ خلِّصْ أُمَّتي من زُمرةٍ
تمتصُّ أَتعابَ الفقيرِ العَامِلِ
شادتْ على شرفِ الأُصولِ زَعامةً
جَوفاءَ تحميها سِياطُ الباطلِ
تلهو بآمالِ الضَعيفِ وتدَّعي
بوقَاحة حُبَّ الضعيفِ الآملِ
إن يدعُها داعي الرَّذَِيلةِ هَرولتْ
وإِذا دَعاها المجدًُ فهْي بشاغلِ
تمشي بفاجعةِ القتيلِ حزينةً
وبسعيها ارتفعتْ يمينُ القاتلِ
* * *
- 33 -
يا مَن يُربّي بالعصا – أولاده –
ساءت عصَاك مربياً ومؤدِّبـا
يتمرّدُ السنّورُ إِنْ عاملتَه
بشراسةٍ وتثير فيه العقربـا
البيتُ مدرسةٌ تُحَبُّ وتُشتهى
ما كان راعيها رضيّاً طيِّبـا
فاسْهَرْ على ابنِك واصلاً حسناتِه
وازجرْه بالحُسنى إِذا هو أذْنَبـا
ما دمتَ تَضرِبه ضعيفاً قاصراً
جزاكَ بالأَنكى قوياً أَغلبـا
* * *
- 34 -
مالي أَجورُ على الأنامِ مُعنِّفاً
وأَنا – وإِنْ برَّأتُ نفسيَ – منهمُ
إنّا لَيَجمعُنا لِسانٌ واحدٌ
فعَلامَ إنْ خاطبتُهم لم يفهموا؟
ربَّاهُ إِنيِّ قد رَزحتُ بِحَيْرَتي
أأنا الذي ضلَّ الحقيقةَ أم همُ
إن كنتُ من رَكبِ الضلالةِ فاهدني
يجدُ السبيلَ إِليكَ عقلٌ مُظلمُ
أو كنتُ في كَنَفِ الرَّشادِ فاهْدهمْ
من شذَّ عن رأي الجماعةِ منهم
* * *
- 35 -
فارقتَ أَهلَك والصِّحابَ ومَوطِناً
فارقتَ فيه السَّعْدَ إذُ فارقْتَهُ
أَغرتْك في الأُفُقِ البعيدِ بَهارجٌ
بَرَّاقةٌ وَهَّاجةٌ فقصدتَهُ
وسعيتَ في طلبِ النُّضارِ بِهمّةٍ
قَعَسا فلو رقيَ النجومَ تَبِعتَه
فجمعتَ بعدَ الكدِّ والتقتير مَا
يَكفيكَ أَجيالاً، ولو بذّرتَه
لكنْ بِربِّك هل جنيتَ سِوى الأَذى
والهمَّ من هذا الذي جمَّعتَه؟
* * *
- 36 -
شَلَّتُ تكاليفُ التجارةِ خَاطري
وعدتْ على أحلاميَ الأَرقامُ
وتحجَّر القلبُ الذي رَقصتْ على
أَوتارِه الآمالُ والآلامُ
هذي الحياةُ بقضِّها وقَضِيضِها
عِبْءٌ تنوءُ بِحَملِه الأَجسامُ
يا حاسدي هلاَّ رثيتَ لشاعرٍ
تجري بِمَا لا يشْتهي الأيامُ؟
خذْ كلَّ ما ملكتْ يدايَ وردَّ لي
عَهداً تُوشِّي دَربَهُ الأحلامُ
* * *
- 37 -
بعدَ اللُّتّيا ضاع حقي بينكم
يا ليتني فارقتُكم بعدَ التي. . .
لم نَتَّفِقْ رأياً وأحسبُ أنَّنا
لن نلتقي في خُصلةٍ أو حُلَّةٍ
تحظى بِصدرٍ واسعٍ زلاتُكم
وتهيجُ ثورَتَكم توافهُ زَلَّتي
المالُ غَلتكم وبئسَ المُقْتنى
والشعرُ مُذْ فتَّحتُ عيني غَلَّتي
إن كانَ لا مَنجَى، فيا ربِّ اشفِهِمْ
من دائِهمْ، أو فاشفني من علتي
* * *
- 38 -
ثَارتْ علي نُصُبِ الشَّهيدِ نيابةٌ
تحيا من الأوهام في أغلالِ
تختالُ في الزِّيِّ الجديدِ وعقلُها
مازالَ يَخبطُ في القديم البالي
نخِرتْ جراثيمُ التَّعصبِ روحَها
تَباً لداءٍ في النفوسِ عُضالِ
واضيعةَ الأبطالِ في شعبٍ يرى
غولَ المنيَّةِ في ثرى الأَبطالِ
* * *
- 39 -
يا حاملينَ على القديم يقودُهم
وهمٌ يمتُّ إِلى العمى وغرورُ
ليس الجديدُ ركاكةً وسخافةً
إِنَّ الجديدَ فصاحةُ وشعورُ
طَلَعَ الصَّباحُ على الرُّبى فهربتُمُ
باللهِ لِمْ لَمْ يهربِ الشحرورُ؟
لا تحسبوا التَّزمير يبني شُهرةً
كم شهرةٍ أَودى بها التزمير
لو خلّدتُ الرُّطانةِ خاملاً
ما مات شاعرُكم وعاشَ "جريرُ"
* * *
- 40 -
مهما اغتنيت فصاحةً وثقافةً
يا بني نصحتُك لا تكنْ ثرثارا
لم يَرتفعْ قدرُ النُّضارِ لو أنَّه
داني الجنى يتسوَّلُ الأنظارا
قد يحملُ السُّمارُ هَذرَك مَرةً
لكنَّهم لن يحملُوكِ مِرارا
فاستأنِ والتزِم البسَاطةَ إِنْ تَكنْ
في مجلس، وتجنّب الإِكثارا
خيرٌ إذا قالوا استَزَرْنا أخرساً
مِن أَن يقولوا ليتَه ما زارا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :724  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 398 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.