شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 11 -
هلاّ سكتَّ عن البخيلِ فليسَ في
وُسعِ الثُّمالةِ أَن تفيضَ غديرا
سيّانَ في نظرِ الحياةِ مُقتّرٌ
ومبذِّرٌ يَهَبُ الأُلوفَ قَريرا
كلٌّ يؤدّي في الوجودِ رسالةً
وإنِ اختلفنا منهجاً وَمَصيرا
يمشي الفقيرُ إلى الغنيِّ بحاجةٍ
ولربّما احتاج الغنيُّ فَقيرا
إِني لأقرأُ في الشِّتاءِ قصيدةً
غَضبى يُفسِّرُهَا الربيعُ عبيرا
* * *
- 12 -
قالوا الجديدُ، فقلتُ دعوى مُفلسٍ
كابٍ يرقّعُ عَيَّهُ بشرُودِه
الشعرُ ما هزَّ النفوسَ بسحرِهِ
لا فرقَ بين قديمِهِ وجديدِهِ
أَوَ كُلَّمَا نَشرَ الدعيُّ سَخَافةً
هتفَ البُغاثُ لمعجزاتِ نشيدِهِ؟
يا واغلينَ على القريضِ ضجيجُكم
ملأَ الفَضَاءَ فأَين بيتُ قصيدِهِ؟
إنْ كانَ هذا الهذرُ عُدَّتَكم، فيا
خجلَ الجديدِ ويا هوانَ جنودِهِ!
* * *
- 13 -
ما للذين أَذودُ عن أَعراضِهم
وأَذبُّ عنهم باللسانِ وباليد
يتواطؤونَ عليَّ في خَلَواتِهِمْ
ويُعرِّضُونَ بِسُمعتي وبِمَحْتَدي
يا من خُدعتُ بلُطفِهِم لا تحذروا
أَنا لا أُقابلُ بالعداءِ المعتدي
قلبي مباحٌ للضيوفِ ومُهجتي
بشّاشةٌ لمغرِّدٍ ومعربدِ
أنفقتُ أَمسي في الدِّفاعِ عن اسمِكُمْ
ماذا عليَّ إِذا وهبتُكُمُ غَدي؟
* * *
– 14 –
قالوا التجارةُ لا تَليقُ بشاعرٍ
زَاهي الأماني زَاهِرِ الآمالِ
فأجَبْتُهم لكنها ما استعبدتْ
فكري، ولا هاضتْ جَناحَ خَيالي
هيهات أَطمعُ بالثَّراءِ، وثَروتي
ذكرٌ أتيهُ به عَلى الأَجيالِ
أنا كالهزارِ يعيشُ رغمَ إسارِهِ
بين الرُّبى والسَّهلِ والأَدغالِ
الشعرُ يَبرأُ والعُلى من شَاعِرٍ
يطوي رِسالتَه لأجلِ المالِ
* * *
- 15 -
ما هذه الفَوضى تَهُدُّ كِيانَكم
وتَعيثُ في حَرَمِ الجُدودِ فَسادا؟
يا قائمينَ على شُؤونِ بلادِكم
ساءَ الغرورُ مطيَّةً وعتادا
أَتُقاتِلونُ على السَّفاسِفِ بعضَكم
وعدوُّكُم في أَرضِكم يتهادى؟
دَجَتِ الطَّرِيقُ فوَحِّدوا آراءكم
لولا التنابذُ كُنتمُ أسيادا
رُدُّوا أَذى صهيونَ ثم تقاسموا
هذي الضحيَّةَ أَمةً وبلادا
* * *
- 16 -
اِجهرْ بحقِّكَ إِنْ تكن ذا حُجّةٍ
فإِذا عييتَ فإن صَمتَك أجدرُ
يحلو البِناءُ بِشكلِهِ ورِياشِهِ
لا بالأَساسِ فإِنَّه لا يَظهرُ
حقُ الغبي أَعزُّ منه باطلٌ
يحميه رأَيٌ في الشدائدِ نيِّر
والسيف في كفِّ الكفيفِ يفلّه
عودٌ يجرّده غلامٌ مُبْصِرُ
ماذا يفيدُك إِنَّ حَقَّكَ ظاهرٌ
وفضاكَ محدودٌ وعقلَك أَعورُ؟
* * *
- 17 -
ماذا جنيتُ لأستحقَّ عَداءَه
وينالَ من أَدبي ومن عَليائي
أَلأنني أَشدوا فيطربُ سَامعٌ
وأَصولُ ضِرغامَاً فيُعجبُ رائي؟
يا شاتمي مَا أَنت أَولُ واهمٍ
إِني سأَرفعُ شأنَه بهِجائي
ما كان أَقربَ غايتي لو أنني
قيَّدتُ في أُفقِ الغرابِ رَجائي
لا تتعبنَّ فقدْ حبستُ لواذعي
إلاَّ عن الأَنداد والأَكفاءِ
* * *
- 18 -
يا مَن يَمُنَّ على الصَّديقِ بودِّهِ
إٍني لأَشعرُ أَنَّ وُدَّكَ كاذبُ
لو كنتَ مَحمودَ السريرةِ لم تَنَلْ
بالغَمزِ صاحِبَكَ الذي هو غائبُ
حاسبْ ضميرَك قبل أَن تغتابَه
كم تابَ زنديقٌ وزندقَ راهبُ
بعضًُ الصَّداقَةِ للدليلِ بحاجةٍ
والبعضُ يُفسدُه اللجاجُ الدائبُ
إني لأُوثر أنْ تُصارحني الأَذى
من أن تمُنَّ عليَّ أَنَّك صَاحبُ
* * *
- 19 -
قالوا تخافُ الموتَ؟ قلتُ أَخافُهُ
مهما تبرَّمَ بالحياةِ سوايا
أَوجدتُ في سوق النخاسة مُهْجَتي
حتى أجودَ بها بملءِ رضايا؟
يا مَن يَرى الدُّنيا سراباً كاذباً
دعْني أَبلُّ من السَّرابِ صَدايا
مُتْ أَنتَ إن كانَ المماتُ سعادةً
واتركُ عليَّ تعاستي وشَقَايَا
ما دامَ فيَّ من الشباب بقيةٌ
ماذا عليَّ إذا أَطعتُ هَوايا؟
* * *
- 20 -
ما في الزَّعامةِ إِن صَفتْ أهدافُها
وتنزَّهتْ أَغراضُها من بَاسِ
لكنْ إذا امَّسختُ مَطيةُ أَشعبٍ
فثمارُها للقاطفينَ مآسِ
يا من يُرشِّحُ للزعامةِ نفسَه
لا تركبنَّ مراكبَ الخنَّاسِ
بمكارِم الأَخلاقِ تبلغُ كلَّ ما
ترجُوه، لا بهراوةٍ ومداسِ
شرٌ من الفَوضى - على عِلاَّتِها -
شرعٌ يقوم على امتهان الناسِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1001  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 396 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .