شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"أيها الناس: أريد وطني"
[إلى كريم الأدب وأديب الكرم، الشيخ عبد المقصود خوجة]:
مثلما يتوغَّلُ مسمارٌ في خشبة..
أو جذر في لحم الأرض: أتوغَّلُ في
أودية الحنين..
أجوبُ بحاراً ما مرَّتْ في ذاكرة عصفور
أو السندباد.. لا على سفينةٍ في
بحرٍ.. ولكن:
على قدميَّ الحافيتين، متجهاً نحو الوطن!
لا تخافي الرحلة يا حبيبتي.. لأنكِ لو
خفت الرحيل نحو المدينة الفاضلة –
فإن فمي سيعلن الإِضراب عن القبلات..
وستعلن الحقول الإِضرابَ عن الخضرة..
والضفاف لن تعانق الموجة العاشقة..
وستعلن البراءةُ عصيانها على الطفولة!
فتفقد الحياة عذريتها، ويجفُّ عفاف الكبرياء..
ستنتحر الأغنية على شفة القيثار..،
والنخلُ سيبرأُ من أعذاقه.. فأَنْحني –
أنا الذي أريد أن أموت واقفاً كنخيل العراق!
* * *
الَّلهُمَّ اجعلني عشبة في وطني.. لا غابةً
في منفى..
اللهمَّ اجعلني ذرَّة رملٍ عربية، لا
نجمة في مدن الثلج والنحاس..
اللهمَّ اجعلني عُكَّازاً للضريرِ، لا
صولجاناً في يد قيصر بغداد..
اللهمَّ اجعلني شريطاً لضفيرة عاشقةٍ
قرويةٍ، لا سوطاً يحمله الجلاّد..
اللهمَّ اجعلني حصاناً خشبياً لطفلٍ يتيمٍ،
لا كوكبةً ذهبية على كتفٍ أثْقَلَتْه الخطايا..
فلقد أرهقتنا مهنة القتل، وهوايات المارقين..
ومن أجل ذلك: أعلنتُ تضامني مع
الحفاة، في حربهم العادلة ضد "المماليك"..
ومع البرتقالة ضدَّ القنبلة..
مع الأرجوحة ضد المشنقة.. ومع
أكواخ الفقراء ضدَّ حصون الطواغيت!
* * *
كما يشمُّ البَجَعُ رائحة أُنثاه عبر
السواحل النائية..
وكما يتأمل العاشق وجه المعشوق –
أتأمَّلُ وجهك النازف يا وطني.. وأشمُّ رائحة احتراقِكَ..
ومع ذلك: سأهتدي إليك، رغم دخان
الحرائق - فللعشاق قولب تبصر لا كالعيون!
أيها الناس: أريد وطني!
إن القيثار لا يعزف على نفسه..
والوردة لا ترحق عطرها..
فكيف سأغني إذا كنت مثقوب الحنجرة،
ويداي صادرهما الحرس الليلي –
عندما أخذوا وطني للاعتقال؟!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1274  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.