شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لقد أفصحت يا قلبي
إلى والدتي التي فُجِعَتْ بي، قبل أن أُفْجَع بها…
طَرَقَتْكَ لبنى؟ أَمْ دَعَتْكَ لميسُ
فالليلُ زِقٌّ.. والهمومُ كؤوسُ
يا مُطْعِماً للحزنِ صَفْوَةَ عمره
إنَّ الجراحَ إذا صَدَقْنَ: شموسُ
حَتَّام يُضْنيكَ العذابُ وَتَرْتَعي
ضَيْماً، وحتَّامَ العراقُ حَبيسُ؟
نَخَلَ الهوى قلبي، فما لعراقنا
في كل يومٍ "داحسٌ" و"بَسوسُ"؟
وَلَكَمْ نَهَضْتُ مع الصباح
مُؤَمِّلاً أنَ الذي أَبْصَرْتُهُ: كابوسُ!!
بغدادُ ما عادَتْ عروسَ عروبتي
وأخو الرذيلةِ في العراق عريسُ!
أَخْشَى على بغدادَ من دنسٍ، وما
عرفتْ مطاوَعَةَ اللئيمِ عروسُ!
"يـا بنتَ جعفر" كم صَرَخْتُ وراعني
أنَّ الذي سَمعَ الصُراخَ: غَلوسُ! (1)
تخشى قوافلنا خُطى ملاَّحِها
ويخافُ من غلوائِهِ الناموسُ!
وإذا تَسَيَّدَت البلادَ عصابةٌ
فالظلم دينٌ، والدماء: طقوسُ!
من أين للفجر الصَبوحِ شموسُهُ
إنْ حَدَّقَتْ نحوَ الظلامِ رؤوسُ؟
طَفَحَ الخَنا فَغَرِقْتِ يا ابنةَ جعفرٍ
وعلى حقولِكِ أَزْهَرَ التدليسُ!
عَتَبي على موجِ الفراتِ وَنَخْلِهِ
كيف اسْتكانَ فعاث فيهِ شَرُوس؟
آهٍ على زَمَنٍ تَعَثَّرَ فَجْرُهُ…
فاسْتَعْبَدَت أرضَ الأسودِ تِيُوسُ!
فإذا ابنُ طاهرةِ الثيابِ مُشرَّدٌ
وإذا ابنُ خالعةِ الإِزارِ رئيس!!
وإذا العراقُ مدينةٌ غَجَرِيةٌ
ومن المآذنِ يشهقُ الناقوسُ!
* * *
يا بنتَ سبعين التي عُكّازها
صدري، وأَحْداقي لها فانوسُ (2)
يا بنت سبعين اغْتَرَبْتُ لأنَّ ليْ
نسكي وقد ساسَ العراقَ مجوسُ
في الروح مئذنةٌ تُكَبِّر للهدى
وعلى فمي يتبارك التقديسُ
جَيَّشْتُ إيماني – وكان مُلازمي –
ما غَرَّني ثالوثُهُ "إبليسُ" (3)
زَعَمَ ابنُ عفلقَ أن دينَ محمدٍ (4)
لم يكتملْ.. إنَّ الدَّعِيَّ دَسيسُ
سَمَلَ الدروبَ، فلا الصباح يَشدُّنا
زهواً، ولا عرف المساءَ أنيسُ
ما للعراقِ اليومَ يَكْظِمُ غَيْظَهُ
والبغيُ في بيتِ الكماةِ جليسُ؟
نَسَجَ الأسى ثوباً لِعُرْيِ أرومةٍ
والنسجُ من كفِّ الخسيسِ: خَسيسُ
"تموزه" عارٌ على أعوامنا (5)
ويفوح من "نيسانه" التدنيسُ (6)
* * *
فَتَّشْتُ ذاكِرَتي وعهدَ طفولتي
هل عانَقَتْ صُبْحَ العراقِ شموسُ؟
وأَسِفْتُ لا حزناً على يُتْمِ الهوى
إني على حزنِ العراقِ تعيسُ
فَرَمَيْتُ أحلامي وكان يَشدُّني
في مقلتيَّ من الصباحِ رَسيسُ
من ها هنا "نجدٌ"؟ فَيَمَّمْتُ الخطى
وشميمها قنديليَ المأنوسُ
تمشي على أَثَري حقول طفولةٍ
وعلى الطريق هوادجٌ ونفوسُ
فَتَخَضَّبَتْ روحي بِمِسْكِ حجازها
فإذا بروحي بالأمانِ تميسُ
بادَلْتُ قلبي – لو ملكتُ – بطينةٍ
من طين هذي الأرضِ، وهو نَفيسُ
أَفْصِحْ! لقد أَفْصَحْتُ يا قلبي، فهل
طرقَتْكَ لبنى؟ أَمْ دَعَتْكَ لميسُ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.