شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للحبّ أخلاقٌ
قالت: حَسِبْتُكَ مَنْهَلاً عَذِبا
وإذِ اقتربتُ: وَجَدْتُه لَهَبا!
ما كان أشقاني بأَخْيلَتي
لمّا حَسِبْتُ ترابَكَ الذَهَبا!
وجعلتُ من عينيكَ لي وَطَناً
فوجدتُ فيهِ النفيَ والرُعُبا
وَظَنَنْتُني لحناً لأُغنيةٍ
في كلِ بيتٍ أسكبُ الطَّرَبا
قد كنتَ من عينيَّ كحلَهُما
والضوءَ، كنتَ لخافِقي عَصَبا
وربابةً للوجدِ ما عرفَتْ
صمتاً، ولم أعرفْ بكَ الغَضَبا
أوْقَدْتَ بي للعشقِ محرقةً
وَجَعَلْتَني في نارها حَطَبا
ما اعْتَدْتُ من شَفَتيكَ صَمْتَهما
يوماً، ومن عينيكَ مُنْقَلَبا
إني أُحِبُّكَ مِلْءَ عاطفتي
فكأنَّ حبَكَ في دمي سُكِبا
أكْرَمْتَني جُرْحاً يُؤَرِّقُني
وأنا التي أَكْرَمْتُكَ الأَدَبا
أَطْعَمْتَني للنارِ لا سببٌ
مني، فليتَكَ تذكر السَبَبا
يا شاعراً يغفو بأَوْرِدَتي
قلْ لي "أحبكِ" واترك اللَعِبا
حسناءُ: لم أنكرْ مَوَدَّتَنا
لكنَّ جرحَ الكبرياءِ نَبا..
للحبِ أَخْلاقٌ، وأَوَّلها
أنْ لا يكون الكأسَ والحَبَبا
ما العشقُ والطاعونُ في وطني
طَحَنَ الهوى والعُشْبَ والعَرَبا؟
أّظَنَنْتِني قلباً بلا شَغَفٍ
وبأنني لم أعرف الوَصَبا؟
أَحْبَبْتُ حتى نَزَّ من شفتي
قلبي، ومن أضلاعِهِ وَثَبا
أنا "دجلة" للحبِ ما نَضُبَتْ
يوماً، وقلبي "كالفراتِ" صِبا
كان الهوى كأساً وفاتنةً
قلبي، وحين أَتَيْتُهُ: رَهُبا
لولاه لم أعزفْ على وَتَرٍ
ولما جعلتُ من الحَصى عِنَبا!
ولما كتبتُ قصائداُ سكرتْ
فيها الحروفُ فأَسْكَرَتْ كُتُبا
أيامَ كان العيشُ في وطني
زهواً فلم نعرف به سَغَبا
لكنّما الأحلام أثْكَلَها
فردٌ أباح الحِقْدَ والرِّيَبا
قَتَلَ الزمانَ بنا.. فيا زَمَناً
ما ضَمَّ "شوّالاً" ولا "رَجَبا"
فكأنما الأيام قاطبةً:
"تموز" أو "نيسان"… واعَجَبا!
* * *
حسناءُ ما يُغْرِيكِ في رجلٍ
شَربَ القذى وَتَطَبَّعَ اللَهَبا؟
حسناء عذراً، ليس من خُلُقي
أنْ أَدَّعي فيكِ الهوى كَذِبا..
أهواكِ؟ لا لا، لن أُجِيبَ أنا
فَلْتَسْألي عينيكِ والهُدُبا
وَسَلي عذاباتي.. سلي أَرَقي
وَسَلي الدروبَ فرشْتُها تَعَبا
وسلي المنافي حيث تعرفني
مُتَشَرِّداً حيناً، وَمُغْتَرِبا!
حَطَّمْتُ قيثاري ومائدتي
وَرَمَيْتُ كأساً بعدُ ما شُرِبا
وفتحتُ جرحاً كان مُنْدَمِلاً
وأقمتُ دون صبابتي حُجُبا
فحملتُ قنديلي وَمِجْرَفَتي
ما خِفْتُ جلاداً ولا نُوَبا
ثأْراً لِوِأْدِ الخبزِ في وطنٍ
أضحى لِقَيْحِ رزيئةٍ قِرَبا
ولأَلْفِ مذبوحٍ جريمتُهُ
أنْ رَتَّلَ القرآنَ وانْتَحَبا
لمؤذِّنٍ في الحيِّ يوقظُنا
فجراً، وفي محرابِهِ صُلِبا (1)
و"لشاكر الجوعان" من سَغَبٍ –
كان الرغيفُ ببيتِهِ كَرَبا (2)
ما أَتْعَبَتْني ريحُ فاجعتي
لكنما الجلاّد قد تَعِبا
لي كبرياء لا يُحَطِّمُها
قَيْدٌ، وحسبي من غدي سَبَبا
حسناء عذراً، ليس يشغلني
عشقٌ ولستُ بطالبٍ رُتَبا
لو كان لي بيتي ولي وطني:
لم أتخذْ غير الهوى نَسَبا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج