شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الله الحصين ))
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، خير من علّم وتعلّم وعلّم، وعلى آله وأهل بيته والتابعين ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
أيها الأخوة.. أيها الزملاء.. وبعضكم أيها الأبناء..
سعادة وكيل منطقة التعليم في المنطقة الغربية الأستاذ عبد الله الثقفي..
سعادة الدكتور حسن عائل أحمد يحيى..
سعادة الدكتور يوسف العارف..
سعادة الأخ الأستاذ حسين الغريبي الأستاذ الذي ينوب عن الشيخ عبد المقصود خوجه..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
توقفتُ قبل أن أحضر إلى هنا أسأل نفسي: كيف نبدأ؟ كيف ننصف المعلم؟ هل فعلاً نحن أنصفنا المعلم عبر تاريخ التعليم في هذا البلد أم لا؟ هل كل معلم هو معلم؟ أسئلة تفرض نفسها في وسط الاهتمام بالعلم والتعليم والمعلم وكيف نكرّم المعلم؟ هل يكفي أن نُقيم حفلاً وأن نشير إلى ما أشار إليه سعادة مدير التعليم بأن ننظر إلى مجموعة نُخَبْ ونختارها ثم نقدم لها التكريم والهدايا إذا وجدت ونجعل هذا التكريم رمزاً للمعلم وهذا شيء طيب وهي بادرة كريمة، واعتراف بحق هذا الإنسان الذي يضيء كالشمعة حتى لو احترق. في الحقيقة أسئلة تطرح نفسها كثيراً وتريد إجابة ونحن في الحقيقة عندما نتحدث عن المعلم نتحدث عن المنهج، نتحدث عن الكتاب المدرسي، نتحدث عن إمكانيات الأسرة التي ترسل الطالب إلى المدرسة، وكيف هي تُفكر؟ وكيف هي أيضاً تتعامل؟ حتى نُسَهِّل أو نساعد المعلم على أداء مهمته، أنا لستُ من المتحمسين لما قاله شوقي:
قُمْ للمعلم وَفِّهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكونَ رسولا
أنا لا أعتبر هذا مديحاً للمعلم، لأن التبجيل ليس معناه هو تكريم معلم، تكريم المعلم أن تشعر أنه لو لا المعلم لما دارت هذه الحركة في الحياة، وهي ترمز إلى أن رسالات المعلمين هي رسالات الأنبياء، فالأنبياء علموا البشر، والمعلمون يعلمون الأجيال وتتعاقب، وأذكر أن فترة من فترات التعليم جاءني أستاذ كُلِّف بأن يفتح مدرسة في رأس جبل في قرية من قرى الطائف النائية، فقال لي: أنا ما أستطيع أن أذهب، كيف أطلع؟ حتى ما أجد (أعزكم الله) حمار يركب فوقه أو حتى الجمل ما يطلع الجبل، فقلت له: أنت صاحب مهمة وصاحب رسالة خذ ما تريد واستأجر سيارة إلى الحد الذي تستطيع أن تصل فيه السيارة ثم اركب أي وسيلة من وسائل الحيوانات وأصِلْ الجبل، وأشعل النور في القرية وستحصد ما زرعت، هذه القرية بعد سنوات خرَّجت أجيال التحقوا بالجامعة أو بالجامعات وتخرجوا ومنهم الآن دكاترة في الجامعات، هذه القرية الصغيرة النائمة في حضن جبل لا أحد يعرف عنها شيء تخرَّج منها مجموعة من الرجال كان طريقهم إلى العلم هو المعلم الأول.
كأنما المعلم في يوم تكريم المعلم هو تكريم للوطن.. تكريم للأمة.. لأن الأمة التي لا تُكرِّم المعلم لا تعرف قيمة العلم، لهذا فإني أعتقد أن تكريم المعلم هو تكريم للأمة وتكريم للوطن في أشخاص هؤلاء المكرمين، لو لم يكن المعلم لما وصلت الأمة إلى هذا المستوى من الفكر والثقافي لولا المعلم لما صدرت الصحف ولا وُجِد محررون، ونفخر وستظل وزارة التربية والتعليم تفخر بأن الوقود اليومي لأكثر الصحف الصادرة في المملكة هم رجالات التعليم، أغلب المتعاونين مع الصحافة هم معلمون، كلهم من المعلمين، أو من المنتسبين إلى التعليم.
يقول المازني وأنتم طبعاً أعرف الناس بالمازني.. المازني كاتب مصري معروف، توفي قبل سنوات يقول: لا أهتم برجل الأعمال، ولا أهتم بالوزير ولا أهتم بالمسؤول الكبير، بقدر ما أهتم بالمعلم لأن هذا المعلم فتح ذاكرتي وذهني وعقلي فجعل مني كاتباً أكتب في الصحف وأُعرَف من قِبَل الناس، ويقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي صاحب كتاب "وحي القلم" وله كتب أخرى أيضاً هذا الرجل كان لا يسمع ولهذا كان يتمنى أن يعمل مدرساً وكان من أكثر المصريين الذين تخرجوا من الأزهر وكان من خيرة المثقفين المصريين، هذا الرجل قال يوماً: لا أهتم إلا بمعلمي وكنت أتمنى لو كنتُ أسمع لأكون معلماً، هذه نماذج وليست كل شيء، كيف نُعلِّم؟ كيف نتعلم؟ كيف نُكرّم المعلمين؟ هذه دون شك رسالة تقوم بها أجهزة التعليم وقد يعني فعلوا خيراً عندما خصصوا يوماً للمعلم، وتأتي المناسبة في هذا التكريم بأنه اليوم العالمي لتكريم المعلم، وهو أمر جيد وكريم وبقي كلمة أن نتوجه إلى الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه جزاه الله خيراً، هذا الرجل الذي فتح قلبه، وفتح بيته وفتح آفاق المعرفة كرّم العلماء، كرّم الأدباء، كرّم الشعراء، كرّم المعلمين، ولم يتوقف هذا التكريم في هذا الشكل الأسبوعي أو الشهري بل أيضاً اهتم بالكتاب فطبع الكتاب ونشره ووزعه، فجزاه الله خيراً على ما فعل وأمد الله في عمره وجعله إن شاء الله قدوة لغيره في الكثير من العمل الخيّر. والسلام عليكم ورحمة الله.
 
عريف الحفل: وأنا أستمع لأستاذي الأستاذ عبد الله الحصين وهو يُلقي هذه الكلمة أتذكر تلك الأيام الجميلة عندما كنا في دار التوحيد الثانوية وكان يحضر سعادة مدير تعليم الطائف الأستاذ عبد الله الحصين كان يحضر تلك الأماسي ويشجع الطلاب ويلقي الكلمات، كان دائماً يبدأ خطبته لا عطر بعد عروس، هذه الكلمة التي لا أنساها أبداً.
الأستاذ عبد الله الحصين: هذه المرة لم أستعملها، لأني أعرف أنك ستُعقب.
عريف الحفل: الله يخليك أستاذي، كنت أيضاً أفكر كيف أقدم الدكتور حسن عائل أحمد عميد كلية المعلمين، فأنصفني أو أتحفني الدكتور حامد صبحي السيوطي الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بهذه الكلمة الجميلة التي أستأذنكم في قراءتها نيابة عنه وأقدم بها عميد كلية التربية عميد بيت الخبرة أو كما نسميه (مصنع) التربية والتعليم أو المعلمين إن شاء الله يقول الأستاذ حامد:
ليس غريباً أن يُكرّم المعلمون فإذا لم يُكرّم المعلم فمن يُكَرّم إذاً؟ إذا لم يُكرّم بُناة الأجيال وصُنّاع الرجال وحُماة الحاضر والمستقبل فمن يُكرّم إذاً؟ لكن هذا التكريم الطيب يُلقي على أكتافنا مهمة التكريم الحقيقي ألا وهي عودة المعلم إلى صورته المشرقة، عودة المعلم إلى رسالته المقدسة من بناء الأجيال وليس تلقين المعلومات، التكريم الحقيقي أن نعيد للعملية التعليمية قدسيتها، تلك القدسية التي أتت عليها أمور عدة، وهذه العودة هي مهمتنا نحن المعلمون، أولاً ثم باقي مؤسسات المجتمع، هنيئاً للمعلمين وشكراً للقائمين على هذا التكريم وآمل تحقيق التكريم الحقيقي للمعلم.
شكراً لك يا دكتور حامد على هذه الكلمات الجميلة التي أقدم بها أستاذنا الدكتور حسن عائل يحيي عميد كلية المعلمين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :7345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 182 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.