شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
والترحيب من قسم السيدات:
سعادة الأستاذة فريدة فارسي.
لفت نظري قولك "معرفة الآمر قبل التعرف على الأمر"، وموسوعتكم "الأسماء الحسنى" من أجمل وأعمق ما قرأت عن الآمر سبحانه وتعالى، وبما أن تخصصكم هو التربية، فهل نطمح في أن تصدر هذه الموسوعة بأسلوب مبسط يناسب الأطفال فيتعرفوا من خلالها على الآمر وبذلك نستطيع أن نزرع قيماً إنسانية سامية مستمدة من أسماء وصفات الخالق؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يمكنني من تحقيق ما طلبته وأنا أعتز بهذا الطلب إن شاء الله.
فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني العالم والأستاذ الجامعي المعروف:
بسم الله الرحمن الرحيم، عرفت أستاذنا الفاضل محمد راتب النابلسي منذ زمن طويل لكنني لم ألتق به إلا مرة أو اثنتين، غير أنني شاهدته على القنوات وكنت أدعو له من قلبي بالتوفيق والنجاح. هذا الرجل أكبر مني وأنا ولدت قبله. (المحتفى به: أنت أكبر مني قدراً وعلماً، وأنا تلميذ لك). أقرأ كتاب الله عز وجل فأسمع الآية الكريمة التي تلاها الشيخ وبدأ بها وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (فصلت: 33)؛ فالأصل أن يكون الداعية مسلماً وأن يطبق أوامر الله ثم يدعو إلى الله. ولكنه ببراعته نبهنا إلى قدر العلم وقدر الدعوة إلى الله، فبدأ بالدعوة قبل أن يبدأ بالعقيدة بالمسلم المتمسك بدين الإسلام. سؤالي لفضيلتك: اقرأ قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (الرعد: 41) وأستغرب؛ فمنذ ستين سنة وأنا طالب في الثانوية، ثم في الجامعة ثم في الدراسات العليا أخدم كتاب الله، لم يشرح كثير من المفسرين صدري بتفسير هذه الآية إلا بعض منهم، وأدركت بعد ذلك قول حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم عبد الله بن عباس رضي الله عنه أتدرون ماذا فسر الآية بالقول: أو لم ير أننا نأتي الأرض من أطرافها معظم المفسرين ابن عباس رضي الله عنه قال نقصها بموت علمائها، فإذا مات العلماء انتشر الجهل وعم الضلال ورجع الناس إلى أجهل من الجاهلية الأولى، فنسأل الله أن يبارك جهوده وأن يكرمه وأنا مدين له وأنا لا أزال تلميذاً عنده (المحتفى به: لا والله بل أنا تلميذ لك) جزاك الله عنا خيراً وجزى من احتفى بك وعرف قدرك أخونا الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه جزاه الله كل الخير وأمتع قلوبنا بهذا. هناك كلمة لبعض المتصوفين وأنت شيخ التصوف وشيخ التربية (المحتفى به: لا تناسبني هذه.) لا تناسبك؟ بل هي تناسبك. أقول إن الإنسان الذي يعرف قدر أهل العلم، يعرف قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن هم العلماء، العلماء هم ورثة الأنبياء، فينبغي أن نعرف قدرهم، وأن نجلهم وأن نكرمهم فما أمر الله عز وجل بتكريم أهل العلم... ما هو رأيك في كلام الإمام الاسكندري: "الاجتهاد فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما أمرت به"؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: إن علة وجودنا أن نعبد الله وقد ضمن الله لنا الرزق فإذا سهونا عن علة وجودنا في الدنيا -وهي العبادة- وأمضينا وقتنا في طلب الرزق، وقعنا في تناقض عجيب، وهذه مشكلة كبيرة جداً؛ فالإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، والإنسان كائن متحرك إلى هدف ثابت، فكل حركة، وكل دقيقة، وكل ثانية تقربه من هدفه، والله عز وجل قال وَالْعَصْرِ (العصر: 1) أي أقسم بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول الذي هو الزمن، قال له أنت خاسر، لماذا؟ لأن مضي الزمن يستهلك الإنسان، إلا في حالة واحدة: حينما تفعل فعلاً في الزمن الذي سينقضي، ينفعك بعد انقضاء الزمن.. تلقيت الخسارة، والخسارة محققة، فالموت ينهي كل شيء، قوة القوي، ضعف الضعيف، غنى الغني الخ.... إلا إذا فعلت في الزمن الذي سينقضي عملاً سينفعك، بعد انقضاء الزمن. أي، أي عمل يدخل معك إلى القبر وأي عمل يبقى في البيت لا تجعله أكبر همك، هناك أفعال كثيرة تنتهي في البيت، تنتهي في المحلات التجارية أو في أية أمكنة أخرى. عملك تدفن معه وأنت حي، ويدفن معك وأنت ميت. إن كان كريماً أكرمك ألا وهو عملك.
سؤال من قسم السيدات:
سؤال من الدكتورة نادية عبد الجبار:
أنا مكية وأكتب الشعر بالإنجليزية بنية الدعوة من منظور إسلامي، وقد فازت قصائدي بالمرتبة الأولى في كل من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية. وأنا متأثرة بأفكاركم وأفكار الشعراوي والغزالي من قبلكم، فهل من الضروري أن أذكركم عند كل رأي وفكرة؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: أجيبك كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "أريد أن ينقل علمي دون أن يُعزى إلي".
سؤال من الطالبة الجامعية ميسون عبد الغني حاووط:
يستدل البعض على عظمة آيات الإعجاز العلمي في القرآن من خلال ربطها بالاكتشافات والنظريات العلمية، فلو ثبت بطلان النظرية والاكتشاف اهتز معنى الآية والقرآن في نظر غير المسلمين. أو لا يجب أن تكون الاكتشافات والنظريات العلمية هي التي تتقوى بالآيات الواردة في القرآن، فإذا بطلت النظرية والاكتشاف بقي القرآن، وسيبقى كما هو برفعته وسموه؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: في الوقت الذي يكون فيه الإعجاز العلمي أكبر داعم للإيمان، يكون أيضاً أكبر معول لتهديم الإيمان، لكن كيف؟ حينما يلتقط الإنسان أية مقولة علمية، أي تحقق أو تبصر، أو دراسة، ويربطها بآية، فإذا لم تثبت هذه المقولة يأتي الطرف الآخر ويرفضها، ويرفض معها الآية. الآن يرى أعداء الدين أن مدخلهم الوحيد هو الإعجاز غير المنضبط. ومنهجي أنا في الإعجاز أن تكون المقولة العلمية حقيقة علمية لا يختلف عليها اثنان قط، كأن نقول: المعادن تتمدد بالحرارة، وهذه حقيقة علمية، لا يختلف عليها اثنان في الأرض.. وأن تكون الآية قطعية الدلالة، ويكون التطابق عفوياً وتاماً، وهذا ما يندرج في الإعجاز. أما إذا التقطنا مقولة علمية قبل التحقق، وقبل البحث وقبل الدرس، وربطناها ربطاً سريعاً أو ضعيفاً بآية، وقعنا في شر أعمالنا. عندئذ يأتي الطرف الآخر، وينقض هذا القرآن من خلال الإعجاز، وينقض هذه المقولة، وينتقل بعدها لينقض الآية إذاً فكما أن الإعجاز شيء عظيم فهو يحتاج إلى منهج. لقد كتبت في كتابي الإعجاز العلمي، شروط الإعجاز، أو المنهج العلمي للإعجاز. كل إنسان يتحدث بالإعجاز، لكن يجب أن يكون الإعجاز حقائق مقطوع بها، والآيات قطعية الدلالة، والتطابق عفوياً وتاماً، وإلا أصبح الإعجاز معولاً لتهديم الإيمان.
سؤال من الأستاذ سامي صالح التتر، مسؤول مجلة اليمامة في جدة:
من قوانين زيادة الرزق التوكل على الله، فما قولك في ما أخذ عليك أن جوارحنا حلت محل قلوبنا في التوكل على الله، وكيف للقلب أن يكون إمام الجوارح، تصديقاً لقول الله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (الإسراء: 84) أي على شاكلة قلبه؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: رأى سيدنا عمر في الحج أناساً يتسولون، فقال: من أنتم؟ فقالوا: نحن المتوكلون. قال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله. أنا أؤمن أنه ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله تعالى، وكأنها ليست بشيء. التوكل الصحيح كمن يمشي على طريق ضيق في قمة جبل، عن يمينه وادٍ سحيق، وعن يساره وادٍ سحيق، فالذي يمشي على هذا الطريق، فإذا أخذ بالأسباب واعتمد عليها ونسي الله، وقع في وادي الشرك، وهذا حال أهل الغرب، الذين يأخذون بالأسباب بأروع ما يكون، لكنهم يؤلهونها. وأما إن لم تأخذ بها، وقعت في وادي المعصية، لأن الله أمرك بأن تأخذ بالأسباب. فالبطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وتتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، وهذه مشكلة العالم الإسلامي الأولى. نحن نظن ولأننا مؤمنون فحسب أن الله سوف ينصرنا، لكننا لا نعد لهم، والنصر له قوانين. القانون الأول هو الإيمان الذي يحمل على طاعة الله، والقانون الثاني هو الإعداد، لا نصر لإعداد من دون إيمان، ولا نصر لإيمان من دون إعداد. وهما شرطان كل منهما بمفرده غير كافٍ، وعلى المرء أن يعد للعدو ما يستطيع. ومن رحمته بنا، كلفنا الله أن نعد لهم القوة المكافئة، وأن نعد لهم القوة المتاحة فقط وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم (الأنفال: 60)، والله يتولى ترميم ما نقص منا. إذاً أن نأخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء، والله هذا المبدأ يحتاجه الصناعيون، ويحتاجه الدعاة، ويحتاجه كل إنسان، أن يأخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء، ثم يتوكل على الله تعالى، وكأنها ليست بشيء. وأبسط مثال على ذلك سفرة إلى الرياض بسيارتك؛ التوكل هو أن تراجع هذه السيارة، جزءاً جزءاً، وبعد أن تراجعها تماماً وتراجع جاهزيتها التامة، تقول يا رب أنت المسلم، وهذا الأمر ليس سهلاً؛ إذ حينما يأخذ المرء بالأسباب ينسى التوكل، ويعتمد عليها، وحينما لا يأخذ بها، يؤكد على التوكل. البطولة هو أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء. هذه الحالة تحتاج إلى توحيد وإلى عزيمة قوية. وهذا ما ينقص العالم الإسلامي اليوم.
سؤال من الأستاذة فوزية ملائكة طالبة في الدراسات الشرعية، ومعهد معلومات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
ألسنا نعبد الله سبحانه وتعالى جميعنا، باتباع رسوله عليه الصلاة والسلام؟ فلماذا هذه التسميات: هذا صوفي وهذا سني، وهذا لا أعرف، لماذا هذه التسميات؟ لماذا انقسمنا؟ لماذا أصبحنا جماعات؟ وهل تكمن المشكلة في العدو الذي فرقنا، أم هو من عمل أنفسنا؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا (القصص: 4). إن الورقة الرابحة الوحيدة في تفرقة أبناء أي دين هي الطغاة والطائفية، ونحن حينما نبتعد عن الله عز وجل نتفرق. الإيمان يجمعنا، والدنيا تفرقنا. الدنيا تفرق، والإيمان يجمع. فالتفرق له سببان: الأول من أنفسنا، والآخر من أعدائنا. فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا. إن مسؤولاً كبيراً جداً في دولة غربية عملاقة قال ذات مرة: لا يعجبني أن يكون في العالم 200 دولة إسلامية، أتمناها 5000 دولة. هناك خطط لم تنجح تقوم على تقسيم الدول، لكن الورقة الرابحة هي إثارة الفتن، وهي خطة أعداء المسلمين دائماً. نحن بوعينا إن شاء الله، نبحث عن القواسم المشتركة. أقسم لكم بالله أنه بإمكان أي داعية، أن يدعو إلى الله خمسين عاماً بحسب المتفق عليه.. لي في الدعوة 35 عاماً وأنا لا أتكلم إلا بالمتفق عليه، لا توجد أي مشكلة.. وعندما أدخل في متاهات الاختلافات، يكون هنالك حساسيات ومواقف، وتفرق وشرذمة، لذلك ليس منا من فرّق، والآن أعني ما أقول، إن طرح أية قضية خلافية بحق الأمة جريمة، لأن العدو لا يتمنى إلا الفرقة لنا، لذلك مطلوب منا الآن الوحدة والقواسم المشتركة.. يعني هناك أعداؤنا الغربيون وبصراحة شديدة يتعاونون وبينهم 5% قواسم مشتركة، ونحن نتقاتل والدماء تسيل في بعض البلاد.
سؤال من الأستاذ خالد المحاميد:
على الرغم من أن الإسلام كدين ونظرية يحض على احترام الإنسان، واحترام حقه في الاختلاف، إلا أن مجتمعاتنا الإسلامية، كما يبدو لنا هي أكثر المجتمعات إقصاء للآخر، واضطهاداً للإنسان. هل نعيش حالة نفاق عامة في المجتمعات الإسلامية، ونعيش حالة من حالات الجاهلية، حيث إننا لا نرى علماء مهتمين بهذه القضية على أهميتها؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: في اعتقادي أن هذه الحالة كانت سائدة لكنها انحسرت كثيراً. أنا من سوريا وهناك جهود جبارة بذلت للتوفيق بين العلماء. فعقدت لقاءات دورية، وحدث تعاون. يعني هناك علماء في الشام إخوانهم إخواني وإخواني إخوانهم. لا توجد أي تفرقة لأن المنهج واحد. لأن المشكلة الآن عندما تكون هناك تفرقة، سيصبح هناك شرذمة الآن لا توجد مشكلة والدعاة كلهم إلى الله، بوحدة، بتعاون، بتفاهم.. وهذا ما أتمناه أن يسود في كل مكان إن شاء الله.
سؤال من طالبة جامعية:
مشاغل الحياة تكثر، وأساس التوفيق في الحياة بالتأكيد هو رضى الله عز وجل. ولكن كيف يستطيع الإنسان أن يظل متعلقاً بالله تعالى، مع كثرة مشاغل الحياة؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: والله إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وإن له عملاً في النهار لا يقبله في الليل. سيدنا عمر بن الخطاب رآه أحد الأشخاص يصلي عندما دخل إلى المسجد، فقال له: ألا تنام الليل؟ قال: إني إن نمت الليل كله، أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي. أنا أرى الأبطال الناجحين المتفوقين ينظمون أوقاتهم؛ فهناك وقت للأهل، ووقت للعمل، ووقت للعبادة، ووقت للدعوة. إن تنظيم الوقت حضارة. هناك مصطلح آخر اسمه إدارة الوقت، فعلى كل واحد منا أن يدير وقته، الصباح من كذا لكذا قرآن مثلاً، مع الأهل ساعة (إن لأهلك عليك حقاً.. إن لذويك عليك حقاً)، أعط كل ذي حق حقه. إن أكثر الناجحين تأخذهم جهة واحدة؛ نجح أحدهم بالتجارة وجمع أموالاً طائلة، لكن أولاده ضاع بهم الحال، ولم ينشأوا نشأة سليمة. وعندما يكتشف الإنسان بعد فوات الأوان أنه خسر أولاده، يحس بخسارة لا تعوض. فأنا أقول إن البطولة هو أن تنجح نجاحاً شمولياً. الآن إن أحدث نظريات علم النفس ترى أن النجاح لا يسمى نجاحاً إذا كان جزئياً. لقد جمعت النجاحات في أربعة بنود: علاقة المرء مع الله تعالى وهي البند الأساسي، علاقته مع الأهل والأولاد بند هام جداً، علاقة المرء بعمله، وعلاقته بصحته. وأي خلل إحداها ينسحب على الثلاثة الأخرى شئت أم أبيت. فأنا لا أسمي أحدهم بناجح، إذا كان قد نجح بصحته فقط، لا أسميه ناجحاً إذا نجح بعمله التجاري فقط. لا أسميه ناجحاً إذا نجح مع أهله فقط، يجب على المرء أن ينجح مع الله والأهل والعمل والصحة.
سؤال من الدكتور محمود حسن زيني:
استمعنا إليك كثيراً وقرأنا لك كثيراً، والليلة سعدنا بك سعادة غامرة وأنت تتحدث عن العلوم، فحدثنا عن الأبعاد ما بين الشمس والأرض، وهناك سؤال يحيرني كثيراً، ما يشير إليه الإعلام وغيره بأن مخترعي الفضاء هم الغربيون بينما نعرف أن علماء المسلمين علموا الغرب كل شيء ولهم جهود كبيرة أرجو أن تحدثنا عن أبرز العلماء المسلمين الذين لهم فضل في هذا المجال.
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: رواد الفضاء الذين صعدوا إلى الفضاء، خرجوا من الأرض ضمن طبقة الهواء فالجو منير، أشعة الشمس حين تسلط على ذرات الهواء هذه الذرات تعكسها إلى مكان آخر فنحن في هذا المكان بالنهار ضياء، فلما تجاوز روّاد الفضاء طبقة الهواء انعدم الإبصار، فقال لقد أصبحنا عمياً هذه حقيقة اكُتشفت بعد غزو الفضاء، وفي القرآن الكريم وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (الحجر: 14-15) عندما أرسل الله سبحانه وتعالى رسولاً كريماً صلى الله عليه وسلم، يشهد له أنه رسول بطريق المعجزات، كيف شهد الله لنبيه بالرسالة عن طريق آيات الإعجاز في القرآن الكريم، فالإعجاز العلمي هو المادة الوحيدة التي تستطيع أن تقنع بها الغرب بالإسلام، عالم فلكي كبير من مصر اسمه الدكتور فاروق الباز كان في محطة الإرسال في فلوريدا، فقال هذا الرائد لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً، شيء عجيب ما الذي حصل أن هذا العالم كان في الهواء هذه الآيات نزلت قبل 1400 سنة كان يتحدث عنها الآن كشفت، هناك مئات الآيات بعد تقدم العلم ظهرت. عالم مصري كبير وهو طبيب أخذ قميص فيه عرق إنسان، حلل العرق وجد به 64 مادة، فرزها كيمائياً وجاء بعين مبيضة لمريض، بعد أن أصبحت عدسة عينه بيضاء كالحليب، ووضع المواد على العين مادة مادة، مادة البولين أرجعت العين مبصرة، وقد جاء ذلك في سورة يوسف.. فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً (يوسف: 93). عندما ألقي على وجه سيدنا يوسف القميص، ارتد بصيراً، القميص فيه عرق.
سؤال من الأستاذ إحسان طيب:
كيف يمكن جمع المسلمين على كلمة سواء، ثانياً ذكرتم أن هنالك أربعة أشياء منها ما يتعلق بالصحة، الإنسان لا يتحكم في صحته فهنالك أمراض كالسرطان لا دخل لبني آدم فيها، فهل هذا لا يكون نجاحاً في الصحة، أم يكون ابتلاء من الله عز وجل.
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: أنا أقصد الأمراض التي نحن سببها لا الأمراض التي لا نكون سبباً فيها، فما قصدت جميع الأمراض وإنما فقط التي بأيدينا، فالطبيب يطلب منك أن تتوقف عن أكل الدهون، وأكلتها، المرض الناتج من ذلك تسببت فيه أنت، وبالمناسبة أنا أتوهم أن الطبيب عندما يطلب منك أن تتوقف عن الملح مثلاً هذا ضمن منهج الله عزّ وجل، فالملح يكثر الماء بالأوعية، يمكن أن يصيب انفجار الأوعية في المخ بسبب ذلك، أرى من عبادة الله اتباع توجيهات هذا الطبيب لأن هذا هو قانون خلقه الله في أجسادنا، فالعناية بالصحة من الدين.
سؤال من الأستاذ صالح السادتي:
أوضح أن رسالة هذه الأمة هي الدعوة، والصحابة فهموا ذلك، هل وصول الدعوة إلى بلاد كاليابان والصين سنة أم فرض، أنتم لكم كتاب عن أسماء الله الحسنى الأفضل أن نشرح لهم معاني السماء أم نكلمهم عن الصحة والمرض وغيرها مما يهتمون به، وأقترح أن يتم ترجمة كتابكم هذا إلى عدة لغات.
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: لي موقع بالإنترنت يزوره في اليوم مليون زائر وتسحب منه ما بين 285 ألف إلى 350 ألف صفحة، هذا الموقع مترجم إلى خمس لغات وسوف ندخل الإسبانية فيها قريباً، أنا مسؤول أمام الله عزّ وجلّ عن الدعوة وهذه وسيلتي لتبليغ الدعوة بالإنترنت والفضائيات، في يوم الجمعة يكون أمامي 300 شخص مثلاً ولكن في الإنترنت هنالك مليون يستفيدون من موقعي، وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ (إبراهيم: 4)، وسائل النقل الآن هي الإنترنت وهو أكبر أداة نشر في العالم، سافرت إلى البرازيل وأمريكا وكندا وألمانيا وإيطاليا كأنني بالشام، انتشار الإنترنت والفضائيات أنا أشبههما بالآية الكريمة فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (البقرة: 219).
سؤال من الأستاذة دينا الأسعد:
ما هي حياة البرزخ؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: هي ما بين الموت ويوم القيامة، والقبر، شاهدها الوحيد قال تعالى النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا (غافر: 46). هذا الشاهد قرآني، وهناك أحاديث كثيرة وهو أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وكل إنسان له برزخ بحسب عمره، إذا توفي في وقت مبكر يكون برزخه أطول.
سؤال: آية، من سورة الطلاق، خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ (الطلاق: 12)، هل المثليات هنا هي مثليات كُنه أم مثليات عدد؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: حسب ما أعلم المطلق في القرآن على إطلاقه لكن لي ملاحظة أن العدد 7 أحياناً في اللغة العربية لا يعني الكم بل يعني التكثير، أحياناً نقول بالعامية "قلتلك ستين مرة" هو لم يقل ستين قال مرة واحدة، فكلمة ستين في العامية للتكرار، في الفصحى سبعة وهو هنا لا يعني بل التكثير.
سؤال من الأخت ريهام الحمامي من صناع الحياة متطوعة في الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
بالنسبة للعمل التطوعي في الغرب منتشر بكثرة في الغرب ما هو سبب كثرته في العالم الغربي وقلته في العالم العربي. هل بمساعدتك، وبمساعدة المجموعة الطيبة الذين نتعاون معهم، أن نشجع عبر شاشات التلفاز على العمل التطوعي في العالم العربي؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: أنا من سوريا كما تعرفين. وكان لدينا هناك 350 جمعية خيرية، الآن أصبحت 3500 جمعية. فبدأ العمل الخيري والتطوعي وأوضح شيء الجمعيات وهي منضبطة بقوانين وحسابات دقيقة، وقفزتنا هائلة من 350 إلى 3500. لكن في البلاد الغربية هناك 350 ألف جمعية. العمل الخيري الآن له إطار على شكل جمعيات، كلما كثرت هذه الجمعيات فهذا مقياس حضاري، وإن شاء الله أن يلهم الجميع ولدينا في الشام جمعيات لطيفة جداً. يعني طالب متفوق لم يتح له الدخول إلى الجامعة، هناك جمعية خيرية تمول له دراسته، أصبح لكل مرض عضال عندنا جمعية خاصة، فمرضى السكري لهم جمعية. يعني أصبح هناك أنواع من الجمعيات لا يصدقها العقل. وهذا كله في خلال عشر سنوات من 350 إلى 3500، وإن شاء الله أن يبقى العمل الجماعي في نمو. وبصراحة أيها الإخوان في كل جلسة يمكن للمرء أن يأخذ السلبيات، أنا أحب الإنصاف، هناك إيجابيات لم تكن، في هذا العصر هناك إيجابيات لم تكن من قبل وهذه نعمة، فأنت ذكرت السلبيات، دعنا نذكر الإيجابيات لكي تتوازن. هناك أشخاص تكبر الخطأ فقط، وهؤلاء قناصون، إذا كانت هناك إيجابيات لأي بلد، علينا أن نذكرها، إذا كان هناك من تعاون أو من مودة. ففي المؤتمرات الإسلامية نرى أن هناك الكثير من المودة، من كل البلاد، فكر واحد، منهج واحد، توصيات رائعة. يعني أنا مثلاً لدي إيجابيات، لكن هناك شخص سبحان الله لا يرى إلاّ الخطأ في حياته، وهذا اسمه سوداوي المزاج، وله اسم ثاني عدي قناص، مثلاً أثناء استعراض الأسرى، جندي واقف، مر صهره زوج بنته جاء ليحاربه مشرك. أحياناً إذا أخطأ أحد العلماء انتهى علمه. إن الموقف المتطرف خطير في حياتنا، والموقف لدينا إما أبيض أو أسود مع أن هناك اللون الرمادي، إما أننا نرفع الإنسان فوق الرؤوس أو أننا ننهيه. يجب أن تكون أحكامنا معتدلة وموضوعية وواقعية. أرى بأن الموضوعية قيمة تلتقي عندها الأخلاق والعلم هي قيمة خلقية وقيمة علمية. أن يكون المرء موضوعياً له وما عليه.
سؤال: من الأستاذ عجلان الشهري:
قال عليه الصلاة والسلام: ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة. من خلال استعراضنا البسيط لتاريخ الفرق الإسلامية وجدنا أنها قد تجاوزت هذا العدد أو هذا التصنيف، إن صح التعبير، وفي عصرنا الحاضر كل من هذه الفرق يدعي أنه هو الفرقة الناجية، ما هي خصائص الفرقة الناجية من جانب، وما هي تلك الفرق التي عناها رسول الله صلوات الله عليه وسلامه. وإن أردنا أن نطبق على أرض الواقع فما هي اسم تلك الفرقة الناجية بالاسم لو سمحتم؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الفرقة الناجية ما أنا عليه وأصحابي، والسلبيات لا مصلحة لنا فيها، والإيجابيات "ما أنا عليه وأصحابي". دائماً عندما يريد الإنسان أن يتحدث يأخذ الإيجابيات، فنحن ندعو إلى إتباع الكتاب والسنة، ونبتعد عن الخرافة وعن البدعة، وهذا شيء واضح بالدعوة، لذلك الدعوة إلى الله ينبغي أن تنطلق من الكتاب والسنة. والقضايا الخلافية نجمدها حفاظاً على الوحدة، الكتاب والسنة منهج قال عنه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام شيئان إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنة رسوله.
سؤال من الأستاذة فتوح غسان:
لماذا نرى فرقاً شاسعاً بين الآباء والأبناء علماً بأن الآباء على خلق ودين وتقوى من الله.
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: أقسم لكم بالله وأنا مضطر لأن أقسم أنك لو جمعت أكبر ثروة في الأرض، وبلغت أعلى منصب فيها ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس. قضية الأولاد أخطر قضية في حياة الآباء. فهذا ابن المرء. جزء منه، تسعد بسعادته، وتشقى بشقائه. معظم الناس يتزوجون ولا ينتبهون لأولادهم. يكبر الأولاد، ويتفاجأ بعد ذلك أنه خسر ابنه. فليس بقابض على دينه أو بيته أو انضباطه، أو تمسكه بالدين. أنت لم تعتن به. جارنا في دمشق عالم كبير أكد لنا حقيقة قد تغيب عنكم جميعاً وقد غابت عني، أنه كل شيء تتمناه في ابنك من أفكار من أعماق، ومن عادات، لا تركز في شخصيته إلاّ من واحد إلى ثلاث سنوات، ومن ثم قال العوض بسلامتكم. وهذا أخطر عام، فسألناه أن هذا الطفل ولد اليوم، ماذا سنربي فيه، قال بكى وأطعمته، ثم صمت، بكى من جديد، نظفت له جسده، ثم صمت، الآن بكى وليس هناك من شيء لا تحمله. فإن حملته سوف يتعبك. بكى وكان جوعان فأطعمته. بكى لأنه متسخ فنظفته. إن بكى مرة ثالثة وحملته فستكون قد عودته على أن يحمل دائماً، فأنت من واحد إلى سبعة يمكن أن تغرس في ابنك كل الفضائل والعادات والتقاليد الأساسية، بعد سبع سنوات سيكون التأثير ضعيفاً جداً، والمشكلة هو أن معظم البشر يهملون أبنائهم في هذه السنوات السبع. في سن الخامسة عشر لا يريد الولد الذي أصبح مراهقاً والده، ولايته، ولا هذا المنهج الإسلامي. وهذا خطأ كبير. إن ما أقوله والله الذي لا إله إلاّ هو، لن نسعد إلاّ إذا كان أولادنا كما نتمنى. فجزء كبير من مسؤولية الأب، هي تربية الأولاد، وأن يهتم المرء بهم. فالولد يتطلب الوقت، وهو بحاجة لأن تجلس معه، وتسأله، وتناقشه، ماذا سمعت، فالطعام والشراب لا يكفي.
سؤال من الأستاذ مشعل الحارثي الصحفي من مجلة "اليمامة":
بارك الله في علمكم شيخنا الفاضل، حبذا لو عرفنا موقف فضيلتكم من البنوك والمصارف الإسلامية، وقد انتشر الكثير من البنوك في العالم الغربي كالبنوك الإسلامية، وترى على من تقع مسؤولية هذه البنوك حتى لا يقع المسلمون في حبائلها وشراكها وشكراً؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: لست على اطلاع كافٍ على جميع البنوك الإسلامية، لكنني أعرف بعض البنوك، وهي بالاسم إسلامية أما الحقيقة فإنها ربوية، أنها بنوك ربوية باسم إسلامي فهي مشكلة. وأنا أتمنى أن تنشأ دراسة موضوعية. مرة جاءنا عالم من السعودية إلى دمشق حدثنا عن البنوك الإسلامية ولم يكن هناك من مأخذ، إن طبقت كما قال، لا أظن أن منهج الله تعالى يفتقر إلى شيء أساسي في حياتنا. البنك شيء أساسي، لكن يمكن أن يكون بنكاً إسلامياً مائة بالمائة. لكن معلوماتي المتواضعة أن هناك بنوك تتملق المسلمين بأسماء ليس غير، ليست جميعاً وإنما بعضها يتملق المسلمين بأسماء براقة، وهي ليست كذلك، والأمر بحاجة إلى متابعة وبحث.
سؤال من الأخت سعاد الصابوني:
لماذا لا نجد أثر القرآن في أنفسنا، ولماذا لا يؤثر القرآن على سلوكنا، لماذا نجد انفصاماً بين سلوك المسلم وبين اعتقاده، فما سبب ذلك يا ترى؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: هذه الشاشة باتت مصدر ثقافتنا، ولست أقولها أنها هي بالذات، أقول بشكل عام بأنها باتت مصدر للثقافة. وعندما تتابع الزوجة أن هذه الزوجة علمت بأن زوجها يخونها تنتقم منه بكبرياء، فتخونه مع صديقه. يعني هذا طرح خطير جداً. الأفلام تطرح أشياء خلافاً للدين، وخلافاً للمبادئ، وخلافاً للقيم، وخلافاً للعقيدة. دائماً بعلم القصة، أيها الأخوان الكرام لا يقبل المرء أي شيء. لا تؤمن به. تتناقض مع الدين، لو قلت لك ما رأيك بالسرقة تقول لي معاذ الله، لكن ممكن آتي بقصة أجعل لك من السارق شخصية رائعة يتمتع بالذكاء وسعيد بحياته، هذه صورة هدامة، أقول لكم لا شيء أخطر على المسلمين من التمثيل والشاشة. وأنا أقول لطلابي إذا أنتم أحببتم أن تجعلوا من الشاشة مصدر ثقافة أبنائكم، يعني أن تسلموهم لمدرسين اثنين أحدهما ملحد، والثاني إباحي، وأنا لا أبالغ أبداً، والطرح في جميع الأعمال الفنية هو طرح فيه تغليب. الشاشة معظم طروحاتها غير إسلامية إلاّ من رحم ربي، بعض الشاشات طرحها إسلامي، وهذه قضية خطيرة تحتاج إلى دروس، وقال الشيخ السويدان أن هنالك وبحمد الله 100 قناة إسلامية.
سؤال من الأستاذة زينب عوض:
هل أولادك مثلك؟
فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي: إن شاء الله، أنا لدي ثلاث فتيات مؤمنات مدرسات في التعليم الشرعي محجبات، ولدي ولدان أحدهما يعينني في الدعوة والثاني ملتزم/هذا ما عندي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :774  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج