شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به الأستاذ نبيل خوري ))
- الصديق الأعز الشيخ عبد المقصود، الزملاء الأعزاء الأساتذة حامد مطاوع ويحيى السماوي وعلي العمير، أيها الحفل الكريم.. خطر لي أن أستأذن الصديق الشيخ عبد المقصود خوجه في أن أغير موضوع كلامي في هذه الأمسية الكريمة، من أربعين عاماً في بلاط السلطة الرابعة (الصحافة) إلى أربعين عاماً في صداقة الشيخ عبد المقصود، لم أستأذن الشيخ الصديق خوفاً من أن يرفض لأن شبابه الناضر الدائم لا يوحي بصداقة عمرها أربعون عاماً..
(الشيخ عبد المقصود مقاطعاً: أنا ما أعرفك من أربعين سنة إطلاقا).
على كل حال إن شهادة الصديق عبد المقصود التي تفضل بها الآن مجروحة كما يقال لأن فيها من العاطفة أكثر من الواقع تماماً كما فعل من تحدث عني من الإخوة نشكر له وللزملاء هذه العاطفة التي تعودناها منه ومنهم، ونشكر الشيخ عبد المقصود على الدعوة التي تفضل بتوجيهها إليَّ لأكون ضيف هذه الاثنينية راجياً أن أكون عند حسن ظنه وحسن ظنكم.
 
تجربتي.. مع الصحافة!
هذه هي المرةُ الأولى التي أتحدث فيها عن تجربتي مع الصحافة، مُفضلاً استعمالَ الخطأ الشائع - أي كلمة صَحافة عن كلمة صِحافة - لأنها ثقيلة على الأذن.
الصَحافة تُكتب ويُكتب عنها.. ولا يُحاضَرُ عنها، لأنها ممارسةٌ قبل أن تكون نظرية.
ومع ذلك، ولذلك، ففي هذه الأمسية الكريمة دونتُ ما يمكن أن يُسمى بملاحظاتٍ حول تجربتي مع الصَحافة، وليس محاضرةً متكاملة عن هذه التجربة، والأسبابُ كثيرة، لعل من أهمها عنصر الوقت الذي لا يسمحُ بالإطالةِ.. المملة.
الصحافةُ قسمان:
الشكل.. أو ما يُسمى بالأسلوب.
والمضمون.. أو المحتوى.
الشكل أو الأسلوب: هو أولاً هبةٌ من الله، فإما أن تملِكَه أو لا تَملِكَه، إنه تماماً كصوتِ فيروز، أو موسيقى عبد الوهاب، تنمّيهِ وتُطَورُه، ومع الزمن يزدادُ تألقاً مع الخبرة. يصبح أكثرَ نضوجاً مع الوقت، ولكنه في الأصلِ والأساس.. مَوهبة.
مَن لم يَهبْه الله، سبحانَه وتعالى، هذه الموهَبة.. فليبحث عن مهنةٍ أخرى.
المضمون: شيءُ آخر.
المضمون ثقافة، دراسة، قراءة ومتابعة. الجامعة قد تعطيك بدايةَ الطريق إلى المضمون، والمتابعةُ هي التي تعطي لك بقية الطريق، ولكن الجَامعة لا تملكُ أن تعطيَكَ الأسلوب.
لا جامعةٌ في العالم، وبالتحديد كلياتُ الإعلام تُخرّج صحفياً ناجحاً، أو على الأقل تضمنُ له النجاح.
الجامعةُ - كَما قلنا - هي بدايةُ الطريق، أما بقية الطريق فيأتي مع الممارسة.
والأهمُ من ذلك، الأهمُ من الأسلوبِ والمضمون، هو حبُ الصحافة.
إن لم تكن عاشقاً.. وليس محباً فقط، لهذه المهنة، التي كانت وستبقى أقربَ إلى الفنِ منها إلى الصناعة، إن ممارستَها بدون حب لها.. تُشبه الإغتصابَ، أو ليلةَ حب مع فتاةٍ عابرة.
وبَعد ذلك كلهِ، يأتي العمل، العملُ الدؤوبُ المستمر، الذي لا ينتهي إلا ليبدأ، فالصحافة كالشمس تشرقُ كل يوم، وعليك أن تكونَ هناك قبل أن تشرقَ، وبعدَ أن تغيب.
منذ ما يزيدُ عن الأربعين عاماً، وأنا أعيشُ معها، ولم تزحفِ الشيخوخةُ إلى حبي لها، ولا إلى عملي المستمر الدؤوبِ في دروبها.
يُحار الصحفي (الصحفيُ الحقيقي) في ما هو الأجمل، عيونُ امرأة، أم مانشيت جميلة، أم مقال؟
لا متعةَ تُضاهي متعةَ ذلك الإبداع الذي يتجددُ كلَ يوم، أو كلَ أسبوع، ويبقى الأساسُ دائماً، أن تتفوقَ على نفسِك قبل أن تبحث في التفوقِ على الآخرين.
يوم كنت أصدر (المستقبل) من باريس، كان يكتب فيها أسبوعياً أكثرَ من عشرةِ صحفيين وكتّاب من أكبر وأشهر كتّاب العالم العربي.
وهم مع حفظِ الألقاب والمقامات: أحمد بهاء الدين (أعاد الله إليه عافيتَه وأعادَه إلينا)، ناصر الدين النشاشيبي، نزار قباني، محمد الماغوط، المرحوم رشدي المعلوف وابنُه أمين المعلوف، رياض نجيب الريس، سمير عطا لله، سليم نصار، إبراهيم سلامة، فؤاد مطر، أسعد حيدر.. والداعي لكم بطول العمر، ما عدا السهوَ والغلط، كما يقال.
في حياة هؤلاء لم يبدعوا كما أبدعوا في (المستقبل) فقد كانت بالنسبة لَهم أشبهَ بساحةِ وغى، يتبارزونَ فيها أسبوعياً.. بالقلم.
والصَحافة، قبل كل شيء: أخلاق.
قِلةُ الأخلاق في هذه المهنة، تلغي الأسلوبَ والمضمونَ والتفوقَ والثقافة.
الأخلاق وحدَها هي التي تحدد ماذا تكتب، وماذا لا تكتب، تتعرضُ لكرامات الناس أو لا تتعرض، تغلب شهوةَ الإثارة أو لا تُغلب، تقولُ الحقيقة كما هي أو تُشوهُ هذه الحقيقة.
والصحافة في النهاية: خبرة.
دخل إلى الصَحافة في الأعوام الأخيرة جيلٌ جديد وبأعدادٍ كبيرة، منهم من سقطَ على الطريقِ، ومنهم من لم يزل مستمراً.
بعض هؤلاء لديه موهبة الشكل (الأسلوب)، وهو يتابع وبحرص كبير على تنميةِ المضمون، ويُحبُ الصحافة، وأخلاقُه لا غبارَ عليها، لكنه بحاجة - وبحاجة ماسة - إلى قضيتين أساسيتين، هما تحديداً: الخِبرةُ.. والصَبر.
لا أحدْ طبعاً يبيع الخبرة، ولا تدرّسُ الخبرةُ في المعاهد والكلياتِ والجامعات، إن أستاذَها الوحيد وجامعتَها الوحيدة.. هو الوقت، والزمن.
يكتب أحدهُم خبراً أو تحقيقاً، الأسلوبُ جيد والمضمونُ جيد، ولكن ينقصه "الخلفية"، ولذلك يبقى خبراً أو تحقيقاً ناقصاً لا يربِط الماضي بالحاضر، لأن كاتبه لا يملك الماضي.. ويفتقدُ الذاكرة.
فأنت لا تستطيعُ أن تكتبَ خبراً أو تحقيقاً متكاملاً عن العراق مثلاً إذا لم تكن قد سَمعتَ بنوري السعيد، ولا عن سوريا إذا لم تكن قد قرأت عن شكري القوتلي، ولا عن التمديد للرئيس إلياس الهراوي إذا لم تكن تعرف بشارة الخوري ورياض الصّلح.. ومن هذا الجيل من يعرف تاريخ: الملك عبد العزيز، أو الملك فيصل، أو عن سعد زغلول، وعُرابي، أو الملك فاروق، أو حتى جمال عبد الناصر.. وإلى آخر القائمة.
أما الصبر.. فقصتُه قصة.
باختصار يريدُ هذا الجيل أن يكتب افتتاحيةَ بعد يوم واحد من إنضمامِه إلى عالم الصحافة.
أذكرُ أنني قضيت أكثر من عامين وأنا أترجمُ وأحررُ في زاوية مهجورة، لا يكاد يشعرُ أحدٌ بوجودي، وثلاثةِ أعوام أخرى شعرَ البعضُ بوجودي ولكنني كنت أطلعُ السُلمَ درجةً.. درجة.
وعندما نُشر اسمي في المجلة بعد أكثَر من خمسةِ أعوام، لم أنم ثلاث ليالٍ بكامِلها.
كنا نتعلمُ المهنة، ونصبرُ عليها وتصبرُ علينا، كنا أشبهَ "بالطبخةِ" التي تُطبخَ على نار هادئة.
أما اليوم، فالصحفي يريد أن يُطبَخ "بالبريستو" أو "الميكروويف" في خلال دقائق.
يريد أن يوقعَ، حتى قبل أن يكتب.
وأخيراً لا آخراً.. يحتاج الصَحفي إلى ما يُسمى بالرؤيا، وبالنظرةِ المستقبلية، أي أن لا يكتفي بتحليلِ ما حدث، بل أن يستشف تأثيرَ ما حدث على المستقبل.
كأن يتوقع من خلال الأحداث تغييراً ما سيحدث في منطقةٍ ما، أو تطوراً سيطرأ نتيجةَ حدث ما.
توقعت "المستقبل" سقوطَ شاه إيران قبل سبعةِ أشهر..
وتوقعت إحتلال اسرائيل للبنان قبل ثمانية أشهر..
ليس من باب التنبؤ، ولكن من باب قراءةِ الأحداث المستنَدة على معلوماتِ معروفة وأخرى خاصة.
نأتي الآن إلى سؤال كبير وهام.
هل هناك صَحافةٌ عربية؟
والجواب السريع هو، مع الأسف، لا يوجد صحافةٌ عربيةٌ بالمعنى الجامع، فكما هناك دولٌ عربيةٌ متعددة لم يستطع التاريخُ، أو التراثُ، أو اللغة، أو المصيرُ المشترك، ولا حتى العِداء لإسرائيل.. أن يجمَعها، فهناك صَحافة عربيةٌ متعددة.. لا صحافةٌ عربية واحدة!.
جرت محاولات كثيرة، خاصة في صَحافة المهجر لإصدار صحافة عربية PAN ARAB ولكنها للأسف عادت لتسقطَ في المحلية، ولعل أنجحَ محاولةٍ في هذا الصدد (مع الإعتذار الشديد للعودة إلى ذكرِ المستقبل) كانت محاولةَ (المستقبل)، والتي قد يكون أحد أسبابِ هزيمتها هو نجاحُ هذه المحاولة.
كان الحدث هو الذي يحددُ هُويَةَ الغلاف، والخبرُ هو الذي يحدد موادَ العدد، والوضع العربي هو الذي يحددُ مضمونَ المقالات.
كان إنتماء "المستقبل" عربياً، تجتهدُ (سواء أخطأت أو أصابت) أن تنقل النَبْضَ العربي، والخبرَ العربي، بمعنى أنه يهمُ القارئَ العربي، وتتركُ للصحفِ المحليةِ الإهتمام بالأخبار المحلية كما تُطلقُ عليها.
وكثيراً - إن لم نقل دائماً - كان هناك خلاف بين كتاب العدد الواحد، حول تقييم حدثٍ معين، فكان ينشر الرأي.. والرأي المضاد، تاركين للقارئ أن يقرأ، ويحكمَ، ويقرر.
هل يعني هذا أن المستقبل كانت أشبهَ بصالة عرض (كما هو الحال في كثير من المجلات) للأخبار والأحداث بدونِ رأي؟
على العكس، كان "للمستقبلِ" دائماً رأيٌ، وكان لها دائماً موقف.
والدليل، الموقفُ الشرِس الذي وقفته ضد زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس، وضدَ مُحصِلةِ هذه الزيارة، أي اتفاق كامب دافيد.
ولسنا هنا في مجالِ الحكمِ على الزيارة، والإتفاقِ، وإن كان هذا لا يمنعُ من القول أن الاعتراضَ على الزيارة وعلى الاتفاق كان في مَحلِه، فلولا هذه الزيارة وذَلكَ الاتفاق لما تجرأت اسرائيل على احتلال لبنان، ولما تجرأ ياسر عرفات على توقيعِ أوسلو.
إن نتائجَ الخطأ لا تبرر الخطأ، فيوم خرجت مصر من معادلةِ الحرب، أطلقت رصاصةَ الرحمة على الصراعِ العربي - الإسرائيلي، فاضطررنا أن نقبلَ ما كان لا يمكنُ القبولُ به، وانتهينا إلى القبول بشرعيةِ الدولة العبرية.
نعتذر على هذه المداخلة السياسية في كلام على الصحافة، ولكنها كانت ضرورةً مُكملةً.. للموضوع.
نَعود إلى الصَحافة.
هل يعني هذا الكلام أن "المستقبل" كانت التجربةَ الأخيرة في محاولةِ إصدار صحافة عربية؟
الجواب: لا.
فالمحاولاتُ ما زالت قائمة، وخاصة في المَهجر، وإن كان ذلك لا يمنع من القول إنها - حتى الآن - صحافة عربية بملامحَ محلية.
حتى الإعلانُ العربي PAN ARAB لم يعد موجوداً، أصبح هو الآخر محلياً.
 
والقارىء، يكادُ يصبح مَحلياً، بمعنى أن إهتماماتِه تَزدادُ كل يوم بالمحليات، وأخبار البلد، وتتقلص عَربياً كلَ يوم.
 
أين هي الأيام التي كان القارئُ العربي يعرفُ عن أخبار مصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، ومعظم الدول العربية وزعماء هذه الدول العربية، أكثرَ مما يعرفُ عن أخبارِ بلدِه وزعاماتِ بلده.
 
وكان الصحفيُ العربي، يعرف عن شؤونِ وهمومِ العرب، بِقدْر ما يعرف عن شؤونِ وهموم بلاده.
 
والحديثُ عن الصحافة، يقودنا تلقائياً للحديث عن صحافتين محددتين، صَحافةِ مصر.. وصَحافةِ لبنان.
كان هناك إهتمام عربي في صحافةِ مصر، وبين صحفيي مصر، حتى أُمِمت الصحافة، فتحولت بقدرة قادر. أو بقدرة قرار التأميم إلى صحف محلية، تتعاطى الشأنَ العربي (إذا تعاطت) من منطلق محلي بحت.
أما لبنان، حيث انتقلَ مركزُ الصَحافةِ العربية بَعد مصر، فنستطيع أن نختصر ما حدث بالقول أنه إذا قرأت كلَ الصحفِ اللبنانية بلا استثناء، تَقرأ جَميعَ ما يحدثُ في العالمِ العربي، صَحافة لبنان حتى في أيامِ عِزِها، كانت صَحَافةَ الدولِ العربيةِ في بيروت، ولم تكن صَحافةَ عربية صادرة من بيروت.
وكان يمكن أن يستمرَ الحالُ على ما هو عليه، وأن تبقى الدولُ العربية تصدر صحافَتِها من لبنان، لولا الحرب، التي كان من نتائجها وآثارها أن اضطرت هذه الدول إلى إصدار صُحِفها من خارجِ لبنانَ، مستفيدةً من الخبرةِ اللبنانية ومن التطورِ المذهل الذي طرأ على تَقنياتِ إصدارِ الصحف في العالم، فكان هذا الشلالُ (إذا صح التعبير) المتدفقُ في إصدار الصحف والمجلات، مما لم يعرفه القارئ العربي من قبل.
الصَحافةُ العربية اليوم، تقف أمام تحدٍ كبير، إن لم نقل تحدٍ مستحيل.
حتى سنوات قليلة، كان الخبرُ الوحيد الذي يصل إلى القارئ هو الخبر الذي تنشره الصحيفة أو المجلة، يضاف إليه خبرُ الإذاعةِ الرسمية أو التلفزيون الرسمي.
اليوم، وأمام هذا الغزوِ من المحطاتِ الفضائية، حيث الخبرُ يصبح في فعلِ الماضي بعد دقائق، وحيث المشاهدُ المستمع يعرف في كثير من الأحيان من الأخبار أكثر مما يعرف الصحفي، بسبب تنقله الدائم بين محطةٍ وأخرى.
ماذا تستطيع الصحافة أن تقدم للقارئِ من جديد.. في اليوم التالي، أو الأسبوع المقبل؟
صحيح أن الكلمَةَ المكتوبة لم تفقدْ بريقَها، ولن تفقدَ بريقَها، ولكن هذا لا يمنع من أن القارئ لن يشتَرى جريدةً إلا إذا قدمت له، إما ما لا يعرِفُه أو - وقد يكونُ هذا الأهم - شرحت له أبعادَ واسبابَ وخلفيات ما يعرفه، وثالثاً وليس أخيراً.. أن تقدم له ما لا يستطيعُ الإعلامُ المرئي أو المَسموع أن يقدمَه، وتحديداً: الدراساتُ المفصلة، أو المقالاتُ المتعددة بأقلامٍ متعددة، وآراءٍ متعددة.
مما يعني عودةً إلى صَحافة الرأي، بعد أن كانت صَحافةُ الخبر قد قضت عليها.
أيها الحفل الكريم،
لم تكن الأمةُ العربية بحاجة إلى صحافتِها مثل حاجتِها هذه الأيام.
إن الشعب العربي هذه الأيام في حالةِ ضَياعٍ تام.
إنه يراقبُ بدونِ أن يشاركَ نهايةَ عصرٍ وولادةَ عصر، إن تاريخاً جديداً يصنع له، ويصرُ صانعوه على إلغاء ذاكرتِه.
وإذا كانت الصَحافةُ هي صَوت الناس (كما يقال) فمن أقل واجباتِها هذه الأيام أن تُعبرَ عن رأي الناس فيما يحدث، على الأقل كي لا يقال إن الناسَ كانوا (بلا رأي).
في فترة من الفترات تحولت الصحافة العربية من أداةِ تضامنٍ وتآزرٍ ووحدة بين الأمة العربية إلى.. أداة تفرقة.
اليوم، ونحن نواجهُ مستقبلاً مُشتركاً يمسُ مصيرَ كل عربي من المحِيطِ إلى الخليج، على الصَحافة أولاً، أن تعيدَ إلى الأمة لحمتَها التي تمزقت، وقرارَها الموحَد بعد أن تَبعثر، وإرادتَها في إستجماعِ كلِ قدراتِها لتواجه المستقبلَ المظلم الظالمَ الذي يُرسمُ لنا.
على الصَحافة ثانياً، أن تُعيدَ إلى هذه الأمة ثقتَها الضائعة بنفسِها، كي تستطيعَ النهوض من الوضع الذي وصلتْ إليه، فبهذه الثقة وحدَها يصبح ما نحن فيه كَبوةً نستطيع أن نقف بعدها، ونستأنفَ المسيرة، على أن لا نكبوَ من جديد.
وبدون هذه الثقة يُصبح ما نحن فيه سقطةً نهائيةً لا وقوفَ بعدها.
إن جيلَنا الصحفي يكاد يسلّمُ الأمانةَ إلى جيل جديد، وهي أمانةٌ لم تكن في يومٍ من الأيام صعبةً وقاسيةً مثلَ هذهِ الأيام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- قبل أن نبدأ بتوجيه الأسئلة إلى ضيفنا الكريم للأستاذ سليمان نمر تعليق فليتفضل:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :626  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.